واشنطن بوست: الخطة العربية لغزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد على الطاولة - بوابة الشروق
الجمعة 14 مارس 2025 6:38 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

واشنطن بوست: الخطة العربية لغزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد على الطاولة

أ ش أ
نشر في: الجمعة 14 مارس 2025 - 3:45 م | آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2025 - 3:45 م

أشادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها أن الخطة المصرية لغزة المدعومة عربيا وإسلاميا وأوروبيا تقدم نقطة انطلاق مفيدة للمحادثات حول مستقبل غزة وخارطة طريق واضحة لإعادة الإعمار، وتحدد تكلفة مالية وتستحق الدراسة الجادة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ونصحت الصحيفة، الإدارة الأمريكية بالتعامل بجدية مع الخطة العربية لغزة باعتبارها الخيار "العملي والعقلاني الوحيد" القابل للتطبيق على الأرض لاسيما بعد أن لقيت الخطة العربية دعما إسلاميا وأوروبيا يهيئ كل السبل لإنجاح تنفيذها.

وذكرت "واشنطن بوست" أن الدول العربية، إلى جانب معظم دول العالم، أدانت اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على غزة، وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني بشكل دائم وتحويل القطاع المدمّر بفعل الحرب إلى "ريفييرا فاخرة" على البحر الأبيض المتوسط، وقد عزز ترامب هذه الفكرة بفيديو تم إعداده باستخدام الذكاء الاصطناعي يظهر غزة المستقبلية التي تحتوي على أشجار النخيل، وتمثال ذهبي له".

وتابعت الصحيفة: "وضعت هذه المقترحات - التي تثير الدهشة - العبء على قادة العرب والفلسطينيين لتقديم رؤية بديلة ليوم ما بعد الحرب في غزة، وقد قاموا بذلك.

وأوضحت أنه الأسبوع الماضي، وافق القادة العرب في قمتهم التي دعت إليها جامعة الدول العربية على خطة واقعية قدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإعادة بناء غزة على مدى عدة سنوات، والتي ستترك الفلسطينيين في وطنهم، بينما يسهم المجتمع الدولي ودول المنطقة ذات القدرة في تمويل إعادة البناء"، موضحة أنه سرعان ما دعمت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بالإضافة إلى الصين و57 دولة إسلامية ممثلة في منظمة التعاون الإسلامي، الخطة العربية.

وأضافت "واشنطن بوست"، أنه كما هو متوقع، رفضت إسرائيل وإدارة ترامب، هذه الخطة العربية، وذلك في خطوة مؤسفة، لأن الخطة العربية تقدم العديد من الأفكار المعقولة والقابلة للتنفيذ.

واستعرضت الصحيفة الأمريكية الخطة العربية لغزة موضحة أنها تتضمن جهودًا لإعادة البناء على ثلاث مراحل؛ ففي المرحلة الأولى، التي من المتوقع أن تستمر ستة أشهر، سيركز العمل على إزالة الركام والذخائر غير المتفجرة، وبناء 200 ألف منزل مؤقت لأكثر من مليون شخص، وإصلاح حوالي 60 ألف مبنى يمكن ترميمه، ومن المُقدر أن تكلف هذه المرحلة 3 مليارات دولار".

وخلال المرحلة الثانية، التي قد تستمر حتى ثلاث سنوات، سيتم بناء حوالي 400 ألف منزل دائم، واستعادة خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، وإعادة بناء ميناء غزة ومطارها الدولي الذي كان مغلقًا لفترة طويلة، والتقدير المالي لهذه المرحلة هو 20 مليار دولار، أما المرحلة الثالثة، التي ستكلف 30 مليار دولار على مدار عامين ونصف العام، فستشهد اكتمال بناء المنازل لجميع السكان، وإنشاء منطقة صناعية وموانئ تجارية جديدة. وإجمالي تكلفة المراحل الثلاث هو 53 مليار دولار.

وأضافت أن الخطة العربية لغزة تدعو كذلك إلى إنشاء صندوق لإدارة الاستثمارات، مشيرة إلى أنه في المرحلة الأولى، ستتم إدارة غزة من قبل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين، حيث ستقوم هذه اللجنة بتقديم تقارير إلى السلطة الفلسطينية، وهي السلطة التي تدير بالفعل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

كما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن الخطة العربية التي طرحتها مصر حول غزة ستتتضمن توفير قوة لحفظ السلام من الأمم المتحدة، كما وعدت مصر والأردن بتدريب الشرطة الفلسطينية التي ستُحافظ على النظام خلال عملية إعادة البناء.

وحول "حماس"، أوضحت الصحيفة الأمريكية "أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمتشددين في ائتلافه الحاكم يرون أن الحرب يجب أن تستمر حتى يتم القضاء على حماس - كقوة مقاتلة - وهو هدف يعتبره معظم المحللين، وحتى بعض المسئولين العسكريين الإسرائيليين، غير واقعي".

وانتقدت الصحيفة الأمريكية رفض نتنياهو بشدة أيضا أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، وتحدث بعض المتشددين الإسرائيليين علنًا عن إعادة احتلال القطاع أو ضمه، كما انتقدت الصحيفة رفض نتنياهو والعديد من الإسرائيليين فكرة الاعتراف في يوم من الأيام بدولة فلسطينية مستقلة.

ووصفت "واشنطن بوست" الموقف الراهن بأنه "لحظة خطيرة بالنسبة لغزة"، حيث انتهت الهدنة التي استمرت ستة أسابيع، ولا تزال إسرائيل وحماس في حالة جمود بشأن ما إذا كان يجب تمديدها وكيفية ذلك.. مشيرة إلى أن نتنياهو قد يبدو مستعدا لاستئناف الحرب، وقد قطعت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية والكهرباء عن غزة؛ ما يزيد من معاناة السكان.

وأكدت "وشنطن بوست" - في ختام افتتاحيتها - ضرورة تمديد الهدنة على الفور في غزة، وأن تليها مفاوضات جادة حول مستقبل غزة بعد الحرب، حيث تقدم الخطة العربية نقطة انطلاق في هذا الشأن، وأنه في الوقت الحالي، تعد الخطة المصرية المدعومة عربيا وإسلاميا ودوليا هي الخيار الوحيد العقلاني المطروح على الطاولة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك