فى ختام مهرجان الإسماعيلية السينمائي.. النقاد يرصدون سلبيات وإيجابيات الدورة 26 - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 فبراير 2025 8:25 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فى ختام مهرجان الإسماعيلية السينمائي.. النقاد يرصدون سلبيات وإيجابيات الدورة 26

إيناس عبد الله
نشر في: الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 4:09 م | آخر تحديث: الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 4:09 م

• ماجدة موريس: ضعف إقبال الجمهور مشكلة مستمرة.. وأفلام «النجوم الجدد» إضافة جديدة
• وليد سيف: المهرجان ظهر بشخصية مختلفة وعدم وجود رئيس للمركز القومى انعكس على الجانب التنظيمى
• طارق الشناوى: يحسب لهالة جلال أنها أخرجت الدورة للنور فى ظل ظروف صعبة تحاصرها

 

 

تنتهى اليوم فعاليات الدورة ٢٦ من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، هذه الدورة التى تولت رئاستها المخرجة هالة جلال، وأقيمت فى ظروف صعبة، بخلو منصب رئيس المركز القومى للسينما وهو الجهة المنظمة لهذا الحدث الفنى، الأمر الذى انعكس على أمور تنظيمية كثيرة، كانت من الممكن أن تساهم فى خروج هذه الدورة بشكل أفضل مما ظهرت عليه، وفى هذا التقرير نرصد أهم ملاحظات بعض النقاد الذين حرصوا على متابعة فعالياته، فيما يشبه «روشتة علاجية» تتضمن الأشياء الجيدة التى لمسوها هذا العام ويتمنوا استمرارها، والسلبيات التى يجب تفاديها مستقبلا.
قالت الناقدة ماجدة موريس: هناك أشياء كثيرة نالت إعجابى هذه الدورة، منها الأفلام القصيرة التى تميزت بمستوى فنى جيد، ومسابقة أفلام الطلبة التى قدمت تحت مسمى «النجوم الجدد» وهو مسمى رائع، خاصة أن ما شاهدناه كان مبشرًا للغاية، كما أثار انتباهى اهتمام المهرجان بإحضار أفلام من دول غير معتادة مثل كوبا، وبأفلام تميزت بالتجريب الذى يدفع الجمهور للتفكير والتساؤل، وكان هناك انتظام واضح فى العروض والمواعيد.
وأشارت: وهنا يجب توجيه التحية لفريق المهرجان من مبرمجين ومشرفين عن المسابقات المختلفة، فهم ينتمون لجيل جديد، ودم جديد، محب للسينما، يجيد التحدث بأكثر من لغة، ساهم فى تطوير المهرجان.
واستطردت: لى عتاب خاص بكتالوج الأفلام؛ حيث تم تقسيمه لخمسة كتب بدلاً من كتاب واحد، وهو أمر فيه عبء علينا، كما أن جدول العروض خلا من تحديد المدة الزمنية للفيلم، فكنا نفاجأ بفيلم مدته عشر دقائق يعقبه فيلم مدته ساعتين، وكان هناك فجوة زمنية كبيرة بين العروض فكنا ننتظر قرابة ساعتين للعرض التالى، فى مكان خالٍ من أى وسائل ضيافة، فقديمًا كان قصر ثقافة السينما بالإسماعيلية يخصص ركنًا للمياه والشاى والقهوة، إضافة لغرفة استراحة للضيوف، لكن هذا العام لم يحدث، وعانينا كثيرًا طوال أيام العرض.
وأشارت الناقدة ماجدة موريس للأزمة المستمرة مع مهرجان الإسماعيلية وهو غياب الجمهور وقالت: للأسف ما زلنا نعانى من ضعف الإقبال الجماهيرى، وكنت أتمنى أن تذهب العروض حيث يوجد الناس، وفى بداية عمر المهرجان كان يصحبنا مدير التصوير محمود عبد السميع للمقاهى الكبيرة لمشاهدة الأفلام مع رواد هذه المقاهى، وهو ما يجب أن تنتبه إليه إدارة المهرجان فى سنواته القادمه، أنه لابد من العمل بشكل واقعى للترويج فى الشارع عن الأفلام حتى يحدث الإقبال المطلوب.
من جانبه وصف الناقد دكتور وليد سيف هذه الدورة بأنها «دورة نسوية بامتياز» وقال: المرأة فرضت شخصيتها على هذه الدورة بقوة، سواء من خلال الفريق الذى يدير المهرجان أو المكرمين ووصل الأمر لنوعية الأفلام، لا أعرف إذا كان هذا الأمر متعمدا من جانب الإدارة الجديدة، لكنه نال رضايا، فأنا أحب أن يكون للدورة تيمة وشخصية، وهو ما نجحت فيه هالة جلال والفريق المعاون لها.
