إعصار دانيال يخلف 6 آلاف قتيل فى درنة و30 ألف مشرد جراء السيول والفيضانات
6 آلاف قتيل فى درنة و30 ألف مشرد جراء السيول والفيضانات.. والمنفى يدعو لتجنب التوظيف السياسى للكارثة
الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لدعم الشعب الليبى.. وإيطاليا والأردن وسلطنة عمان ترسل مساعدات إغاثية
أظهرت صور نشرتها وكالة «رويترز» للأنباء، اليوم، دفن عشرات الضحايا فى مقابر جماعية بمدينة درنة فى شرق ليبيا، والتى دمرها الإعصار دانيال، فيما عثر على آلاف الجثامين جراء السيول، بينما تدفقت المساعدات العربية والدولية على ليبيا لدعم جهود البحث والإنقاذ.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبى توفيق الشكرى إن عدد جثامين الضحايا جراء السيول وصل لأكثر من 4000 جثمان حتى أمس، مشيرا إلى أن أكثر من 3 أحياء دمرت بالكامل فى درنة، وفقا لقناة «الشرق» الإخبارية السعودية.
*30 ألف مشرد في درنة بسبب السيول
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في منشور على منصة إكس، إن ما لا يقل عن 30 ألفا نزحوا في درنة، المدينة الأكثر تضررا من العاصفة "دانيال".
وأضافت المنظمة أن العدد المعروف للنازحين في مناطق أخرى ضربتها العاصفة بما في ذلك بنغازي هو 6085 شخصا، ولم يتم التحقق من عدد الوفيات بعد. وتابعت: "المنظمة الدولية للهجرة وشركاؤها يقومون على الفور بالتجهيز المسبق للمواد غير الغذائية والأدوية ومعدات البحث والإنقاذ والأفراد للمناطق المتضررة".
من جهته، أعلن رئيس مكتب الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية فى الحكومة المكلفة من مجلس النواب محمد أبولموشة عن ارتفاع حصيلة القتلى فى مدينة درنة جراء العاصفة دانيال لنحو 6 الاف حالة.
وقال مسئول ليبى إن الوضع على الأرض فى درنة «صعب جدا»، خصوصا أن فرق الإنقاذ غير قادرة على الوصول إلى غالبية المناطق داخل المدينة نتيجة تقطع الطرق وانهيارها بالكامل.
من جهته، قال سامى السعيطى، عضو اللجنة المكلفة بمواجهة كارثة إعصار «دانيال» فى حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها إن المنطقة المنكوبة بالإعصار تمتد على نحو ما بين 300 و 400 كيلومتر من المرج إلى ما بعد درنة.
وذكر السعيطى أن السبب فى ارتفاع عدد القتلى والمصابين يعود إلى أن درنة تقع فى منطقة جبلية ومرتفعة وذات كثافة سكانية عالية.
*إعادة فتح الموانئ
إلى ذلك، أفادت تقارير ليبية بإعادة فتح 4 موانئ نفطية رئيسية فى ليبيا كان قد تم إغلاقها، فى أعقاب الإعصار.
وأوضحت أن موانئ البريقة والسدرة ورأس لانوف بشرق البلاد فتحت، أمس، فيما فتح ميناء الزويتينة، صباح اليوم.
*المجلس الرئاسي يدعو لتجنب التوظيف السياسي للكارثة
فى غضون ذلك، دعا رئيس المجلس الرئاسى الليبى، محمد المنفى، قادة البلاد إلى تجنب التوظيف السياسى لكارثة الفيضانات التى اجتاحت عددا من مدن ومناطق الشرق الليبى.
وقال المنفى، فى كلمة مصورة نشرها مكتبه الإعلامى: «أدعو القيادات السياسية وقادة المؤسسات إلى الاستمرار فى تجنب التوظيف السياسى لكارثة الفيضانات التى اجتاحت عددا من مدن ومناطق الشرق الليبى لأن ذلك سيوثر على جهود التصدى للكارثة».
وأضاف المنفى «علينا جميعا من كل المناطق أن نتعاضد كيد واحدة وقلب واحد لمواجهة هذه المحنة ورفع المعاناة عن إخوانهم وإن مثل هذه المحن والكوارث تذكرنا دائما بأهمية التكاثف والتآزر».
إلى ذلك، قال سعدالدين عبدالوكيل، وكيل وزارة الصحة بحكومة الوحدة الليبية، إن ما تحتاجه ليبيا هو فرق الإنقاذ والبحث، المتخصصة للمساعدة فى البحث عن الجثث أو المفقودين فى المناطق التى تضررت من الفيضان.
*تواصل الدعم العربي و الدولي
وتواصل التضامن العربى والدولى مع ليبيا فى مواجهة كارثة الإعصار، حيث أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة فى حالات الطوارئ، مارتن جريفيث تخصيص 10 ملايين دولار من الصندوق المركزى للاستجابة لحالات الطوارئ من أجل إغاثة الشعب الليبى.
وقال جريفيث: «ندعم الشعب الليبى فى هذا الوقت العصيب»، فيما عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن حزنه العميق جراء الدمار الذى ضرب المناطق الشرقية من ليبيا، مضيفا أن الأمم المتحدة تعمل مع شركاء محليين ودوليين لإيصال معونات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة.
وفى روما، أفاد بيان لقصر كيجى الإيطالى (مقر الحكومة)، بأن رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى أجرت اتصالين هاتفيين مع قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة.
وبحسب البيان، أعرب حفتر والدبيبة، عن الامتنان العميق للتعبئة الفورية التى قامت بها إيطاليا لدعم السكان المتضررين فى برقة، مع التركيز بشكل خاص على الوحدات التشغيلية لرجال الإطفاء، والمواد اللازمة للعاملين فى الصليب الأحمر الإيطالى والخيام الميدانية التى يجرى تسليمها. وأكدت ميلونى الاستعداد الكامل لمواصلة أنشطة الإغاثة والمساعدات.
وأفادت وكالة «نوفا» الإيطالية، اليوم، بمغادرة طائرتين تابعتين للقوات الجوية الإيطالية إلى ليبيا وعلى متنهما أفراد من فرق الإطفاء، حيث ستهبط الطائرات فى مطار الأبرق وهو المطار الوحيد النشط بالقرب من المنطقة المتضررة من السيول.
كما غادرت السفينة «سان جيورجيو» التابعة للبحرية الإيطالية إلى درنة لتأمين المهام اللوجستية، فضلا عن تقديم الدعم الطبى لدعم سكان المناطق التى غمرتها الفيضانات.
وعلى الصعيد العربى، قالت وزارة الداخلية التونسية، مساء أمس، إن فرقة مختصة فى أعمال البحث والإنقاذ توجهت إلى ليبيا، بناء على توجيه من الرئيس التونسى قيس سعيد بإرسال مساعدات عاجلة إلى ليبيا.
وذكرت الوزارة على منصة إكس (تويتر سابقا)، أن الفريق «مصنف دوليا»، وسيتوجه على متن طائرة عسكرية للمشاركة فى دعم جهود الدول الليبية فى البحث والإنقاذ.
من جهته، أعلن التلفزيون الجزائرى وصول 3 طائرات تابعة للقوات الجوية الجزائرية إلى مطار العاصمة الليبية طرابلس محملة بالمساعدات، لافتا إلى أن فريق الإنقاذ الجزائرى سيتوجه إلى مدينة درنة المنكوبة بسبب الفيضانات.
كما أرسل الأردن، اليوم، طائرة إغاثية إلى ليبيا لمساعدة الأسر المنكوبة جراء الإعصار. وقالت الهيئة الخيرية الهاشمية: «أرسلت المملكة طائرة تحمل على متنها خيما وبطانيات وفرشات وطرودا غذائية».
ووجه سلطان عمان هيثم بن طارق بإرسال مساعدات انسانية عاجلة إلى ليبيا، كما شكلت وزارة الدفاع المدنى الفلسطينية فريق إنقاذ من الدفاع المدنى ووزارة الصحة والهلال الأحمر للمشاركة فى جهود الإنقاذ والإغاثة فى ليبيا.