نقاد يرصدون نقاط الضعف والقوة للنصف الأول من خريطة دراما رمضان: تنوع في الأفكار واستسهال في الكتابة - بوابة الشروق
السبت 15 مارس 2025 11:54 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

نقاد يرصدون نقاط الضعف والقوة للنصف الأول من خريطة دراما رمضان: تنوع في الأفكار واستسهال في الكتابة

تحقيق: إيناس عبد الله
نشر في: السبت 15 مارس 2025 - 7:55 م | آخر تحديث: السبت 15 مارس 2025 - 7:55 م

طارق الشناوى: هناك تناقض كبير فى مستوى الأعمال.. ومسلسل «إخواتى» مفاجأة
ناهد صلاح: أصبح لدينا أسماء مبشرة فى التمثيل والإخراج والتأليف خاصة فى «ولاد الشمس» و«80 باكو»
ماجدة موريس: «قلبى ومفتاحه» و «النص» و«أشغال شقة جدا» أثبتت أن السيناريو الجيد هو الأساس
عصام زكريا: افتقدنا المسلسل القادر على حشد الناس حوله مثل «الاختيار» و«الحشاشين» و «جزيرة غمام»

مع وصولنا لمنتصف شهر رمضان الكريم، وبانتهاء عرض مسلسلات الـ15 حلقة، وتصاعد أحداث مسلسلات الـ30 حلقة، أصبحت مهمة نقاد الفن سهلة فى تقييمهم للنصف الأول من خريطة الدراما «الرمضانية»، كما اصطلح عليها، ورصد أهم نقاط قوة وضعف هذا الموسم الذى يشهد عرض أكثر من 40 مسلسلا، بعضها يتبادل المقاعد كل 15 يوما، وأحيانا 10. وفى هذا التحقيق ترصد «الشروق» آراء عدد من النقاد حول تقييمهم للنصف الأول من موسم دراما شهر رمضان، وأهم الظواهر التى شهدها.
«مسابقات واستطلاعات وهمية»
كانت البداية مع الناقد طارق الشناوى الذى قال: نحن بصدد موسم درامى مختلف ومتعدد الزوايا، ومتناقض أيضا، فهناك مسلسلات يتم تصنيفها على أنها كوميدية وهى ثقيلة الظل للغاية، بل ومتخلفة عما وصلت إليه الكوميديا حاليا، وللأسف يتصدر لها نجوم كبار لهم اسماؤهم فى عالم الكوميديا، مقابل أعمال متقدمة للغاية، مثل مسلسل «إخواتى المفاجأة هذا الموسم، فهو مكتوب بحرفية شديدة للمؤلف مهاب طارق، الذى كشف عن نفسه هذا الموسم ، ومعه المخرج المتميز محمد شاكر خضير، فقد قدم الاثنان كوميديا أخذتنا فى منطقة مختلفة تماما، وهناك أعمال تم تنفيذها بطريقة «المازورة» أى على مقياس الجمهور، ووفقا لهواه، وهو ما حقق لهذه الأعمال شهرة وصيت، مثل مسلسل
«العتاولة 2» فمخرج العمل أحمد خالد موسى قرأ جمهوره جيدا فقدم لهم لعبة درامية محبوبة.
وتابع الشناوى: أثبت هذا الموسم أن المستقبل للمسلسلات القصيرة بلا جدال، لأنها تعمل فى مصلحة الدراما، وأثبتت مسلسلات الـ15 حلقة أنها الأكثر شهرة ومشاهدة، وأتوقع أن يحدث تغير فى الرقم بالمواسم القادمة، وسوف يكون لدينا مسلسلات 14 حلقة أو 17 أى إن المحتوى الدرامى هو ما سيفرض عدد حلقاته العمل.
ومن ظواهر الموسم الحالى قال طارق الشناوى: هناك ظاهرة المسابقات وإن كنت لا أعتبرها جديدة، فمنذ القدم وصناع الأعمال يروجون لأعمالهم بطرق مختلفة، لكن ربما لأن هذا الأمر اتخذ شكلا ماديا أكبر، بتوزيع أموال مغرية على الجمهور هو ما أثار حفيظة البعض، لكن لست ضدها، فمن حق الفنان أن يروج لنفسه ولعمله، لكنى ضد الاستفتاءات التى بدأ البعض بنشرها على حساباتهم الخاصة باعتبار أن أعمالهم الأكثر مشاهدة، فأنا لا أصدق هذه الاستطلاعات فى ظل وجود لجان إلكترونية، ومراكز بحثية من الممكن أن تقدم نتائج لا تعبر عن الحقيقة، وعليه فمثل هذه الاستطلاعات تحظى بنسبة شك كبيرة عندى، وتأتى فى إطار تسويق الفنان لنفسه، كما يفعل حينما يردد لنا باستمرار أنه رقم واحد فى التريند، وهى ظاهرة أخرى بدأت تنتشر بين جموع الفنانين، فالكل يسعى لتسويق نفسه بالتلويح أنه المتصدر وأنه رقم واحد.
«الدراما تتنفس»
واتفقت الناقدة ناهد صلاح مع الناقد طارق الشناوى أن هناك تنوعا كبيرا بالموسم هذا العام، وقالت: ربما لا يتفق البعض على عدد كبير من مسلسلات هذا الموسم، لكنى سعيدة بالتنوع فنحن أمام موسم يجمع بين الكوميديا والدراما الشعبية والاجتماعية وغيرها، وهناك أسماء برزت فى التمثيل سواء نجوم شابة كشفت عن نفسها أو مخضرمة أكدت موهبتها مثل انتصار وحمزة العيلى، كما أن هناك أسماء برزت فى عالم الكتابة مثل مهاب طارق ومخرجين أيضا مثل تامر محسن وحسام على ويحيى إسماعيل وكوثر يونس، فأكثر ما يسعدنا وجود دماء جديدة لديها القدرة على التجديد، والتطوير، فربما الموسم ليس بقوة المواسم السابقة لكنه متميز.
وتابعت ناهد: من أهم نقاط قوة الموسم هذا العام هو الخروج للشوارع، فقد شعرنا أن الدراما تتنفس بعيدا عن الاستوديوهات والأماكن المغلقة، فتجولت بنا كاميرا مسلسل «ولاد الشمس» بشوارع وسط البلد وبالأماكن التاريخية فى القاهرة الفاطمية، وكذلك مسلسل «80 باكو»، ربما كانت هناك مبالغة فى ديكورات بعض الأماكن الفقيرة لكن الخروج للشارع كان شيئا مريحا للغاية.
وواصلت ناهد تقييمها: شاهدنا هذا الموسم وجود أكثر من عمل ينتمى للدراما الشعبية، أو محاولة صنع بطل أشبه بـ «شجيع السينما» مثل أحمد العوضى فى فهد البطل وعمرو سعد فى «سيد الناس» ومصطفى شعبان فى «حكيم باشا»، وهذا يعنى أن هناك فئة كبيرة من الجمهور تستهويها هذه النوعية من الاعمال، وهذه حقيقة فكل موسم لدينا مسلسلات للنخبة أو طبقة المثقفين، وأخرى شعبوية وأرى أنه لا يجب أن نحكم على المسلسلات الشعبية بمنظور نخبوى، مثلما حدث مع مسلسلات محمد سامى الذى أُخذ عليه صريخ ابطاله أو الصوت العالى لأبطاله فرغم كم الانتقادات التى تتعرض لها أعماله، لكنها تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، مثل مسلسل «إش إش» فرغم الانتقادات العديدة التى تعرض لها، لكنه حاضر وله جمهوره، وبطلته مى عمر تحاول السير فى نفس طريق الفنانة نادية الجندى التى تسعى للانتقام عن طريق الغواية.
وأشارت فى كلامها: لا يجب أن نغفل الأعمال الرومانسية، المتجسدة فى مسلسل «قلبى ومفتاحه» فكان له حضور جميل وسط المسلسلات، أما فيما يخص الكوميديا فللأسف خذلنا الفنان محمد هنيدى فى «شهادة معاملة أطفال» ويجب عليه مستقبلا أن يركز أكثر فى اختياراته، وفى المقابل هناك مسلسل «أشغال شقة جدا» الذى اعتمد على سيناريو به حبكة تخلق مواقف كوميدية وإفيهات.
وختمت كلامها: من الأعمال التى لفتت الأنظار بقوة إليها هذا الموسم مسلسل
"النص" المأخوذ عن كتاب مذكرات نشال، فكنا أمام عمل متكامل تمثيلا وإخراجا وتصويرا وديكورا وكل شىء.
«الأمل فى النصف الثانى»
أما الناقد عصام زكريا فيضع آماله فى مسلسلات النصف الثانى من خريطة شهر رمضان، حينما قال: للأسف عانت السيناريوهات لكثير من الأعمال فى النصف الأول من الموسم من الاستسهال، وهو ما أثر كثيرا على الحبكة الدرامية لكثير من الاعمال، منها مسلسل «الكابتن» ففكرة المسلسل جاذبة جدا، وتعطى قماشة كبيرة لكاتب السيناريو، لكن جاءت النتيجة مخيبة للآمال، وهذه آفة أكرم حسنى بطل العمل، أنه يقدم أفكارا متطورة وجديدة لكن السيناريو «لم يجتهد فيه كاتبه»، ودائما هناك استسهال، وتكرر الأمر فى كثير من الاعمال الاخرى هذا الموسم، فهناك شريحة تبحث عن هوى الجمهور وتسعى وراءه، فمن هواه شعبى يقدم له شعبى، ومن هواه حواديت أجنبية نعطيها له، وعليه للأسف خلت خريطة الدراما هذا العام من مسلسل قوى يستطيع حشد الشريحة الأكبر من الجمهور نحوه مثلما حدث من قبل مع مسلسل «الاختيار» أو «الحشاشين» أو «جزيرة غمام»، فهذا الموسم لا يمكن تحديد مسلسل واحد يحظى بشبه إجماع، مع الاعتراف أنه لا يمكن أن يحدث إجماع على عمل فنى، لكن يمكن أن يتفوق العمل فى نسب المشاهدة. أو يكون له النصيب الأكبر من الاهتمام.
واستطرد: ومن هنا يأتى الوهم الذى يحاول البعض أو يسوقه لنا بأنه صاحب المركز الأول أو المتصدر للتريند، فهذه أكذوبة، بدليل أن كل صناع الاعمال يتباهون بأنهم رقم واحد وأنهم المتصدرون للتريند، فهل هذا يعقل؟
وأكمل: يجب أن يعلم النجم الذى يردد مثل هذا الكلام أن حيلته مكشوفة، فنحن نعلم أن كل النجوم تبذل قصارى جهدها كى تكون متصدرة المشهد، إما بالاستعانة بلجان إلكترونية أو عمل مسابقات بجوائز مادية مغرية، أو باختلاق شائعات لا أساس لها من الصحة حتى يثبت لجهات الإنتاج أنه مطلوب، وأن أعمالهم الأكثر مشاهدة ومتابعة وإثارة للجدل، وللأسف ينعكس هذا الامر على بعض الاعمال الجيدة التى لا يجيد صناعها اللجوء لهذه الوسائل فيتعرضون «للفرم» فكثير من الناس للأسف تنسحب وراء ما يسمى بلغة التريند، وعن نفسى أضع آمالا كبيرة على النصف الثانى من خريطة المسلسلات بشهر رمضان، وأسبابى أن معظمها يعتمد على كتاب سيناريو محترفين ولهم سيرة ذاتية مشرفة، ومعهم مجموعة من المخرجين المتميزين أيضا.
«أعمال تستحق الإشادة»
من جانبها ترى الناقدة ماجدة موريس أن العين تذهب للعمل الجميل، جيد الصنع، وقالت: لا يمكن أن ننكر أن هناك أعمالا تقدم صورة مغلوطة للشارع المصرى وللرجل الشعبى، لكنى أرى ضرورة تجاهلها وتسليط الضوء على الاعمال التى تستحق الحديث عنها، والذى بذل صناعها جهدا كبيرا لتقديم عمل فنى يليق بالجمهور، منها مسلسل «قلبى ومفتاحه» للمخرج المتألق تامر محسن، والذى شارك فى كتابته أيضا مع مها الوزير الذى سبق وتعاون معها فى مسلسل «لعبة نيوتن»، فالاثنان قدما لنا عملا رائعا مليئا بالرسائل الهامة، ومبذول جهد فى كتابة الشخصيات مهما كان مساحتها على الورق، وكذلك مسلسل «ولاد الشمس» فنحن أمام مسلسل ملىء بالأوجاع والمواقف المدهشة، ونجح الثنائى أحمد مالك وطه دسوقى فى تقديم أداء مبهر، كما لعب المسلسل بقيادة المخرج شادى عبد السلام دورا كبيرا لاكتشاف وجوه جديدة مثل الفنان مينا أبو الدهب الذى لفت الأنظار بقوة إليه فى أول ظهور له، وقدم المسلسل رسالة هامة تحت عنوان «لا للتنمر» حينما استعرض قصة حب بين إنسانة سوية وقزم انتهت بالزواج فى ظل تقبل الجميع لهذه الزيجة بدون أى سخرية واستهزاء.
وتابع: كما أود الإشادة بمسلسل «إخواتى» الذى قدم لنا أربع فنانات نيللى كريم، وروبى، وكندة علوش، وجيهان الشماشرجى، بشكل جديد تماما ومختلف عما قدموه من قبل، والأربعة تألقن بشكل كبيرا فى أداء أدوارهن، مع مخرج متمكن هو
محمد شاكر خضير، كما حقق مسلسل «أشغال شقة جدا» فى موسمه الثانى نجاحا كبيرا مع الجمهور، لأنه يقدم كوميديا موقف، ويدور فى أماكن مختلفة بخلاف مسلسل «كامل العدد» الذى تدور معظم أحداثه داخل بيت، وبعيدا أيضا عن مسلسل «عقبال عندكو» لإيمى سمير غانم وحسن الرداد، واللذان يقدمان كوميديا من زمن الأبيض والأسود، لا علاقة لها بزماننا الحالى، كوميديا تعتمد على رسم شخصيات هزلية بالاستعانة بمكياج وملابس غريبة لا تثير أى ضحك حاليا.
وختمت ماجد موريس كلامها: من الاعمال الذى جذبت انتباهى هذا العام، وتشير للجهد الكبير المبذول فيها سواء على مستوى الكتابة أوالإخراج، هو مسلسل
«النص» فقدم لنا عملا يناسب الفترة الزمنية التى تدور بها الاحداث وهى ثلاثينيات القرن الماضى، من إضاءة وديكور ولغة وملابس، وكانت هناك مباراة تمثيلية بين الجميع بما فيها الشاب الصغير عبد الرحمن محمد، وهناك مسلسل «80 باكو» الذى قدم لنا هدى المفتى بشكل مختلف تماما، وأكد على ثقل موهبة الفنانة انتصار، التى أراها تستحق البطولة المطلقة، فنحن أمام موهبة فنية كاملة النضج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك