مجلة إيكونوميست: إسرائيل فشلت إستراتيجيا وعسكريا وأخلاقيا في غزة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 5:58 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مجلة إيكونوميست: إسرائيل فشلت إستراتيجيا وعسكريا وأخلاقيا في غزة


نشر في: السبت 13 أبريل 2024 - 8:45 م | آخر تحديث: السبت 13 أبريل 2024 - 8:45 م

رأت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، أن إسرائيل فشلت في حربها على قطاع غزة على المستوي الإستراتيجي والعسكري والأخلاقي.

وأوضحت المجلة في تقرير مطول منشور على موقعها الإلكتروني أنه في الساعات الأولى من يوم 7 أبريل الحالي، انسحبت الفرقة 98 التابعة لجيش الاحتلال من مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدن قطاع غزة، بعد 6 أشهر بالضبط من هجوم 7 أكتوبر الماضي، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة وإسرائيل.

* خسارة إسرائيل لمعركة الرأى العام العالمي

وأشارت المجلة إلى أنه رغم الدعم الغربي الواسع الذي حظيت به إسرائيل في بداية الأمر، فإن هذا الدعم تراجع كثيرا بعد الخراب الكبير الذي حل بغزة، واستشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني، والمجاعة التي تكاد تفتك بمن بقي حيا، كما خسرت إسرائيل معركة الرأي العام العالمي، حتى من أقرب حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تفكر في الحد من تزويدها بالأسلحة.

ونوهت المجلة إلى تركز جزء كبير من الانتقادات على جيش الاحتلال المتهم الآن بفشلين كارثيين، فضلا عن فشله الأكبر في منع هجمات 7 أكتوبر، وتمثل الفشل الأول في أن العملية العسكرية في غزة لم تحقق أيا من أهدافها أما الثاني فيتعلق بتصرفه بطريقة غير أخلاقية خرقت قوانين الحرب.

وأشارت "إيكونوميست" إلى أن الآثار المترتبة على إسرائيل وجيشها عميقة، معتبرة أن جيش الاحتلال لم يحقق -في أحسن الأحوال- سوى نصف أهداف الحرب، حيث يزعم أنه تمكن من القضاء على حوالي 12 ألف مقاتل، وهو ما يمثل نحو نصف تقديرات ما قبل الحرب التي تحدثت عن 40 ألف مقاتل لدى حركة حماس. وبحسب المجلة، فإن حركة حماس اليوم أبعد ما تكون عن التدمير، ومن بين الرجال الثلاثة الذين يعتقد أنهم خططوا لهجمات 7 أكتوبر، يُعتقد أن واحدا فقط هو مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس قد اغتيل.

ورغم استشهاد العديد من القادة الميدانيين الآخرين، إلا أن مقاتلي حماس ما زالوا ينصبون الكمائن لقوات الاحتلال في جميع أنحاء غزة، كما تعيد الحركة تأكيد وجودها في المناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال، وفقا للمجلة البريطانية.

* فشل استراتيجي وعسكري لتل أبيب

واستعرضت المجلة ثلاث مستويات للفشل الإسرائيلي، تمثل الأول في الإستراتيجية، حيث يقع اللوم في المقام الأول على السياسيين الإسرائيليين -وبخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو-، الذين رفضوا قبول أي قوة فلسطينية بديلة تسيطر على غزة.

كما تقع المسئولية أيضا على عاتق الجنرالات وفهمهم لكيفية قياس النجاح هناك. أما الفشل الثاني، فيتعلق بالطريقة التي خاض بها جيش الاحتلال هذه الحرب، وتحديدا المستويات العالية من الدمار والخسائر في أرواح المدنيين. ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين.

أولهما التوجيهات العملياتية التي تسمح بالضربات حتى عندما يكون احتمال إزهاق أرواح المدنيين كبيرا، وثانيهما الافتقار إلى الانضباط داخل جيش الاحتلال حتى في الالتزام بهذه القواعد.

ونقلت "إيكونوميست" عن ضابط احتياط إسرائيلي القول إنه "يمكن لأي قائد كتيبة تقريبا أن يقرر أن كل ما يتحرك في القطاع هو إرهابي أو أنه يجب تدمير المباني لأنه حركة حماس من الممكن أن تستخدمها".

كما أوضح خبير في كتيبة هندسية للمتفجرات إن وجود سلاح، أو حتى منشورات لحماس في مبنى، سبب كاف لتدميره.

* عرقلة وصول المساعدات لقطاع غزة

وبالنسبة للفشل الثالث، فتمثل في دور جيش الاحتلال في عرقلة إسرائيل لجهود إيصال المساعدات لسكان غزة، رغم أن المستوى العسكري الإسرائيلي ألقى باللوم في ذلك على السياسيين بشكل أساسي.

ورأت "إيكونوميست" أن الحرب في غزة لم تنته بعد، كما أن الخطوة التالية لإسرائيل غير واضحة، ففي حين يقول نتنياهو إنه تم تحديد موعد لاجتياح رفح، ينفي الجنرالات الإسرائيليون سرا ذلك.

وأشارت المجلة إلى أن السيناريو الآخر بشأن غزة هو أن توافق إسرائيل وحماس على هدنة مؤقتة أو وقف إطلاق نار أكثر استدامة، معتبرة أن هذا من شأنه أن يسمح لجيش الاحتلال بالاستعداد للصراعات المستقبلية، بما في ذلك الصراع مع إيران، التي تهدد بالرد على غارة جوية إسرائيلية في سوريا أسفرت عن مقتل العديد من الضباط الإيرانيين رفيعي المستوى، في إشارة إلى قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

ونوهت "إيكونوميست" بأن جيش الاحتلال يخطط لتشكيل فرق مدرعة جديدة، غير أنها رأت أن المزيد من القوات والدبابات لن يمنع الجيش من تكرار الأخطاء التي ارتكبها في غزة، معتبرة أنه مع توقف الحرب، فإن هذه ستكون اللحظة المناسبة لإسرائيل وحلفائها لطرح أسئلة صعبة حول كيفية إدارتها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك