حكايات فلسطينية (2).. أسباب ضعف الحركة الوطنية في مقاومة سلطات الانتداب البريطاني - بوابة الشروق
السبت 21 سبتمبر 2024 3:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (2).. أسباب ضعف الحركة الوطنية في مقاومة سلطات الانتداب البريطاني

محمد حسين
نشر في: الإثنين 11 مارس 2024 - 7:38 م | آخر تحديث: الإثنين 11 مارس 2024 - 7:38 م
"الشروق" تستعرض في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني

يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني طيلة ما يزيد عن خمسة أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشراتّ المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة وسط نقص كبير في المواد الغذائية والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثير، أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

الحلقة الثانية:
تحدثنا في الحلقة السابقة عن محطة مبكرة في تاريخ القضية الفلسطينية، بصدور وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا حقًا لليهود الحق في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين.
وتولّت بريطانيا سلطة الحماية على فلسطين التي عرفت بـ"سلطة الانتداب"، وبذلك أصبح لهذا الوعد الذي لا يزيد على المائة كلمة قوة مؤسسية نافذة، بحيث يمكن القول بأن الكيان الصهيوني قد ولد في ذلك اليوم واقعيا، وإن لم يعلن عنه رسميًا إلا في عام 1948، بعد ثلاثين عاما من القمع المتواصل لجهاد الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة دفاعًا عن فلسطين.
وخلال تلك الفترة بين الانتداب وإعلان قيام دولة إسرائيل نشطت حركة للمقاومة الوطنية الفلسطينية، والتي سيكون تقييمها ومكوناتها موضوع حلقتنا اليوم.

*ضعف وسلبية
واتسمت الحركة الوطنية الفلسطينية بالضعف والسلبية، في مرحلتها الأولى بين عامي 1918 19299 في حين استمرت المرحلة الثانية طوال المدة بين عامي 1930 1939 وشغلت المرحلة الثالثة الأعوام بين 1940 و 1948، وفقا لما ورد بكتاب "الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين"، للمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، الصادر عن" مركز دراسات الوحدة".

* كبار الملاك
ويضيف الكتاب: "لقد انفرد كبار الملاك بقيادة المرحلة الأولى من الحركة الوطنية، لأنهم الطبقة السائدة، بسبب الضعف الشديد للبرجوازية والعمال والفلاحين. وادى ضيق أفق كبار الملاك وضحالة إمكاناته الثورية وطبيعتهم الرجعية ومواقفهم السياسيةالمتأرجحة، دورا رئيسًا في اتسام الحركة الوطنية بالضعف".

وواصل الكتاب سرد أسباب لضعف الحركة الوطنية في ذلك الوقت؛ حيث دأبت تلك القيادة على إبعاد سخط الجماهير العربية في فلسطين عن عدوها الرئيس الاستعمار البريطاني، نحو العداء العنصري الطائفي لليهود كدين.
كما اكتفت هذه القيادة طوال تلك المرحلة، بالشكوى من خلال مؤتمراتها وعرائضها ووفودها العديدة التي سيرتها إلى الإدارة البريطانية في فلسطين حيناً، وإلى الحكومة البريطانية في لندن أحياناً، احتجاجا على الهجرة اليهودية وابتياع اليهود الأراضي.

واكتفت تلك القيادة بهذه الأساليب السلبية للنضال من دون أن تحاول تصعيدها، أو توفير الوضوح الفكري للجماهير؛ بتحديد أطراف معسكر الثورة، ومعسكرالأعداء، ومهمات النضال تكتيكيا واستراتيجيا.

* مساومات غير جادة
واستطرد الكتاب:"لقد اكتفى كبار الملاك بالتلويح بمقاومة الانتداب من باب المساومة، لعل الانتداب يخشى من مقاومة الشعب الفلسطيني. ويحفظ الانتداب الجميل لكبار الملاك كبحهم جماح جماهير شعبهم.

* ضبابية الخطة وضخامة التحديات
واختتم الكتاب تناوله لتلك الأزمة بضعف الحركة الوطنية بفلسطين: "إن عدم اتضاح الخطة الاستعمارية البريطانية في فلسطين، وشعور الفلسطينيين بأنه قد فرض عليهم الكفاح في النطاق القطري الضيق لأول مرة، منذ قرون عديدة مضت وضخامة التحديات الاستعمارية والصهيونية، في مواجهة الإمكانات المتواضعة للشعب العربي الفلسطيني: أدى ذلك كله إلى ضعف الحركة الوطنية وتخبطها وإهدار الطاقات الثورية للجماهير العربية الفلسطينية، كما أنه أعطى المبرر للاستعمار البريطاني للفتك بالجماهير وتنصيب نفسه حكماء بين الطرفين المتنازعين العرب واليهود".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك