عمر قمر الدين وزير الخارجية السودانى فى حوار لـ«الشروق»: مصر لعبت دورا بارزا فى إقناع أمريكا برفع اسم السودان من قوائم الإرهاب - بوابة الشروق
الأحد 22 سبتمبر 2024 10:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمر قمر الدين وزير الخارجية السودانى فى حوار لـ«الشروق»: مصر لعبت دورا بارزا فى إقناع أمريكا برفع اسم السودان من قوائم الإرهاب

حاورته فى الخرطوم ــ سمر إبراهيم:
نشر في: السبت 14 نوفمبر 2020 - 7:12 م | آخر تحديث: السبت 14 نوفمبر 2020 - 7:12 م

ــ نأمل فى استمرار الجهود المصرية لتعريف العالم بالسودان الجديد .. والتطورات على الحدود الشرقية بالسودان إنذار حرب فى الإقليم
ــ الحرب فى منطقة «تيجراى» بإثيويبا إن لم تتوقف ستؤثر على الإقليم بأكمله.. وعملية التطبيع مع إسرائيل لم تبدأ حتى الآن
ــ تحقيق المزيد من الديمقراطية ومشاركة المواطن العربى فى إدارة موارده هما الحصن الوحيد ضد المطامع فى المنطقة
أكد وزير الخارجية السودانى المُكلف، عمر قمر الدين، أن مصر كان لها دور بارز فى إقناع الولايات المتحدة الأمريكية برفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، معتبرا أن الآن جاء دورها التكميلى لذلك الجهد الضخم بالسعى حتى يعود السودان لحاضنة المجتمع الدولى.

وخلال حوار خاص لـ«الشروق» تحدث الوزير السودانى عن تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم، والتوترات الأمنية بمنطقة شرق السودان، ومستقبل التطبيع مع إسرائيل، فضلا عن تأثير الحرب على إقليم «تيجراى» فى إثيوبيا على بلاده، وإلى نص الحوار:

< العلاقات المصرية السودانية اتسمت خلال الـ26 عاما الأخيرة بتوترات لاسيما فى أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا واتهام نظام البشير فى الضلوع وراءها، لكن الملاحظ فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقات قد هدأت ثم انطلقت إلى مرحلة جديدة من التعاون.. كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات بين البلدين؟ وماهى أولويات مجالات التعاون وآفاقه من وجهة النظر السودانية؟

ــ لقد لعبت سياسات «الإنقاذ» غير المسئولة دورا محوريا فى معاناة السودان الراهنة لاسيما على صعيد علاقاتها الثنائية أو الإقليمية، وكان من أبرز تلك السياسات الخرقاء هى محاولة اغتيال الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك والتى دفع السودان ثمنا باهظا نظيرا لها، ولكن علاقات النظام البائد بمصر قد شهدت تحسنا فى ختام عهده وبداية عهد الرئيس السيسى، إلا أنها تطورت إلى مستويات عُليا عقب ثورة ديسمبر السودانية المجيدة، وانتهاء عزلة السودان ويتجلى ذلك فى تبادل الزيارات الثنائية على أعلى المستويات.

< فى الآونة الأخيرة انعقدت لقاءات على أعلى مستوى بين القيادة فى البلدين، توجت بلقاء فى القاهرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، وسبق هذه القمة لقاء بالخرطوم بين رئيسى الوزراء المصرى والسودانى، ما هى النتائج التى أسفرت عنها هذه اللقاءات على المستويين السياسى والاقتصادى؟

ــ العلاقات بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا، والنظراء من المسئولين فى البلدين يجتمعون بشكل مستمر، واللجان الفنية تعمل على تحقيق السياسات المتفق عليها على أرض الواقع، لاسيما فى مجالات «البنية التحتية، الزراعة، الصحة، والربط عبر السكك الحديدية»، فضلا عن التبادل العملى والثقافى، وأؤكد أن تلك الملفات تم طرحها على أجندة اللقاءات الثنائية فى اجتماعات عدة، والذى كان يُعَد سابقا من المناورات السياسية كالتكامل والمنفعة المتبادلة، قد أصبحت فى الوقت الراهن مشاريع عمل وجهدا مبذولا لدى الفنيين من الجانبين.

< عقب إعلان الإدارة الأمريكية رفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، كيف ينظر السودان إلى الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر لتحقيق الانفتاح المأمول فى علاقاتها بدول العالم؟

ــ مصر كان لها دور بارز فى إقناع الولايات المتحدة الأمريكية برفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، والآن جاء دورها التكميلى لذلك الجهد الضخم بالسعى حتى يعود السودان لحاضنة المجتمع الدولى، كما أن موقع السودان الإقليمى وأهميته الإستراتيجية قد كانت معطلة تماما فى عهد النظام البائد نظرا لسياساته الخرقاء وعدم احترامه القانون الدولى والمواثيق الموقعة من جميع الدول المُحبة للسلام، ونأمل أن تستمر الجهود المصرية للتعريف بالسودان الجديد الذى يتطلع لمد الأيادى بالسلم والخير للعالم بأكمله.

< كان لمصر دور فى التوصل إلى اتفاق جوبا للسلام الشامل بالسودان، حظى بإشادة القيادة السودانية لاسيما فى حفل التوقيع النهائى مطلع أكتوبر الماضى.. فهل هناك جهد يتطلع السودان أن تقوم به مصر لدعم تنفيذ الاتفاق؟

ــ بالتأكيد كان لدولتى مصر وجنوب السودان مساهمة ضخمة فى توقيع اتفاق السلام السودانى، إضافة لعدم وجود دول أخرى شقيقة وصديقة للسودان، وفى الوقت الراهن يأتى دور مصر لدعم ذلك السلام واستدامته عبر المساهمة فى العودة الطوعية للنازحين، فضلا عن استنفار الجهود الدولية لعودة اللاجئين ودعم قضايا إعادة الدمج والتسريح وتدريب المقاتلين السابقين على الحياة المدنية، كما أن للمجتمع الدولى مساهماته الأخرى فى توفير المناخ الملائم للعودة وقيام المؤسسات التى تساهم فى دفع استحقاقات السلام.

< هناك تحديات كثيرة أمام اتفاق السلام السودانى.. ماهى أبرزها من وجهة نظركم؟ وهل تعولون كثيرا على مؤتمر المانحين لتوفير التمويل اللازم لتطبيق بنود الاتفاق، خاصة فى ملف الترتيبات الأمنية؟

ــ بالتأكيد لا يوجد اتفاق سلام دون تحديات، حيث إن وقف الحرب لا يعنى السلام بأى حال، فالذين يقفون الآن على خطوط النار ولا يزالون فى صفوف الممانعين هم وقواتهم فى تعداد هذه التحديات، وإذا عملنا على عودة النازحين واللاجئين بلا تقديم خدمات وإيجاد فرص للعمل والتدريب، يشكل ذلك تحديا تجاه السلام.
وإذا فشلنا فى خلق أطر سياسية وحزبية تستوعب المحاربين السابقين وتنمية متوازنة تخاطب متطلبات المجتمعات التى عانت ويلات الحرب، نكون قد خلقنا تحديات إضافية للسلام، فالسودان لا يعول على «المانحين» ولكننا نعول على الشركاء الذين لا يهبون العطايا بقدر ما يخلقون شراكات بينهم وبين السودان تراعى خصوصية القضايا التى تسببت فى إشعال فتيل الحرب، بدلا عن منح هبات لا تساهم فى بناء المجتمعات وصون كرامتها عن طريق التعليم والعمل.

< عقب عودة قادة الجبهة الثورية إلى السودان، كيف تتوقعون نتائج عودتهم وانخراطهم فى الحياة السياسية على صعيد الإسراع تجاه تحقيق الأمن والاستقرار فى ربوع السودان؟

ــ عودة قادة الفصائل المسلحة إلى السودان تعنى عمليا انتهاء الحرب وبداية عملية استدامة السلام والمشاركة فى إعادة البناء واستكمال الهياكل الدستورية وانطلاق الفترة الانتقالية عقب الاستجابة الأولى لأولويات السلام.
وإذا تأكد قادة الفصائل الموقعة على السلام إنهم جزء أصيل من الثورة، وأن السلام ليس محاصصة وإنما عملية بناء مستمرة، فسيكون بإمكاننا تحقيق الاستقرار وتقديم للذين حملوا السلاح باسمهم ما كانوا يقاتلون من أجله كـ «الكرامة والانتماء لبلد نفخر به».

< متى سيتم توقيع اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل؟ وما هى الاستفادة التى ستعود على السودان من هذا الاتفاق؟

ــ عملية التطبيع مع إسرائيل لم تبدأ بعد حتى الآن، لأن التطبيع هى عملية مستمرة ومعقدة وليست حدثا منفردا، وما تم حتى اللحظة الراهنة هو إعلان السودان إنه ليس فى حالة حرب مع الدولة العبرية، وما سيستتبع ذلك هى خطوات التطبيع العملية والتى قد تطول والعكس صحيح بشأن المدى الزمنى وتفاصيل الاتفاق، فليس هناك مقاس واحد يرتديه الجميع، وإنما كل دولة على حدة ترسم حدود ما يصلح لها من عملية التطبيع.
أما من جانب الفوائد التى ستعود على السودان من هذا الاتفاق، فليس هناك دولة تُقدِم على هذا القرار قبل أن تقدر عواقبها والتى قد لا تبدو ماثلة الآن للعيان ولكنها حتما ستأتى.

< الملف الليبى من القضايا التى تشغل السودان كدولة جوار لليبيا، ماذا عن التنسيق المصرى السودانى بشأن ذلك الملف؟ وما هى رؤيتكم لكيفية استعادة الدولة الوطنية فى ليبيا؟

ــ استقرار الدولة الليبية أمر هام للغاية، لاسيما إنه سيصب فى اتجاه استقرار إقليم الساحل والصحراء ومنطقة شمال إفريقيا بأكملها، ويصب أيضا بشأن وقف الهجرة غير الشرعية والعنف والانتهاكات وجميع إفرازات تلك الحرب الخاسرة التى عانى منها الأشقاء فى ليبيا قبل الآخرين، والسودان ومصر يعملان بتنسيق فيما يتعلق بشأن المهددات الأمنية ومجهودات وقف الحرب وعدم انتقالها للبلدان الأخرى.
وبشأن رؤية السودان حول استعادة الدولة الليبية الوطنية فالأمر فى منتهاه يعود للأشقاء فى ليبيا، ولكن إن جاز لنا التعليق على ذلك، فلابد من وقف الحرب وانتخاب السلام كحل مُتَفاوَض عليه ويرضى جميع الأطراف.

< كيف تنظرون إلى التدخلات الأجنبية من جانب القوى الإقليمية فى الشأن العربى؟ واعتداءات تركيا وإيران على أراضى وسيادة دول عربية فى العراق وسوريا وليبيا واليمن؟

ــ بالطبع هنالك أطماع تاريخية وأخرى تطرأ من وقتٍ لآخر فى المنطقة، وهى عملية لها مدى وقد تنحسر فى بعض الأزمنة وتتمدد فى أخرى، وسوف يستمر صراع المطامع إلى الأبد، والحصن الوحيد من تلك المطامع يكمن فى تحقيق المزيد من الديمقراطية ومشاركة المواطن العربى فى إدارة موارده وصون كرامته حتى يترسخ بداخله الشعور بالانتماء لموطنه أكبر من أطماعه فى السلطة أو من نصيبه فى الثروة.
كما لابد من خلق الفرص للشباب وتحرير العقل العربى وتنمية قدراته والاستفادة من طاقاته الكامنة فى الانطلاق نحو آفاق التطور، وبناء الشراكات الذكية التى تكون حصنا للبلدان من أخطار خلق الثقوب التى تنفذ من خلالها مطامع الدول الأخرى.

< ماذا عن التطورات بشأن توترات الأوضاع الأمنية فى منطقة شرق السودان؟ وهل ناقش الوفد الإريترى خلال زيارته إلى الخرطوم ذلك الملف؟

ــ التطورات على الحدود الشرقية بالسودان، هى إنذار لحرب فى الإقليم، وإن لم يتم تداركه فسوف تسفر عنه عواقب لا تحتمل المنطقة مخاطرها، فضلا عن الدمار الذى تخلفه الحروب من نازحين ولاجئين ووقف لعملية التنمية، وتصاعد النزاع وانعدام الاستقرار، ولذلك تبحث قيادات الإقليم عن حلول لتحقيق الأمن والاستقرار، وفى ذلك الإطار كانت زيارة الوفد الإريترى لبلادنا.

< وماذا عن تأثير الأوضاع المتوترة فى الداخل الإثيوبى على بلادكم؟

ــ أعتقد أن الحرب فى إقليم «تيجراى» إن لم تتوقف عند هذا الحد ستؤثر على الإقليم بأكمله، فالنزوح واللجوء كما ذكرت مسبقا هى ظواهر مرتبطة بالصراعات، كما أن نسبة للتداخل الإثنى وتطابق سُبل كسب العيش والتنافس على الموارد، فإنه من المحتمل أن تتسع دائرة الصراع بين مكونين أو أكثر فى المنطقة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك