شهد مركز سينما الحضارة بدار الأوبرا المصرية ليلة جديدة من ليالي رمضان الثقافية والفنية، التي تقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، وذلك ضمن احتفالات وزارة الثقافة بالشهر الفضيل والممتدة حتى 23 رمضان.
قدمت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، من خلال الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وبدأت بعرض فني لفرقة عزت القرشي، التي قدمت مجموعة من المدائح النبوية، تلاها استكمال للسيرة الهلالية حول رحلة بني هلال إلى بلاد الغرب، حيث واصل الأمير أبو زيد الهلالي برفقة يحيى ومرعي ويونس طريقهم إلى أرض تونس، ليعبروا نهرا وجدوا عنده معدية تدعى "الخبيري"، يمتلكها رجل يُدعى "الوزيري".
وعندما صعد أبو زيد وأبناء أخته إلى المركب، طلب الوزيري منهم الأجرة، لكن أبو زيد أخبره بأنه شاعر، فما كان من الوزيري إلا أن أعفى الجميع من دفع الأجر، وطلب من أبو زيد أن يسمعه بعضا من شعره. ألقى أبو زيد أبياته التي نالت إعجاب الوزيري، فأبحرت المركب حتى وصلت إلى بر تونس. وعند النزول، أصر الوزيري على أن يحمل أبو زيد على كتفيه تكريمًا له، ولم يوافق أبو زيد إلا بعد إلحاح شديد.
وعلى أرض تونس، التقى أبو زيد برجل مهيب يمتطي جوادًا، يسير بزهو كأنه ملك، فدار بينهما حديث يعد من أروع ما قيل في السيرة الهلالية، لتظل الأسئلة معلقة: من يكون هذا الرجل؟ وما الذي دار بينه وبين أبو زيد؟ وهل سيكون له دور في مساعدة بني هلال؟
عروض فنية وورش إبداعية متنوعة
عقب ذلك، قدمت فرقة "أجيال" استعراضات بالعرائس الماريونيت نالت إعجاب الحضور، فيما شهدت الليلة سلسلة من الورش الفنية والتراثية المتنوعة، منها ورشة الخيامية قدمتها إدارة ثقافة المرأة قامت خلالها سماح سيد، بتدريب المشاركين فنون استخدام القماش الملون لصنع كوشنات وخدديات ومفارش وستائر.
كما نفذت ثقافة القرية ورشة لإعادة التدوير، أشرفت عليها عزيزة عبد الحميد، حيث تم تحويل المخلفات البيئية إلى منتجات يدوية مثل حقائب اللاب توب والإكسسوارات والشيلان.
بالإضافة إلى ورشة الأرابيسك التي أدارها المدرب عادل مندور، حيث صنع المشاركون براويز خشبية وعلب مجوهرات وميداليات خشبية.
وفي ورشة النحت، قدم المدرب خالد عبد المجيد تدريبًا على صنع مجسمات للطيور والحيوانات باستخدام ورق الجرائد الجاف، بينما تعلم المشاركون في ورشة السجاد اليدوي مع المدربة صفاء سيد كيفية نسج الغرز الأساسية للنول وصنع أشكال فنية على السجاد المصغر.
كما قدمت فتحية محمد ورشة للخوص، حيث تعلم الحضور صناعة سلال وأغطية حائط، بينما قدمت فاطمة عثمان من حلايب وشلاتين ورشة للخوص المطعم بالجلد، أبدع خلالها المشاركون في صنع أساور وأطباق وحقائب تراثية.
وشملت الفعاليات ورشة لثقافة الشباب والعمال الطرق على النحاس مع الفنان جلال عبد الخالق، حيث تدرب المشاركون على فن الحفر الغائر.
وشاركت القصور المتخصصة بورشة الفخار مع المدرب أنور صلاح لصنع فازات من الطين الأسواني، وورشة الحصير مع صبري سيد، إلى جانب ورشة ألعاب وحكايات شعبية لأطلس المأثورات الشعبية.
وشهدت الليلة استمرار معرض مجمع لنتاج الإدارات العامة بالإدارة المركزية للدراسات والبحوث، ومعرض لمنتجات حلايب وشلاتين التراثية، وأعمال تلي وتطريز من سوهاج، إلى جانب عرض إكسسوارات وحلي، وحقائب يدوية من الخرز والجلد والخوص، بالإضافة إلى معرض لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال إدارة التسويق والمبيعات، وما يتضمنه من كتب متنوعة بمختلف السلاسل وكتب الأطفال ومجلات "قطر الندى" بأسعار مخفضة.
وتواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة تقديم برنامجها الرمضاني المكثف بالقاهرة والمحافظات، عبر أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية في 11 موقعًا مركزيًا، تشمل: مسرح السامر، الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، قصر الإبداع الفني 6 أكتوبر، قصر السينما، مسرح الطور الصيفي، مسرح 23 يوليو بالمحلة، قصر ثقافة الزقازيق، قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة بورسعيد، قصر ثقافة أسيوط، وقصر ثقافة روض الفرج، إلى جانب أكثر من 3000 فعالية أخرى بمختلف المواقع الثقافية في المحافظات طوال الشهر الكريم.