يرتبط شهر رمضان المبارك، بالعديد من المظاهر التراثية التي تعكس روح الشهر الكريم، مثل الفانوس والزينة ومدفع الإفطار، بالإضافة إلى شخصيات رمضانية مميزة كالمسحراتي والحكواتي، وأصناف الطعام والحلوى التي تُعدّ خصيصًا لهذا الشهر.
وفي إطار الاحتفاء بهذا التراث، يقدم متحف الإسكندرية القومي، عبر قسم الآثار الإسلامية، مجموعة فريدة من القطع الأثرية التي تُجسّد روعة الفن الإسلامي عبر عصوره المختلفة.
وبحسب بيان المتحف، أن من أبرز المعروضات التي يضمها المتحف "المشكاوات"، وهي إحدى أدوات الإضاءة التي اشتهرت في العصور الإسلامية، وخاصة في العصر المملوكي، وتُعرف المشكاة في اللغة بأنها الكوة التي يُوضع فيها المصباح أو القنديل، وتتكون المشكاة من قاعدة صغيرة، وبدن منتفخ، وفوهة مخروطية الشكل تشبه المزهرية، مع مقابض تُعلق بها سلاسل معدنية لضمان اتزانها.
وأشار إلى أنه تمت زخرفة هذه المشكاوات بزخارف نباتية وهندسية، بالإضافة إلى زخارف كتابية مقتبسة من سورة النور، وعبارات دعائية تمجد سلاطين المماليك.
ومن بين هذه القطع، تبرز مشكاة زجاجية مزخرفة بخطوط حمراء رفيعة مموهة بماء الذهب، مع زخارف نباتية متشابكة مطلية بالمينا الملونة بالأزرق والأحمر، كما تحوي دوائر متداخلة تضم رنوكًا كتابية باللغة العربية، منها نقش "عز لمولانا السلطان الملك".
ومن أبرز المشكاوت المعروضة بالمتحف هي التي كانت بمسجد السلطان حسن بالقاهرة، وترجع إلى العصر المملوكي، ومصنوعة من الزجاج المطلي بالمينا، وتعرض بالطابق الثاني، قسم الآثار الإسلامية، قاعة 6، ڨاترينة الزجاج.
وتُعد هذه المشكاوات شاهدًا على براعة الصانع المسلم ودقة الفن الإسلامي، الذي يجمع بين الجمال الوظيفي والروحانيات العميقة؛ ليكون رمزًا للتراث الذي لا يزال يحتفظ برونقه عبر القرون.