19 فيلمًا بالمسابقة الرسمية.. وفلسطين تنافس على الدب الذهبى بـ«يونان»
مشاركة 4 أفلام مصرية تبحث عن تواجد عالمى مختلف
قضايا الهجرة فى فيلم الافتتاح تدفع المهرجان إلى أجواء السياسة الملبدة بغيوم اليمين المتطرف
تريشيا تاتل: السياسة جزء أصيل من المهرجان ونسعى لجذب جماهير جديدة والتواصل مع أجيال مختلفة.. ترامب وأجندته اليمينية المتطرفة تشغل أذهان الجميع
سكوت روكسبورو: من الجيد أن تكون نقاط الحديث الرئيسية هى الأفلام المعروضة لكن لا أعتقد أن هذا هو العالم الذى نعيش فيه الآن
وسط حضور سينمائى عالمى كبير.. ينطلق مساء غدا مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ 75 التى تشكل عامه الماسى، وتحمل وعودًا كبيرة لعشاق السينما العالمية ورواد المهرجان من جمهور ونقاد، خاصة وأن مديرة المهرجان الجديدة الأمريكية تريشيا تاتل التى جاءت خلفًا لكارلو شاتريان ومارييت ريسينبيك تحمل أحلاما تسعى لتحقيقها فى دورتها الأولى للحدث السينمائى العريق وتجعله أكثر جذبًا سواء بالأفلام التى تحمل رؤى صناعها الفنية والفكرية تجاه القضايا الاجتماعية المؤرقة مستعرضة أشكالا إبداعية متعددة وأيضا القضايا السياسية؛ حيث قالت تريشيا تاتل «لا يمكننا أن نخجل من التفاعل مع الأحداث السياسة، لن نتجنب الأحداث الجارية، بل ويمكن القول إن السياسة جزء أصيل من تكوين المهرجان لكننا نأمل حقًا ألا تحجب تمامًا القصص التى تظهر على الشاشة وأن تتمكن الأفلام التى سيشاهدها الجمهور خلال الأيام المقبلة من تحفيز الناس على الحديث عن حيوية هذا الشكل الفنى نفسه والأفلام نفسها.
وأكدت على دوره كمنصة عالمية، مشيرة إلى أنه تأسس فى عام 1951 لتوفير مساحة للعالم للالتقاء، كمهرجان يمكِّن الألمان من التواصل مع الثقافات الأخرى.
وأضافت: نهجنا هذا العام يجمع بين النظر إلى تاريخنا الغنى والمضى قدمًا فى الوقت نفسه لإشراك جماهير جديدة، حيث نهدف إلى الحفاظ على سمعة برلين كواحد من أهم المهرجانات السينمائية فى العالم، مع جعله مثيرًا وذا صلة بالأجيال الأصغر سنًا.
وقد تصادف إقامة الانتخابات الوطنية فى ألمانيا ــ والتى تشير استطلاعات الرأى إلى أنها قد تشهد مكاسب غير مسبوقة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف ــ يوم الأحد الأخير من المهرجان فى 23 فبراير.
لقد ساعد وصول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين إلى ألمانيا فى عامى 2015 و2016 فى تعزيز الدعم لحزب البديل من أجل ألمانيا، والذى من المتوقع أن يبرز كواحد من أكبر الأحزاب على المستوى الوطنى وفقًا لاستطلاعات الرأى.
وفى العام الماضى، تصدر المنظمون عناوين الأخبار بمنع خمسة سياسيين من حزب البديل لألمانيا كانوا قد دعوا فى السابق وإخبارهم بأنهم «غير مرحب بهم» فى المهرجان.
وقال سكوت روكسبورو، رئيس المكتب الأوروبى لمجلة هوليوود ريبورتر، لوكالة فرانس برس: «سيكون من الجيد أن تكون نقاط الحديث الرئيسية هى الأفلام التى سيتم عرضها، لكننى لا أعتقد أن هذا هو العالم الذى نعيش فيه الآن».
وقال إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأجندته اليمينية المتطرفة تشغل أذهان الجميع، بالإضافة إلى دعم حزب البديل لألمانيا لإيلون ماسك وصعود الذكاء الاصطناعى. وأضاف روكسبورو «هناك بالتأكيد قلق عام حول الذكاء الاصطناعى بشكل خاص فى صناعة السينما».
أيضا ليلة الافتتاح ستدفع المهرجان بقوة إلى الأجواء السياسية بفيلم يتطرق إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية فى ألمانيا ــ الهجرة ــ؛ حيث سيفتتح المهرجان بالعرض العالمى الأول لفيلم «الضوء Das Licht» للمخرج الألمانى توم تيكوير تدور أحداثه حول عائلة ألمانية من الطبقة المتوسطة تتغير حياتها على يد مدبرة منزلهم السورية الغامضة.
ويمثل الفيلم عودة تيكوير إلى الشاشة الكبيرة بعد سبع سنوات وأربعة مواسم ككاتب ومخرج للمسلسل الناجح «بابليون برلين».
فيلم (الضوء) من بطولة النجم الألمانى لارس إيدينجر والممثلة والمخرجة نيكوليت كريبتز وفيه يصور المخرج وكاتب السيناريو توم تيكوير الحياة اليومية لعائلة ألمانية من الطبقة المتوسطة فى عالم سريع الحركة وغير مستقر؛ حيث يحكى قصة عائلة إنجلز، حيث يعيش تيم (لارس إيدينجر) وميلينا (نيكوليت كريبتز) وتوءمهما فريدا (إلكى بيسندورفر) وجون (جوليوس جوز) وابن ميلينا ديو (إلياس إلدريدج) فى أسرة تعيش جنبًا إلى جنب أكثر من كونها متحدة، ولا شىء يربطهم معًا حتى تدخل مدبرة المنزل فرح (طلال الدين) حياتهم. تضع المرأة الغامضة من سوريا عالم إنجلز فى اختبار غير متوقع وتكشف عن مشاعر كانت مخفية منذ فترة طويلة. وفى هذه العملية، تسعى إلى تنفيذ خطة خاصة بها ستغير حياة الأسرة بشكل جذرى.
يرأس المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأمريكى تود هاينز لجنة تحكيم مسابقته الدولية التى ستمنح الفائزين بالدب الذهبى والدب الفضى، وتضم اللجنة فى عضويتها المخرج نبيل عيوش (المغرب/ فرنسا)، مصممة الملابس بينا دايجلير (ألمانيا)، الممثلة والمغنية فان بينج بينج (جمهورية الصين الشعبية)، رودريغو مورينو (الأرجنتين)، الناقدة السينمائية والمخرجة والممثلة إيمى نيكلسون (الولايات المتحدة الأمريكية) وماريا شرادر (ألمانيا).
تشهد ليلة الافتتاح تكريم النجمة البريطانية الاسكتلندية تيلدا سوينتون بمنحها الدب الذهبى الفخرى لإنجازها مدى الحياة، وسيتم تقديم جائزة التكريم بقصر برليناله وتبقى تيلدا هى واحدة من رموز صناعة الأفلام الحديثة عبر مجموعة أفلام مذهلة.
يتنافس هذا العام 19 فيلمًا على جوائز الدب الذهبى والفضى، تمثل 26 دولة. وتعرض 17 فيلمًا لأول مرة على مستوى العالم. وثمانية أفلام أخرجت أو شاركت فى إخراجها نساء.
والقائمة تضم أعمالا جديدة لمخرجين كبار يشعلون المنافسة على جائزة الدب الذهبى؛ حيث يشارك المخرج الأمريكى ريتشارد لينكليتر بفيلمه «القمر الأزرق» بطولة إيثان هوك فى المسابقة الرسمية، ويقدم المخرج الكورى الجنوبى بونج جون هو فيلمه الجديد «ميكى 17» مع روبرت باتينسون، والمخرج الرومانى رادو جود بفيلمه «كونتنينتال 25»، والمخرجة الفرنسية لوسيل هادزيهيلوفيتش بفيلمها «برج الجليد»، وهونج سانج سو «ماذا تقول لك الطبيعة؟».
تشارك فلسطين بالفيلم العربى الوحيد بالمسابقة الرسمية وهو «يونان» للمخرج أمير فخر الدين، ويشارك فى إنتاج الفيلم بجانب فلسطين الأردن والسعودية وقطر وألمانيا، مدعوما من مؤسستى البحر الأحمر والدوحة.
الفيلم بطولة اللبنانى جورج خباز والفلسطينى على سليمان، والألمانية هانا شيجولا. ويروى قصة منير الكاتب والمثقف المغترب فى ألمانيا، الذى يعيش فى حالة من اليأس، تدفعه للانعزال فى جزيرة نائية بحثا عن السكون والتأمل لكن تلاحقه ذكرى حكاية غامضة روتها له والدته فى طفولته، وتتشابك مع واقعه الحالى، ويلتقى فى عزلته بفاليسكا مالكة الفندق، وتساعده لحظات بسيطة على إعادة اكتشاف معانى الحياة والروابط الإنسانية.
فيما يشهد برنامج المهرجان هذا العام مشاركة أربعة أفلام مصرية، هى فيلم «المستعمرة» للمخرج محمد رشاد فى عرضه العالمى الأول حيث ينافس فى المسابقة الجديدة «وجهات نظر» Perspectives التى تستضيف الأفلام الروائية الأولى لأصحابها من صناع الأفلام الشباب.
الفيلم من بطولة الوجوه الجديدة أدهم شكرى وزياد إسلام وهاجر عمر ومحمد عبد الهادى وعماد غنيم، وهو مستوحى من أحداث حقيقية عن شقيقين - حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)- يعيشان فى الإسكندرية؛ حيث عُرضت عليهما وظائف من قبل المصنع المحلى بعد وفاة والدهما فى حادث عمل كتعويض عن خسارتهما بدلاً من رفع دعوى قضائية. وبينما يتوليان عملهما الجديد، يبدأ لديهما التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما عرضية حقًا.
استغرق العمل على فيلم المستعمرة خمس سنوات، كما أوضح المخرج محمد رشاد الذى قال «خلال رحلة الفيلم، تمكنت من تحقيق طموحاتى، مثل اختيار ممثلين غير معروفين تمامًا وإشراك عمال حقيقيين فى أدوار ومجموعات مهمة. كما صورت فى مواقع حقيقية، والتقطت مشاهد فى الإسكندرية تتطابق بشكل وثيق مع ما تخيلته»، وأضاف «عرض الفيلم فى مهرجان مهم كهذا والمنافسة فى مسابقة جديدة يشير إلى أننا كمجموعة حققنا هدفنا».
وكشفت منتجة الفيلم هالة لطفى ذكريات الرحلة الطويلة للفيلم والتحديات التى واجهوها على طول الطريق قائلة «كان تصوير الفيلم مسعى شاقًا ولكنه مجزٍ فى النهاية، إذ تضمن التصوير فى مواقع مختلفة فى القاهرة والإسكندرية للبقاء على وفائه لقصته ومصدره».
ويشارك المخرج كريم الشناوى بفيلمه «ضى: سيرة أهل الضى» فى مسابقة أجيال، وهو إنتاج مصرى سعودى مشترك، وبطولة أسيل عمران وبدر محمد، وإسلام مبارك وحنين سعيد.
بينما يشارك المخرج محمود إبراهيم فى المنتدى الموسع بفيلمه الوثائقى «آخر يوم» عن الشقيقين زياد ومودى اللذين يقضيان اليوم الأخير لهما فى منزل الأسرة بالقاهرة، حيث يجب عليهما مغادرته، لأنه سيُهدم فى إطار خطة تطوير المدينة.
كما يُعرض للمخرجة هالة القوصى فيلمها الروائى «شرق 12» فى افتتاح أسبوع النقاد، والذى شاركت به من قبل فى أسبوعى المخرجين بمهرجانى كان والبحر الأحمر.