وتابع: كان هناك تفاوت واضح فى مستوى الأفلام وهذا الأمر يحدث بكل المهرجانات، لكن كنت أتمنى ألا تنحاز إدارة المهرجان للعادة المتوارثة بأن يكون هناك زخم كبير فى العروض، بل كنت أتمنى انتقاء الأفضل فقط حتى لو تسبب هذا الأمر فى انخفاض عدد الأفلام، فمن غير المناسب أن أجبر الناس وأعذبهم بمشاهدة أفلام ضعيفة، وأستطيع القول إننى راضٍ على مستوى الأفلام بنسبة ٥٠%، بينما أنا راضٍ بشكل كبير على مستوى أفلام الطلبة، فالمجموعة المختارة مبشرة جدًا.
وواصل سيف: بنسبة كبيرة نجحت إدارة المهرجان على العبور بالدورة لبر الأمان، كما نجحت فى التوسع فى الدعم والرعاة من خلال الاستعانة بعدد من المنتجين المحبين للسينما وقدموا عملاً لا بأس به، أمنحه نسبة مئوية تقدر بـ ٧٥%، وكان من الممكن أن تزيد لو كان هناك رئيس للمركز القومى؛ حيث إن خلو المنصب انعكس سلبًا على الأمور التنظيمية بشكل واضح للجميع.
من جانبه قال الناقد طارق الشناوى إن الدورة ٢٦ من أصعب الدورات التى شهدها مهرجان الإسماعيلية السينمائى، فلأول مرة تخرج دورو بدون وجود رئيس للمركز القومى، الجهة المنظمة، وتسند إدارته للمخرجة هالة جلال فى أول تجربة لها مع هذا المنصب، وعدم وجود رقيب فى جهاز الرقابة، الذى لم يستطع اتخاذ قرار بشأن فيلم «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البندارى، والذى تم منعه للمرة الثالثة بعد مهرجانى «القاهرة والجونة»، لأن القائم بالأعمال حاليًا لا يستطيع تغيير قرار مكتوب مسبق، فبالتالى يجب وضع كل هذه الظروف أثناء تقييم الدورة الحالية.
وأضاف الشناوى: لكن بشكل عام فملاحظ أنه كان هناك حفاوة مبالغ فيها بالمرأة، فرغم أننى مع المرأة تمامًا، وأسعد بتكريمها، وأزيد على هذا أن كل الأسماء التى كرمت هذا العام تستحق وبقوة، لكن كثرة التكريمات يفقدها رونقها، فالأصل فى التكريم هو أن يكون استثناء، وليس بهذا الكم الكبير، وقد وصل إلى إحساس أن هالة جلال تشعر أن هذه الدورة هى الأولى والأخيرة لها فقامت بتكريم هذا العدد.
وواصل: كان هناك مشاكل فى تضارب المواعيد، وكأن الجدول لم يدرس جيدًا، ولكن هذا ليس بأمر جديد على المهرجانات، فيحدث أحيانا، ونفس الأمر بخصوص تفاوت مستوى الأفلام، وتبقى المشكلة الأزلية فى ضعف الإقبال الجمهورى، وهى ليست مشكلة هذه الإدارة، فهى مشكلة يعانى منها معظم المهرجانات، وأتمنى أن ينتبه الجميع لها، فالأصل فى عمل المهرجانات أن توجه للجمهور وليس للنقاد والفنانين، وأخيرا أود أن أشيد بفريق عمل المهرجان وبنجاح هالة فى اختيارهم، فقد اختارت الفريق المناسب لها والذى حقق لها ما تسعى إليه، وهم مجموعة شباب «بيفهموا سينما» وهذا هو المطلوب، تماما، وفى النهاية أتمنى أن أشاهد مساء اليوم حفل ختام مختلفا عن حفل الإفتتاح، الذي كان فقيرا في الخيال متشابها مع حفلات الدورات الماضية.
وآخيرا تحدثت الناقدة ناهد صلاح وقالت: دورة هذا العام هي دورة حافلة بأنشطة وفعاليات متنوعة، بما يخلق نوعا من الزخم والكثرة التي تجعلنا نركض من فيلم لندوة لماستر كلاس لاحتفالية خاصة، كما لو كانت المخرجة هالة جلال أرادت أن تحقق رغبتها في تطوير المهرجان، لتسجل إضافة جديدة وخطوة تواصل بها إنجازها الخاص الذي لا ينفصل عن إنجاز من سبقوها في إدارة المهرجان، قد يكون هذا الزخم مرهقا بطريقة ما، لكنه يعبر عن طموح مرغوب. ولعل هذا ما لمسه العديد من السينمائيين الذين حضروا هذه الدورة بدافع دعم التجربة، كذلك فريق العمل الدؤوب الذي سعى بشكل أو أخر لتنفيذ هذا الطموح.
وأكملت: هناك بعض الملاحظات لا علاقة لرئيسة المهرجان أو فريقها بها، إنما تتعلق بضرورة تجديد وتطوير قصر الثقافة وشاشة عرضه، من أول السجادة على سلم القاعة، إلى مشاكل الصوت عند عرض الأفلام أو في الندوات، كذلك تردي الوضع في صالات العرض في المدينة ذاتها، فلا يعقل إقامة مهرجان سينمائية في مدينة تعاني من سوء دور العرض.
وأشارت لغياب وزير الثقافة أو من يمثله في إفتتاح المهرجان الذي تقيمه الوزارة أصلا،وقالت: هذا أمر يستدعي التساؤل، مع عدم وجود مدير للمركز القومي للسينما الذي ينظم المهرجان، مما تسبب في "لخبطة" بعض التفاصيل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك