ــ زيلينسكى: نتفهم عدم إمكانية الانضمام إلى الحلف قبل انتهاء الحرب ــ ستولتنبرج: لا يحق لروسيا الاعتراض على توسع «الناتو»
ــ موسكو تحذر من اقتراب حرب عالمية ثالثة ــ بكين تطالب واشنطن وحلفاءها بوقف الاتهامات غير المبررة
اختتمت قمة حلف شمال الأطلسى «الناتو» المنعقدة فى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، بطرح خطة التزامات طويلة الأمد لأمن أوكرانيا، فيما حذرت روسيا من أن الحرب العالمية الثالثة تقترب مع تزويد الغرب لكييف بالأسلحة خاصة العنقودية.
واتفق قادة الحلف فى البيان الختامى على أن مستقبل أوكرانيا يقع داخل الحلف، مضيفين أن اندماج كييف الأوروبى الأطلسى تجاوز الحاجة إلى خطة عمل العضوية لكنهم لم يوجهوا الدعوة لكييف للانضمام على الفور. كما تعهد قادة الناتو بـ«العمل بشكل وثيق للتصدى للتهديدات والتحديات التى تشكلها روسيا».
وأكد أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرج خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى على هامش القمة، أن الحلف سيرسل دعوة لأوكرانيا للانضمام للناتو عند الوفاء بالشروط، مشددا على أن أعضاء الحلف سيدعمون كييف مهما طال الأمر.
وقال ستولتنبرج إن «توسع الناتو يعود للدول التى تريد الانضمام وروسيا ليس لها حق الاعتراض»، ذاكرا أن أوكرانيا هى التى ستقرر متى تنضم للناتو وليس روسيا.
وأضاف ستولتنبرج أن «مجلس الناتوــ أوكرانيا» سيعزز العلاقات الثنائية ولديه سلطة اتخاذ قرارات.
من جهته، قال الرئيس زيلينسكى، إن بلاده تتفهم أنه لا يمكنها الانضمام إلى حلف «الناتو» قبل انتهاء الحرب، مضيفا «لا أحد يريد حربا عالمية ثالثة نتفهم ذلك ونحن شعب متحضر»، مشيرا إلى حصول بلاده على أنباء «إيجابية للغاية» بشأن حزم مساعدات دفاعية من شركائها فى القمة.
وأوضح زيلينسكى، أن الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا، تسمح لكييف بالاندماج مع حلف (الناتو) حتى قبل أن تصبح عضوا، مشيرا إلى التشديد على هذه الضمانات من قبل دول مجموعة السبع».
واعتبر أن إسقاط شرط «خطة العمل» من متطلبات انضمام أوكرانيا إلى الناتو «أمر هام»، متابعا أن نتائج القمة «سارة وجيدة».
كما اعتبر أن «مجلس الناتوــ أوكرانيا» خطوة مهمة نحو التكامل بين بلاده والحلف.
من جهتها، قالت مديرة شئون أوروبا بمجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض، أماندا سلوت على هامش القمة، إن رسالة الحلف العسكرى تجاه التوقعات بخصوص انضمام أوكرانيا للحلف كانت إيجابية، مردفة: «من وجهة نظرنا إنها رسالة قوية وواعدة».
بدوره، قال مسئول بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستبدأ قريبا مفاوضات ثنائية مع أوكرانيا بشأن تقديم مساعدة أمنية طويلة المدى، بعدما أعلنت «مجموعة السبع» عن اتفاق إطارى جديد لتقديم التزامات أمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.
وذكر المسئول فى تصريحات للصحفيين على هامش قمة الناتو، أن «قادة مجموعة السبع يتفقون على الدخول فى مفاوضات ثنائية مع أوكرانيا لتقديم مساعدة أمنية طويلة الأمد وضمان توفير حصول الأوكرانيين على قوة قتالية قادرة على ردع العدوان الروسى فى المستقبل وتقديم الدعم لإصلاحات الحكومة فى أوكرانيا وتقوية الاقتصاد الأوكرانى»، وفقا لوكالة رويترز.
وأضاف أن «الولايات المتحدة ستبدأ مفاوضاتها مع أوكرانيا قريبا».
فى سياق متصل، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين ومسئول أوروبى أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تبحث تزويد أوكرانيا بصواريخ أرض ــ أرض الموجهة بعيدة المدى.
وأوضح المسئولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أن الولايات المتحدة لا تزال مترددة بشأن إرسال شحنات من مخزونها المحدود من أنظمة صواريخ «أتاكمس» التكتيكية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، رغم إقرار إدارة بايدن بأن القوات الأوكرانية تعانى من نقص حاد فى الذخائر فى هجومها المضاد ضد روسيا.
بدورها، قالت الحكومة البريطانية إنها ستزود أوكرانيا بأكثر من 70 مركبة قتالية ولوجستية وآلاف القذائف لدبابات «تشالنجر 2» وحزمة دعم قدرها 50 مليون جنيه إسترلينى لإصلاح المعدات العسكرية.
وإلى جانب حزمة الدعم، ستطلق بريطانيا أيضا مشروعا من خلال حلف «الناتو» لتأسيس مركز إعادة تأهيل طبى للجنود الأوكرانيين يجرى تمويله من خلال حزمة المساعدة الشاملة التى خصصها الحلف لأوكرانيا.
بدوره، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، إن ألمانيا وافقت على إمداد بلاده بمزيد من منصات الإطلاق وصواريخ منظومة الدفاع الجوى «باتريوت»، واصفا الخطوة بـ«المهمة للغاية للدفاع عن أرواح الأوكرانيين».
وجاء الإعلان عقب محادثات ثنائية أجراها زيلينسكى مع المستشار الألمانى أولاف شولتز على هامش قمة الناتو فى فيلنيوس.
وكان زيلينسكى قد صرح فى وقت سابق، بأن أجندته فى اليوم الختامى لقمة الناتو تتضمن 3 أولويات، هى ضمان الحصول على حزم إعانات دفاعية جديدة، والحصول على ضمانات أمنية طويلة الأمد فضلا عن حصول أوكرانيا على دعوة للانضمام إلى الناتو.
من جهته، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، ديمترى ميدفيديف أن المساعدات التى تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا بمختلف الأسلحة ــ وآخرها الذخائر العنقودية ــ مآلها طريق مسدود، مضيفا أن «الحرب العالمية الثالثة تقترب»، على حد تعبيره.
وقال ميدفيديف فى بيان ــ على حسابه فى تليجرام تعليقا على قمة الناتو ــ إن النتائج الأولية كانت «متطابقة مع توقعات روسيا السابقة».
وأضاف ميدفيديف أن العملية العسكرية الخاصة لبلاده فى أوكرانيا ستستمر بالأهداف نفسها، وأحدها رفض انضمام من وصفهم بمجموعة نازيى كييف إلى حلف الناتو، معتبرا أن هذا الأمر مستحيل بالنسبة لموسكو.
وأشار إلى وجود تقارير تفيد بتعرض مدينة توكماك بمقاطعة زابوريجيا للقصف بالذخائر العنقودية، وقال هذا يعنى أنه «حان الوقت للكشف عن ترساناتنا من هذا السلاح اللاإنسانى».
من جهته، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، فى مقابلة مع صحيفة «كومباس» الإندونيسية، إن المواجهة المسلحة فى أوكرانيا ستستمر إلى أن يتخلى الغرب عن خططه للسيطرة على موسكو وهزيمتها، مضيفا أن هدف الغرب الذى تقوده الولايات المتحدة هو تعزيز هيمنته العالمية.
وفى بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون فى إفادة صحفية دورية إن الصين تطالب حلف «الناتو» بالتوقف عن الاتهامات التى لا أساس لها والتصريحات الاستفزازية ضدها. جاء ذلك ردا على سؤال بخصوص بيان مشترك لحلف الناتو، وجه انتقادات شديدة إلى الصين.
كما أعربت بعثة الصين الدبلوماسية فى الاتحاد الأوروبى، عن معارضة ورفض بكين للأجزاء التى تناولت الصين فى بيان قمة الناتو.
وقالت البعثة إن محتوى البيان المرتبط بالصين «به تناقضات، وتجاهل العديد من الحقائق بشأن سياسات بكين».
وشددت البعثة على أن «الصين ستعمل بشكل ثابت على حماية السيادة والأمن ومصالحها التنموية، وتعارض بحزم تحرك الناتو فى منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ».
كانت قمة الناتو قد اعتبرت أن الصين «تتحدى بشكل متزايد النظام الدولى القائم على القواعد، وترفض إدانة الغزو الروسى لأوكرانيا، وتدعم إيران، وترفع من مستوى قدراتها العسكرية بشكل كبير».