المناظرات الأمريكية.. تاريخ من الانسحابات ولا تخضع للقانون - بوابة الشروق
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 5:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المناظرات الأمريكية.. تاريخ من الانسحابات ولا تخضع للقانون

محمد حسين
نشر في: الأحد 11 أكتوبر 2020 - 6:42 م | آخر تحديث: الأحد 11 أكتوبر 2020 - 6:42 م

أربكت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفيروس كورونا، الأسبوع الماضي، أجندة ترتيبات المناظرات الرئاسية، وسادت الشكوك في البداية حول إمكانية إقامة المناظراتين المتبقيتين مع الديمقراطي جو بايدن.

وتطور الوضع بدخول ترامب لمستشفى والتريد، ليغادرها بعد أيام قليلة من العلاج، ويؤكد أنه مستعد بشكل كامل لمواصلة حملته الانتخابية، وعلى رأسها المناظرة الثانية المقررة 15 أكتوبر الجاري.

وإمعانا في الإجراءات الاحترازية، وتفاديا لأي سيناريو سيئ، قررت لجنة المناظرات أن تعقد المناظرة في موعدها المقرر، ولكن بشكل افتراضي عبر وسائل الانترنت، قبل أن تقرر أمس إلغاءها، بعد أن قرر الرئيس دونالد ترامب الانسحاب منها.

ورحب المرشح جو بايدن بتلك التجربة، مبديا استعداده لها؛ لكن موقف ترامب كان على النقيض؛ حيث رفض أن يشارك في المناظرة إذا تمت بتلك الهيئة، معتبرا أنها ستكون مضيعة للوقت. قبل أن تتراجع حملته، وتضع شرطا بأن يتم تأجيلها لمدة أسبوع لتكون الثانية 22 أكتوبر والأخيرة في 29 من الشهر ذاته.

ووافقت حملة بايدن على مقترح التأجيل، لكن بأن يتم يتم الاكتفاء بمناظرة واحدة فقط ويتم إلغاء الأخيرة، وذلك وفقا لوسائل إعلام أمريكية.

ولكن وبمعزل عن تلك الحالة، من بيده قرار تأجيل المناظرات وتحديد عددها؟

لم يتطرق القانون الفيدرالي، لمسألة المناظرات الرئاسية وجدول تنظيمها، والأمر كله يخضع كوسيلة مساعدة للشعب الأمريكي، من خلال أن يتعرف على مرشحيه عن قرب، كما ذكرت منظمة "ريفيز لو جروب" الأمريكية.

ومنذ بداية الستينيات، وتنظيم هذا الحدث من مسئولية "لجنة المناظرات الرئاسية" ، وهي منظمة لا تتلق أي تمويل من الحكومة أو أي حزب سياسي أو لجنة عمل أو مرشح، ويقتصر تمويلها من المجتمعات التي تستضيف المناقشات، و بدرجة أقل، من الشركات والمؤسسات والجهات المانحة الخاصة. لكن المانحين ليس لديهم مدخلات في إدارة المناظرات وأسئلتها، كما يؤكد الموقع الرسمي للمنظمة.

كذلك من الممكن أن يختلف عددها عن ثلاث مناظرات، فكثير من المرات السابقة كانت تتم على مرة واحدة فقط، ولم يعتمد نموذج السلسلة من 3 مناظرات إلا في وقت متأخر من التسعينيات.

هل يملك أحد المرشحين الانسحاب؟

لا توجد أي مسئولية قانونية على المرشح حال انسحابه، وقراراته بألا يستمر في المناظرات، وذلك منذ عام 1975، حينما سمحت لجنة الاتصالات الفيدرالية بإجراء مناقشات رئاسية بين مرشحي الأحزاب الرئيسية دون إجراءات خاصة من الكونجرس.

وقد شهدت المناظرات انسحابات كثيرة في تاريخها، حيث رفض الرئيس ليندون جونسون المشاركة بالمناظرة في عام 1964 ، بينما فعل نيكسون الشيء نفسه في عامي 1968 و 1972، وفقا لموقع "هيستوري" الأمريكي.

وكانت الواقعة الأشهر في الانسحاب في انتخابات 1980، حينما شارك الرئيس وقتها جيمي كارتر في مناظرة واحدة فقط وقرر ألا يكمل باقيها.

وعن أسباب ذلك، يقول الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لــ" الشروق"، إن ذلك كان له ظروف خاصة، تمثلت في أن كارتر كان يواجه أزمة كبيرة وقت رئاسته، وهي أزمة الرهائن الأمريكيين داخل السفارة الأمريكية بطهران، ومع ضغط الأسئلة في المناظرة الأولى، أدرك كارتر أن فرصه باتت منعدمة تماما، وأن ريجان قد أصبح الرئيس المنتظر.

التأجيل والإلغاء في مصلحة من؟

يتابع عبد الفتاح لـ"الشروق"، ويؤكد أن رفض ترامب للمناظرة "الفيديو كونفرنس" سببها جزء من تكوينه الشخصي، الذي من أهم أدواته أن يوجه اللكمات بشكل مباشر لمنافسه، ويضعه تحت ضغط متواصل.

وعودته لقبول إجراء المناظرات شرط التأجيل، في مصلحته؛ لأن الاكتفاء بالمناظرة الماضية، يفيد جو بايدن بشكل أكبر، لأنه حافظ على توازنه بشكل كبير في الاستطلاعات، وضمّن أصوات أغلب الناخبين المترددين.

ويضيف عبد الفتاح، بأن بايدن لديه ذكاء كبير في رفضه أن تتم مناظرة 29 أكتوبر، لأن ذلك ستكون مخاطرة كبيرة أن تواجه ترامب (رجل المفاجآت) قبل أيام من التصويت.

لذا سيكون القبول بمناظرة واحدة، يخدم الطرفين من يحاول أن يلمع صورته وآخر يحاول الحفاظ على توازنه في سباق الرئاسة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك