يعد دير الوادي بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، أحد الأديرة الأثرية التي تزخر بها المحافظة، لكنه تحول إلى أطلال وبقايا مباني أثرية تابعة لوزارة الآثار، التي تقوم بدورها على ترميمه للحفاظ على ما تبقى منه، حيث يوجد به بقايا أعمدة، وسلالم، والفرن الذي كان يستخدم لطهي الخبز والأطعمة، والذي يشبه الفرن البلدي، ويوجد به العديد من الطرقات نظرًا لكثرة حجرات الدير التي تصل إلى نحو 96 حجرة، وجميعها ذات مساحات صغيرة.
قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إن دير الوادي تم بناؤه عصر الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي، وكان بمثابة استراحة للحجاج المسيحين خلال رحلتهم إلى زيارة دير سانت كاترين، لكونهم كانوا يستقرون به بعد وصولهم إلى أرض سيناء بهدف زيارة المناطق الدينية والأثرية التي توجد بمدينة الطور، مشيرًا إلى أن المسيحيين كانوا يعيشون داخل الدير في سلام وأمن وسط المسلمين القاطنين حول الدير، مما يدل على سماحة الشعب المصري منذ القدم.
وأوضح، في تصريح لـ"الشروق"، أنه جرى تصميم الدير على مساحة مستطيلة بطول 53 مترا مربعا، وعرض 92 مترا مربعا، وكان يتضمن كل مقومات الحياة، حيث عثر بداخله على بئر للمياه العذبة، وفرن للخبز، ورحايا لطحن الغلال، ومعصرة زيتون، ومطعمة، إضافة إلى منطقة خدمات متكاملة.
وأكد أن الدير تم بناءه الحجر الطفلي، والرملي، وكتل الطوب المربعة التي أضيفت في العصر الإسلامي، والطوب اللبن الذى استخدم في الأسقف والأفران والمصارف الصحية، وكان يتكون من طابقين، الأول يتضمن 59 حجرة، والثاني 37 حجرة، وجرى التعرف على الطابق الثاني بعد تهدمها من خلال بقايا الدرج "السلالم" التي توجد بالدير، لافتًا إلى أن هذه الحجرات بعضها كان معد لاستقبال الحجاج للإقامة بها خلال فترة تواجدهم بمدينة الطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين، والبعض الآخر كان عبارة عن قلايا للرهبان.
وأشار إلى أن الدير يتبع لوزارة السياحة والآثار، والتي تفد بعثات لترميم البقايا الأثرية للدير حفاظًا عليها، لكونه كان مركزًا لاستقبال المقدّسين المسيحيين منذ القرن السادس الميلادي خلال رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء والقادمين من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلى نهر النيل ومنه بريا إلى خليج السويس حتى طور سيناء، كما أنه يعد الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بمعظم تخطيطه وعناصره المعمارية الباقية منذ القرن السادس الميلادي حتى الآن.