الجارديان: زراعة الأشجار لحل أزمة المناخ ليست إلا «أسطورة سياسية» - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 11:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجارديان: زراعة الأشجار لحل أزمة المناخ ليست إلا «أسطورة سياسية»

ياسمين سعد
نشر في: السبت 13 نوفمبر 2021 - 3:49 م | آخر تحديث: السبت 13 نوفمبر 2021 - 3:49 م

بالتزامن مع ختام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بجلاسكو، كوب 26، يتفق العديد من قادة العالم ورؤساء مجالس الشركات الكبرى على تبني حل زراعة الأشجار بكثرة لمواجهة أزمة التغيرات المناخية، لكن علماء يقولون إن مواجهة التغيرات المناخية بزراعة الأشجار فقط «أسطورة سياسية».
وعدت الإمارات العربية المتحدة وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، بزراعة 100 مليون شجرة بحلول عام 2030م، في حين قالت الهند إنها تهدف إلى زراعة ما يكفي من الأشجار لتغطية ثلث أراضيها بالغابات.
كما أعلن مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، مطلع هذا الشهر عن تمويل بقيمة مليار دولار لزراعة الأشجار، وتنشيط الأراضي العشبية في إفريقيا، واستعادة المناظر الطبيعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة الجارديان أنه في بداية مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ هذا الشهر تعهدت أكثر من 100 دولة بوقف إزالة الغابات وزرع المزيد من الأشجار بحلول عام 2030. ولكن العديد من الباحثين في مجال المناخ يؤكدون أن هذه التعهدات بها مبالغات كبيرة، لأنه ليس هناك ما يكفي من مساحات على كوكب الأرض لزراعة الكم اللازم من الأشجار لامتصاص كل الكربون الذي تستمر الدول الصناعية الكبرى في إطلاقه في الغلاف الجوي.
وفقًا لتحليل حديث أجرته منظمة أوكسفام المعنية بمكافحة الفقر، فإنه سيتطلب لامتصاص الكربون بشكل كامل من الكرة الأرضية بحلول عام 2025م، وجود 1.6 مليار هكتار من الغابات، أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة الهند أو أكثر من جميع الأراضي الزراعية على هذا الكوكب.
أوضح التقرير أن شركة شل للنفط ستحتاج وحدها إلى زراعة 70.7 مليون فدان من الأشجار، وهي مساحة تعادل مساحة إيطاليا، وذلك فقط لتعويض 35% من انبعاثاتها من الكربون بحلول عام 2050، فيما تحتاج إثيوبيا إلى زراعة 50 -60% من أراضيها لتعويض انبعاثات غاز الكربون، وقد تحتاج سويسرا إلى أكثر من 830 ألف هكتار، بينما قد يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى زراعة 90 مليون هكتار لتعويض انبعاثاته من الكربون.
وتساءلت الصحيفة، "هل هناك مساحات كافية على كوكب الأرض لزراعة ما يكفي من الأشجار لتحقيق الأهداف التي وضعتها الدول بشأن حل أزمة المناخ بحلول عام 2050؟".
وأضافت الصحيفة أن العلم يحتاج إلى نحو 1.6 مليار هكتار من الأراضي الزراعية للقضاء على انبعاثات غاز الكربون بحلول عام 2050م، وهي مساحة تعادل مساحة دولتيّ البرازيل وأستراليا مجتمعين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لطالما كانت فكرة زرع الأشجار لحل أزمة المناخ، فكرة جاذبة في جميع بلدان العالم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يفضل 90٪ من الأمريكيين زراعة تريليون شجرة حول العالم لامتصاص انبعاثات الكربون.
وزاد الحماس بشأن زراعة الأشجار لمواجهة التغيرات المناخية، بعدما نشرت مجلة العلوم دراسة عام 2019، والتي قالت فيها إن زراعة 900 مليون هكتار من الأراضي الزراعية حول العالم، سينتج عنه زراعة تريليون شجرة، والتي سيكون لها دورا كبيرا وهاما في مكافحة الاحتباس الحراري.
ولكن سرعان ما انتقد العلماء هذه الدراسة -بحسب الصحيفة-، لأنها قدمت افتراضات خاطئة حول مساحة الأرض المتاحة لزراعة الأشجار، مشيرين إلى أن حل أزمة المناخ بزراعة الأشجار فقط هي أسطورة سياسية.
وأوضحت الجارديان أن مخططات زراعة الأشجار بجانب كونها غير فعالة لحل أزمة المناخ، فهي ستضر المجتمعات الضعيفة وتؤدي إلى تشرد العديد من مواطنيها، مثلما دمر مشروع المليار شجرة جزء من باكستان، حيث تم القضاء في عام 2014 على أراضي رعي الماعز في جوجار، والتي كان وجودها مهما بالنسبة للباكستانيين.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك