من هو عز الدين القسام الذي يقاتل تحت رايته جنود المقاومة في غزة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من هو عز الدين القسام الذي يقاتل تحت رايته جنود المقاومة في غزة؟

أدهم السيد
نشر في: الأحد 12 نوفمبر 2023 - 1:30 م | آخر تحديث: الأحد 12 نوفمبر 2023 - 1:30 م

تصدر اسم الشهيد عز الدين القسام الكثير من الشاشات والعناوين ليظهر الاسم بجانب خبر تدمير مجموعة دبابات إسرائيلية أو استهداف مستوطنة وسط الأراضي المحتلة أو مرتبطا بذكر المقاومة، ما يثير تساؤل عن سبب تسمية أكبر فصائل المقاومة الفلسطينية باسم الرجل الذي كان أول من أشعل الحراك المسلح ضد العصابات الصهيونية ليستشهد حينها بين قلة قليلة من رجاله دون أن يعلم أن يوما ما سيقاتل عشرات الآلاف تحت رايات باسم القسام.

وتستعرض جريدة الشروق أهم المحطات النضالية للشهيد عز الدين القسام منذ جهاده على الأراضي الشامية وحتى إشعاله الثورة المسلحة على أرض فلسطين، وذلك وفقا لشهادات أفراد بالعصبة القسامية وروايات تم سردها في كتاب عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين للكاتب محمد حسن شراب.

- نشأة عز الدين القسام
ولد محمد عز الدين القسام لأسرة من أصل عراقي تقطن الساحل الغربي السوري جنوبي محافظة اللاذقية، وأمضى طفولته متشربا علوم القرآن في كتاب والده.

ذهب القسام طالبا للعلم حين كان 14 عاما ليسافر لمصر عبر البحر في رحلة متوجها نحو الأزهر الشريف ليمضي 10 سنوات تلقى خلالها مختلف العلوم الشرعية.

أظهر القسام فترة إقامته في مصر وصعوبة الغربة قدرا من عزة النفس، حيث فضل أن يعمل بائعا لحلوى الهريسة على أن يتلقى النقود من زملائه ميسوري الحال، وذلك وفقا لشهادة زميله عز الدين التنوخي.

- محرض على جهاد الإيطاليين وشوكة في حلق الفرنسيين

بدأت ميول القسام الجهادية التي لا تعرف حدودا جغرافيا مبكرا رغم أنها لم تكن تشغل الكثيرين في من حوله بأراضي الساحل السوري، حيث استفاد من مهنته كخطيب وإمام بمسجدين في اللاذقية ليحرض على جهاد الإيطاليين الغازين لليبيا عام 1911، ولم يكتفِ حينها بتحريض الدعوى، بل نجح بحشد عدد من الجنود، بالتنسيق مع الباب العالي العثماني للخروج بسفينة لقتال الإيطاليين.

أخلف الباب العالي وعده، ولم يرسل سفينة لتقل القسام وجنوده للقتال ولكن ذلك لم يثنِ عزيمته عن النضال.

عايش القسام بداية الغزو الفرنسي للأراضي الشامية، إذ كان الساحل السوري أول المناطق سقوطا بأيدي الفرنسيين عام 1919.

قاد القسام عصبة من نحو 11 رجلا، وتحصنوا بجبال صهيون وقاموا بعملية ليلية قتلوا خلالها حامية فرنسية بأكملها في المنطقة المجاورة للجبل، وتسببت العملية المعروفة باسم بانيا بغضب ما يعرف بدولة العلويين العميلة للاستعمار الفرنسي، والتي كانت تدير الأمور بمنطقة الساحل ما أدى لملاحقة جماعة القسام، والحكم الغيابي عليه بالإعدام وعرض مكافأة 10 آلاف ليرة للإبلاغ عنه.

- انتقال عز الدين القسام لفلسطين

تسلل القسام ومجموعته نحو الأراضي اللبنانية ومنها لفلسطين بعيدا عن سطوة الاستعمار الفرنسي، وانتقى عز الدين القسام تحديدا مدينة حيفا، وذلك لسببين أولهما اعتياد التجار السوريين على زيارتها ما يساعده على التأثير الفكري في المدينة لشعبيته لدى السوريين، والسبب الآخر هو كون المدينة تربة خصبة لتجنيد المجاهدين نظرا لأن كثير من أهلها من الفلاحين الذين هجرتهم العصابات اليهودية.

- عصبة القسام بدأت ببندقية واحدة

استفاد القسام مجددا من عمله خطيبا بجامع الاستقلال في حيفا، وعمله مدرس لمحو الأمية أيضا، ومأذونا في 3 مهن تتيح له معرفة وعلاقة وطيدة بكثير من الرجال القابلين للانضمام للعمل المسلح غير المعتاد في حينها بفلسطين.

ويتحدث إبراهيم أبو كبير، أحد رفاق القسام، عن أول ميل للتسلح في المجموعة، إذ يقول إنه في العام 1928 الذي شهد تعديات لليهود المهاجرين على المسجد الأقصى، طلبت المجموعة من القسام حينها بدء التسليح.

وأوضح أن القسام اشترى حينها بندقية، وجلب مدربا كان يدرب أفراد المجموعة واحدا واحدا على نفس البندقية.

وورد بكتاب عز الدين القسام شيخ المجاهدين في فلسطين عن أعداد العصبة القسامية، إنهم انقسموا لـ6 حلقات، تضم كل منها 12 رجلا، تزايد عددهم لـ9 مجموعات عام 1930.

وأضاف الكتاب، أن قوام العصبة القسامية كان من العمال والمزارعين والباعة الجائلين، ولم يشكل المثقفون نسبة كبيرة منها إذ لم يكونوا متحمسين للثورة والجهاد.

- تدريبات ليلية

ويقول حسن شبلاق، أحد مسئولي العصبة القسامية، عن طبيعة التدريب، إنه كان يتم بين كل 3 أفراد في ما بينهم خلال الليل في الجبال، مستغلين حرفتهم بالمحاجر كغطاء أمني لسبب خروجهم الليلي.

وأما عن تسليح العصبة، فذكر صبحي ياسين، أحد القريبين من القسام، أن العصبة امتلكت بحلول عام 1935 نحو 1000 قطعة سلاح.

يذكر أن القسام طلب المساعدة المادية والعسكرية بالسلاح من عدة حكام ومؤثرين عرب، ورفضوا جميعا ولم يوافق سوى الشيخ رشيد الخزاعي حاكم جبل عجلون الأردني، والذي أمد القسام بالسلاح ووافق على استضافته وعصبته فترة خلال ثورة البراق.

- إعلان الحرب القسامية

قرر القسام في عام 1935 إعلان الحرب وفقا لكتاب شيخ المجاهدين في فلسطين، وذلك لعدة أسباب منها تزايد هجرة اليهود إذ بلغت موجة هجرة يهودية في تلك السنة 60 ألف يهودي، بينما بلغت سيطرة اليهود في فلسطين على 70 ألفا من الأراضي.

وأكد يوسف الشايب، أحد شهود العيان في حينها، أن القسام أعلن الحرب الرسمية في نوفمبر 1935، خلال خطبة الجمعة، حث فيها المصلين على الجهاد ثم خرج من حيفا ولم يعد إليها مطلقا.

وأوضح بدوي العربي، أن المجموعة التي خرجت مع القسام تألفت من 19 مقاتلا، تحركوا بين 6 مناطق جبلية في قضاء جنين وسط مطاردة من الشرطة البريطانية وأتباعها من العرب وجواسيسهم.

تابع العربي، أن المجموعة انقسمت لنصفين ذهبت إحداها عائدة لحيفا، بينما قاد القسام 9 من رجاله باتجاه يعبد، وكان تسليح كل منهم بندقية وحربة و60 خزنة رصاص.

ويحكي العربي عن يوم استشهاد القسام، إنه كان يوم أربعاء، وكان يحرس المكان حين شاهد عشرات من أفراد الشرطة العرب قادمين على الخيول ليتبعهم نحو 200 بين عرب وإنجليز.

- استشهاد القسام

أمر القسام مقاتليه بتجنب ضرب العرب والتركيز على الإنجليز لتدور معركة قتل خلالها 15 جنديا إنجليزيا، واستشهد فيها القسام و3 من رجاله، بينهم رجل يدعى عطية، وهو عامل مصري كان يقطن حيفا وانضم لجهاد القسام.

يذكر أنه حين تم تفتيش القسام بعد استشهاده لم يجدوا معه سوى مصحف و14 جنيها، وذلك بالرغم من تلقيه مئات الجنيهات مساعدات للتسليح.

يذكر أن القسام وفقا لشهادات مقربين منه كان يهدف لإشعال روح الجهاد في الفلسطينيين أكثر من رغبته في تحقيق نصر فوري كان صعبا في حينها، وهو ما دل عليه تفضيل الأسرى من المجموعة سرد التفاصيل الخاصة بالمرحلة الجهادية بدلا من التكتم عليها؛ وذلك لتشجيع الفلسطينيين على العمل المسلح.

وشهدت الساحة الفلسطينية عقب استشهاد القسام ولادة العديد من الحركات المقاتلة والتي لم تكن معتادة في فلسطين قبل استشهاد القسام.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك