حكايات فلسطينية (3).. مبشرات النهوض الثوري مقاومة الانتداب البريطاني - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 9:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (3).. مبشرات النهوض الثوري مقاومة الانتداب البريطاني

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 13 مارس 2024 - 10:06 ص | آخر تحديث: الأربعاء 13 مارس 2024 - 10:06 ص

يواصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، طيلة ما يزيد على 5 أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشراتّ المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلف آلاف من الشهداء والجرحى.

وتشهد غزة اليوم معاناة كبيرة، حيث يعاني الآلاف من المجاعة ونقص حاد في المواد الغذائية، المعدات الطبية، والأدوية، بالإضافة إلى الدمار الشامل الذي طال المستشفيات. ويُعتبر الهجوم الأخير على غزة بمثابة كارثة إنسانية غير مسبوقة، والأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض الشروق في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية" على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك.

* الحلقة الثالثة:

تحدثنا في الحلقة السابقة عن تقييم لدور للحركة الوطنية والسياسية في مقاومة الانتداب البريطاني في سنواته الأولى من بداية العشرينيات من القرن العشرين.

وأوضحنا أن الحركة الوطنية غلب عليها وانفرد بقيادتها طبقة كبار الملاك؛ لأنهم الطبقة السائدة، بسبب الضعف الشديد للبرجوازية والعمال والفلاحين. وادى ضيق أفق كبار الملاك وضحالة إمكاناته الثورية وطبيعتهم الرجعية ومواقفهم السياسية المتأرجحة، دورا رئيسًا في اتسام الحركة الوطنية بالضعف.

كما عرضنا أن عقد طبقة كبار الملاك، صفقات ومساومات مع الانتداب؛ لعل الانتداب يخشى من مقاومة الشعب الفلسطيني. ويحفظ الانتداب الجميل لكبار الملاك كبحهم جماح جماهير شعبهم.

ونكمل في حلقة اليوم تطور الحركة الوطنية وأسباب زيادة نشاطها وفعالية دورها مع بداية الثلاثينيات.

* إضرابات عنيفة

شهدت فلسطين، بين عامي 1930 و1935، صعودًا ملحوظا في الحركة العمالية العربية في فلسطين.

وبين عامي 1931 - 1932 جرى تنظيم 20 إضرابا عماليا، شارك فيها 4 آلاف عامل عربي.

وكان من أعنف هذه الإضرابات الإضراب العام للسائقين في أكتوبر 1931 الذي استمر 11 يوما، وإضراب عمال مصنع نيشر للأسمنت في حيفا سبتمبر 1932، وإضراب الحجارين في حيفا والقدس 1932، إضافة إلى إضراب عمال النسيج والجلود، والسكك الحديد وشركة نفط العراق، وقد أدّت معظم هذه الإضرابات إلى اصطدام المضربين برجال الأمن، وفقا لما ورد بكتاب تاريخ الأقطار العربية المعاصر.

* حاميات عمالية عربية

ويكمل الكتاب في موضع آخر، وعندما اتسعت عمليات الحاميات الصهيونية ضد العمال العرب، وتمادت في طردهم من المشاريع اليهودية، تألفت في القدس ويافا وحيفا في عام 1934، حاميات عمالية عربية، لمواجهة عمليات الحاميات الصهيونية.

وتبع ذلك لجان عمالية عربية، ظهرت على المسرح السياسي أول مرة، لمناسبة حلول ذكرى وعد بلفور في عام 1934، عندما أعلن عمال المواصلات إضرابًا شاملا في فلسطين كلها.

* نهوض ثوري

وذكر كتاب "تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية في القرن العشرين" للمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، أن طبقات الشعب العربي الفلسطيني انجذبت إلى الحركة الوطنية رغم تفاوت ثورية كل منها، بقدر تفاوت حجم القهر الوطني والطبقي الذي تتعرض له كل منها، وقد عاشت الحركة الوطنية نهوضا ثوريا امتد زهاء 10 أعوام باستمرار متقطع.

ولقد عبر النهوض الثوري عن نفسه من خلال المؤتمرات والمظاهرات والصدامات الدامية مع القوات البريطانية والصهيونية، على حد سواء.

* مقاومة بيع الأرض

وأشار الكتاب إلى صور من تلك المقاومة الشعبية، وذلك مجال مقاومة بيع الأراضي للصهاينة، فقد تأسس في عام 1932، «صندوق الأمة» لشراء الأراضي وإنقاذها والحيلولة دون سقوطها في أيدي الصهيونيين.

ومن الطريف أن 8 من مؤسسي الصندوق كانوا سماسرة لبيع الأراضي للشركات والعناصر الصهيونية وباشر الصندوق نشاطه في عام 1934، ونجح في جمع 2400 جنيه فلسطيني، لم تمكنه إلا من شراء 100 دونم في غزة، بقى بقية ثمنها على ذمة الصندوق سنوات عدة، ومن المعروف أن مؤسسي الصندوق كانوا تصرفوا على أساس أنهم سينجحون في جمع 60 ألف جنيه.

وشن المجلس الإسلامي الأعلى، حملة دعائية واسعة من خلال المساجد والصحف ضد بيع الأراضي للصهيونيين وشجع الملاك على تسجيل أراضيهم وقفًا على ورثتهم، ليحولوا دون تسربها إلى الصهيونيين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك