آخرها عزله من الحكم... أزمات واجهت «البشير» خلال 30 عاما من حكمه - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 1:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

آخرها عزله من الحكم... أزمات واجهت «البشير» خلال 30 عاما من حكمه

إنجي عبدالوهاب
نشر في: الجمعة 12 أبريل 2019 - 11:33 ص | آخر تحديث: الجمعة 12 أبريل 2019 - 12:12 م

يشهد السودان تصعيدًا على خلفية المظاهرات الأخيرة، بعد عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، برئاسة وزير الدفاع، عوض بن عوف، وفق البيان الذي أذاعه التليفزيون السوداني، لبن عوف، صباح أمس الخميس، وأحاطت القوات المسلحة السودانية مبنى الإذاعة والتلفزيون، وتم بث الموسيقى العسكرية، قبل بيان الجيش المهم.

ويشهد السودان مظاهرات احتجاجية منذ ديسمبر الماضي، وتقدم عدد من الشخصيات الوطنية، عرفوا بـ«مجموعة 52»، بمبادرة «السلام والإصلاح»، التي تطالب بحوار وطني ينتهي بتكوين حكومة انتقالية بمهام محددة خلال فترة أربع سنوات، وهو ما يعني دخول السودان في فترة انتقالية للمرة الرابعة في تاريخه.

على مدار 30 عاما منذ وصوله للحكم في 1989، واجه البشير عدة أزمات أرقته، ومثلت له هاجسا، إلا أنه مر منها جميعا، قبل أن تطيح به الاحتجاجات الثورية التي استمرت 4 شهور، وتستعرض «الشروق» الأزمات التي دفعت بنظام البشير نحو الهاوية في السطور التالية..

شهدت فترة حكم الرئيس السوداني، عمر حسن البشير 75 عامًا، الذي حكم السودان لثلاثة عقود زخمًا على المستويين السياسي والاقتصادي ومر خلالها السودان بعدة أزمات على الصعيدين السياسي والإقتصادي، وتعد أطول مدة حكم شهدها السودان منذ استقلاله بالحكم الذاتي في عام 1965.

* من هو ؟

ولد عمر حسن أحمد البشير، في يناير عام 1944، بقرية "حوش بانقا" التي تنتمي إلى قبيلة البديرية الدهمشية الموجودة في شمال السودان وغربه.

وتخرّج في الكلية الحربية السودانية عام 1967، وتلقى تدريبات عسكرية في مصر بعدما اختير لحضور دورة الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية في القاهرة، وشارك ضمن القوات السودانية في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية.

في عام 1981، نال البشير ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، ثم ماجستير العلوم العسكرية في ماليزيا 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.

* البشير والترابي.. انقلاب عسكري بدعم إسلامي

وصل اللواء عمر حسن البشير إلى السلطة في عمر ناهز 45 عامًا، عقب انقلاب عسكري قاده 30 يونيو عام 1989؛ للإطاحة بحكومة الصادق المهدي فيما سمي بـ"ثورة الإنقاذ" بعدما خطط له ودعمه رئيس الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي.

* بن لادن ضيف البشيرلـ6 أعوام

ظل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الفترة بين عامي 1990 و1996 في ضيافة الحكومة السودانية التي جاء بها الإسلاميون بزعامة الدكتور حسن الترابي.

* بن لادن يخلف عقوبات اقتصادية وسياسية

بدأ مسلسل العقوبات الاقتصادية والسياسية على السودان، بعدما أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وفي العام 1993 جراء استضافتها بن لادن.

وفي عام 1997م، قرر الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، تجميد الأصول المالية للسودان، ومنع تصدير التكنولوجيا الأمريكية له، وحظر الاستثمار أو التعاون الاقتصادي مع البلاد، فدخلت الدولة السودانية في دوامة من التضيق الاقتصادي.

* البشير يتخلص من الترابي

أدت التضيقات الاقتصادية والمقاطعة الدولية للسودان إلى نشوب توترات بين البشير والترابي إلى أعلى مستوى في أواخر التسعينيات، لكنه لم يتمكن من حل الأزمات الاقتصادية والسياسية، التي خلفتها تباعيته للترابي.

* أزمة دارفور.. مزيد من الانتقادات

وعلى الصعيد السياسي اتهمت حكومة البشير بالتمييز ضد قاطني إقليم دارفور من غير العرب، ما أدى إلى ظهور متمردي دارفور، ومن ثم نشوب حرب بينهم من جانب وبين حكومة البشير من جانب آخر.

شنت حكومة البشير هجمة عنيفة على إقليم دارفور في فبراير عام 2003؛ للقضاء على متمرديها، الأمر الذي عرض البشير لمزيد من الانتقادات على الصعيد الدولي والداخلي، بعدما أدت حرب دارفور إلى مقتل أكثر من 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.5 مليون شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ثم أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق البشير في العامين منذ إصدار 2009 و2010؛ لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في "دارفور" في غرب السودان.

* انقطاع عن الانتخابات.. ثم انتخابات بلا مشاركة

واستكمالًا لمسلسل الأزمات السياسية ظلت السودان منذ العام 1989، وحتى العام 2010، لنحو 21 عامًا من دون إجراء انتخابات، في ظل غياب للمشاركة السياسية للمعارضين، وعندما أجريت انتخابات 2010، ثم 2015 قاطعتها المعارضة؛ بل وطعنت على نتائج الانتخابات في العام 2015، والتي فاز فيها البشير بنسبة 94.5%.

* البشير: تاريخ من الاحتجاجات

شهد حكم البشير تاريخ من الاحتجاجات الشعبية الواسعة، إذ يعد الحراك الشعبي الحالي ثالث حراك يندلع ضده؛ ففي سبتمر عام 2013، اندلعت احتجاجات شعبية واسعة في السودان، ضده جراء ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة، راح ما لا نحو 200 متظاهر، بالإضافة إلى اعتقال وتعذيب الكثير من العمال والطلاب، وتكررت التظاهرات ذاتها مع مشاركة الأحزاب في يناير 2017.

* مناورات البشير للالتفات على المحتجين

أعلن البشيرعقب احتجاجات 2013 عدم رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لفض التظاهرات لكنه لم يفِ بوعده.

وعقب احتجاجات 2017 التف على التظاهرات، بما يسمى "حكومة الوفاق لإنهاء الأزمة".

* الأزمة الاقتصادية تطرق من جديد

مر البشير من أزمات عديدة على الصعيدين لداخلي والخارجي، لكن الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بشدة منذ العام 2005 ظلت الشبح العائد من الخلف 2005؛ إذ جددت الاحتجاجات الشعبية ضد الغلاء وسوء الأوضاع الاقتصادية اللتان سبق وحدثتا في 2013 و2017، ولكن بوطئة أشد حتى تكون بمسابة القشة التي قسمت ظهر البعير.

* شروط صندوق النقد الدولي تجهز على البشير

وساهمت شروط النقد الدولي في ديسمبر 2017، أي بعد شهرين اثنين من رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان في تأجيج الوضع الاقتصادي؛ إذ ازدادت الأوضاع الاقتصادية، سوءًا عقب تحرير السودان لسعر الصرف الذي جاء بتوصية من البنك الدولي في ديسمبر 2017، بالتزامن مع تقليل الإنفاق الحكومي وتحرير سعر الصرف، الأمر الذي أجج الغضب الشعبي من جديد؛ إذ ارتفع عقبها سعر الدولار الجمركي بنسبة 300% وهو ما ضاعف أسعار السلع الأساسية.

فقبيل نشوب تظاهرات 19 ديسمبر بشهرين إثنين، لامس سعر الدولار مستوى 47.5 جنيه سوداني، وتضاعفت أسعار المحروقات ما أدى إلى مضاعفة السلع الأساسية.

* تعديلات دستورية أعاقتها الاحتجاجات

تشكلت في ديسمبر 2018 أيضًا لجنة برلمانية للنظر في التعديلات الدستورية الضرورية لإبقاء البشير في السلطة، بالمخالفة مع دستور عام 2005 الذي على أن لا يتجاوز الرئيس ولايتين؛ الأمر الذى ساهم في اندلاع التظاهرات إلى جانب تردي الأوضاع الاقتصادية؛ وهو ما عجل برحيله إذ بدأت التظاهرات في 19 ديسمبر الماضي بمطالب اقتصادية، ثم تصاعدت للمطالبة بتنحي البشير عن السلطة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك