منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، باتت المستشفيات في شمال القطاع في مرمى نيران الاحتلال الذي يستهدف جميع المرافق المدنية في القطاع، زاعما أن حركة حماس الفلسطينية تستخدم المستشفيات كدروع لمقاتليها.

- مزاعم إسرائيلية

تزعم إسرائيل، إن حماس لديها أصول عسكرية تحت المستشفيات والمدارس والمساجد، وتخص بالتحديد مستشفى الشفاء، وقد أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي خريطة مصورة للمستشفى تتضمن إشارة للمواقع المزعومة للمنشآت المسلحة تحت الأرض، بينما تنفي حركة حماس ومدير المستشفى ذلك.

والأسبوع الماضي، دافعت إسرائيل عن قصفها لقافلة سيارات إسعاف كانت تجلي الجرحى من مستشفى الشفاء، زاعمة أنها كانت تقل عناصر من حماس.

وقال مدير المستشفى، إن تلك الغارة أسفرت عن استشهاد 12 من المدنيين على الأقل، وفقا لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وصرحت منظمة الصحة العالمية، بأن مستشفى الرنتيسي أُغلقت يوم الجمعة الماضي بعد نفاد الوقود، وليس من الواضح عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم منها.

من جهته، قال عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، للقناة الـ"12" العبرية، إن القتال المكثف على مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى يخلق معضلات أخلاقية وعسكرية للقادة الإسرائيليين.

- قصف المستشفيات جريمة حرب

في المقابل، لجأت العائلات الفلسطينية التي فرت من منازلها المدمرة بعد نشوب الحرب إلى المجمعات الطبية، معتقدة أنها أكثر أمانا من البدائل الأخرى، حيث اعتقد الفلسطينيون أن المستشفى محصنا ضد القصف الإسرائيلي.

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، اليوم الاثنين، إن قصف المستشفيات وقطع الكهرباء ومنع الوقود عنها لا يمكن اعتباره إلا جريمة حرب، حسب القانون الدولي الإنساني.

وأضاف اشتية، أن اعتبار إسرائيل مستشفى الشفاء عاصمة لغزة وسقوطه يعني سقوط غزة ما هو إلا تبرير لقتل المرضى والجرحى، موضحا أن إسرائيل جعلت من مستشفى الشفاء عنوان سيطرتها على غزة وكأنه ثكنة عسكرية.

- حماية المستشفيات بموجب القانون الدولي

ويمنح القانون الدولي الإنساني المستشفيات حماية خاصة أثناء الحرب، لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت، إن "المستشفيات يمكن أن تفقد وسائل الحماية الخاصة بها إذا استخدمها الجماعات المسلحة لإخفاء عناصرها أو تخزين الأسلحة"، حسب قولها

بدورها، قالت كوردولا دروج، المسئولة القانونية باللجنة الدولية للصليب الأحمر، يجب أن يكون هناك الكثير من التحذيرات قبل الهجوم على المستشفيات للسماح بالإجلاء الآمن للمرضى والعاملين.

وأوضحت جيسيكا ولفنديل، الخبيرة في الأخلاقيات العسكرية بجامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية، أنه حتى لو نجحت إسرائيل في إثبات أن مستشفى الشفاء يخفي مركز قيادة لحماس، فإن مبادئ القانون الدولي تظل قائمة.

ووفقا للمجلة الأمريكية، إذا كان الضرر اللاحق بالمدنيين غير متناسب مع الهدف العسكري، فإن الهجوم غير قانوني بموجب القانون الدولي.

وأطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، في مقال نشره بصحيفة "جارديان" البريطانية، تحذيرا بأن عبء الإثبات يقع على من يزعم أن المستشفيات أو المدارس أو دور العبادة فقدت وضع الحماية الخاص بها بسبب استخدامها للأغراض العسكرية.