المجني عليه حاول إجبار المتهمين بالتوقف عن بيع المخدرات وترويع الأهالي فكانت حياته الثمن
كرس الشاب عمرو صاحب الثلاثين عاما حياته في العمل ببيع الخضروات لتربية أبنائه وسد احتياجات منزله، فهو أب لطفلين وقدوة لأهالي المنطقة لحسن خلقه حسبما ذكرت التحقيقات، لكن لم يعلم أن حياته ستنتهي على يد 5 أشخاص مسجلين خطر لاعتراضه على بيعهم المواد المخدرة أمام منزله بقرية ناهيا التابعة لمنطقة كرداسة في محافظة الجيزة.
وتمكن رجال الأمن من القبض على المتهمين، وإحالتهم إلى النيابة في القضية التي تحمل رقم 15203 لسنة 2023 مركز كرداسة إلى محكمة جنوب الجيزة التي أصدرت حكمها بالإعدام شنقا لأحدهم والسجن المؤبد لباقي المتهمين الأربعة.
حذر الشاب عمرو المتهمين الخمسة عدة مرات للتراجع عن أفعالهم غير المشروعة في الاتجار بالمواد المخدرة وحمل السلاح الأبيض وترويع أهالي القرية باصطحاب كلاب مفترسة أمام منزله وبالشارع، لكن المتهمين لم يلتفتوا إلى تحذيراته ولا تحذيرات أهالي القرية، حتى قرر الشاب عمرو هو وبعض الأهالي التخلص من هذا الوكر الذي يهدد مستقبل أطفالهم.
قام الشاب عمرو وعمه وأبناء عمومته وبعض الأهالي بالتعدي على المتهمين الخمس ونهرهم وإجبارهم على ترك القرية، وقتها تدخل البعض لحل هذه الأزمة وفض الخلاف الذي نشب بين المتهمين الخمس والشاب عمرو وبعض الأهالي لكن المتهم الأول سعد محمود، توعد بإلحاق الضرر بالشاب عمرو قائلا له "أنت عليك واحدة".
ظن الشاب عمرو أن الأمر قد انتهى وأن هذا التوعد ما هو إلا كلمات ستمر دون إلحاق به الأذى لكن لم يعلم أن بدايتها كلمة ونهايتها قتل.
لم يمر الكثير حتى علم المتهم الأول سعد محمود، أن الشاب عمرو يقوم بتحميل الخضروات بسيارته كما اعتاد لنقلها إلى أحد الأسواق في منطقة حلوان، وقتها تجمع سعد هو وباقي المتهمين الأربعة على أحد المقاهي، وأعدو أسلحة نارية "3 فرد خرطوش وطلقات نارية، وأسلحة بيضاء "مطوتين" وسلسلة حديدية، واصطحب الكلبين المعروف عنهما الشراسة، منتظرين قدوم الشاب عمرو بسيارته.
حينما رأى المتهمون الشاب عمرو بسيارته المحملة بالخضار، توقفوا أمامها وأجبروه على النزول من السيارة وما إن نزل حتى تعدو عليه بالضرب ثم أطلق المتهم الأول طلقة خرطوش استقرت أسفل البطن مرددا "أنت عليك وحدة".
عندما سمع عم الشاب عمرو صوت دوي الرصاص هرول هو والأهالي ناحية الصوت وهما متيقنين بداخلهم أن المتهمين تعدوا على عمرو، لكن فور وصولهم لم يروا إلا عمرو ملقى على الأرض والدماء تسيل منه، حاول الأهالي وعم الشاب أبعاد المتهمين لكن لم يستطعوا حتى أطلق أحدهم النيران على عم الشاب تسببت في إصابته أيضا كما روع المتهمين أهالي القرية.
وترك المتهمون الكلبين المعروفين بالشراسة على الأهالي فعقرا بعضهم، ولاذ المتهمون بالفرار من مسرح الجريمة، وحمل الأهالي الشاب عمرو وعمه إلى المستشفى لكن فور وصول عمرو لفظ أنفاسه الأخيرة، لتتعالى أصوات الصرخات داخل المستشفى "عمرو مات".
وتلقى مركز شرطة كرداسة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من المستشفى تفيد بوصول الشاب عمرو جثة هامدة، وادعاء مشاجرة، وبالانتقال والفحص تمكن رجال الأمن من تحديد مكان اختباء المتهمين الخمس وتم القبض عليهم وبحوزتهم الأسلحة النارية، وهم "سعد محمود"، "أحمد محروس"، "عبد العزيز حسن"، "حسنين محمد"، "سند خالد"، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وقتل المجني عليه مع سبق الإصرار والترصد.
وانتهت التحقيقات مع المتهمين وإحالتهم إلى محكمة جنايات جنوب الجيزة، التي قضت بمعاقبة المتهم الأول بالإعدام شنقا، وباقي المتهمين الأربعة بالسجن المؤبد.