الصدمة وما تفعله بالعقل.. لماذا ترك بطل فيلم موسى والده يموت محترقا؟ - بوابة الشروق
الإثنين 21 أكتوبر 2024 1:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصدمة وما تفعله بالعقل.. لماذا ترك بطل فيلم موسى والده يموت محترقا؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 15 أغسطس 2021 - 10:04 ص | آخر تحديث: الأحد 15 أغسطس 2021 - 10:04 ص

بدأ عرض فيلم "موسى" منذ أيام في دور السينما المصرية، وكثرت النقاشات حوله باعتباره بداية أول عالم سينمائي مصري سوف يتبعه سلسلة من الأفلام الأخرى بأشخاص وأبطال خارقين، والعمل من بطولة كريم محمود عبدالعزيز، وإياد نصار، وصبري فواز، وأسماء أبواليزيد، وسارة الشامي، وتأليف وإخراج بيتر ميمي.

"يحيى" شاب يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة لتعرضه إلى السخرية والعنف والضرب أحيانا ممن حوله، ويعيش مع والده في منزل عتيق، بعد وفاة والدته أثناء ولادته، ويدرس هندسة الميكاترونكس، ويتعرض لهجوم عنيف يؤدي إلى مقتل والده أمام عينيه على يد بلطجي واحتراقه.

في مشهد درامي غلب عليه الطابع الحزين، تبدأ أغنية فيروز "كانوا يا حبيبي"، صادرة من جرامافون قديم، وأثناء ذلك يدخل البلطجية ويحرقون كل شيء، يلجأ "يحيى" إلى الاختباء في المطبخ، ويخفت صوت فيروز بالتزامن مع ارتفاع الموسيقى التصويرية، التي وضعها خالد الكمار للعمل، وتعتمد تيمتها الأساسية على لحن "بوليوشيكا بولي" للمؤلف الموسيقي الروسي ليف كنيبر، ولا يتحرك يحيى وهو يرى والده يحترق بل يجلس باكيا خلف جدار يفصل بينه وبين النار التي تلتهم غرفة المعيشة في الخارج.

ارتفع صوت بعض الهمسات في صالة السينما، وآخرين على منصات التواصل الاجتماعي، يتسائلون كيف لشخص أن يرى والده يحترق ولا يتحرك لإنقاذه، والحقيقة أن الإجابة نجدها في علم النفس تحديدا، في شرح ما تفعله الصدمات الكبرى بالإنسان وعقله.

تشرح دكتور جينيفر سويتن، أخصائي علم النفس السريري وخبيرة دولية في الصدمات وعلم الأعصاب، سلوك عمل الدماغ بصورة مبسطة في موقعها، وتقول إنه يوجد 3 مناطق داخل الدماغ، وهي قشرة الفص الجبهي (PFC)، وتسمى "مركز التفكير"، والقشرة الحازمية الأمامية (ACC) وتسمى "مركز تنظيم العاطفة"، واللوزة المسماة "مركز الخوف".

يمكن أن تغير الصدمة وتؤثر في هذه المناطق بصورة سلبية، يقع مركز التفكير (PFC) في الدماغ بالقرب من أعلى الرأس، ومركز التفكير مسؤول عن العديد من القدرات التي نمتلكها، بما في ذلك التفكير العقلاني وحل المشكلات واتخاذ قرارات.

أما المنطقة الثانية، هي مركز تنظيم العاطفة، تقع بجوار مركز التفكير، وهذه مسؤولة (جزئيًا) عن تنظيم المشاعر، وعندما تكون هذه المنطقة من الدماغ قوية، يكون الإنسان قادرا على إدارة الأفكار والعواطف الصعبة دون أن تطغى عليه تماما، والمنطقة الأخيرة هي اللوزة، بنية دماغية صغيرة عميقة، وهي خارج الإدراك وسيطرة الوعي، تعمل كمركز الخوف في الدماغ.

عندما تحدث صدمة قوية وعنيفة للإنسان، يحدث خلل في هذه المناطق الثلاث، يقل نشاط مركزي التفكير والعاطفة في الدماغ بصورة كبيرة، بينما يعاني مركز الخوف من نشاط مفرط.

ونلاحظ في مشهد "يحيى"، أنه مع تصاعد الأحداث، يتصبب عرقاً وتبدأ يده في فقدان السيطرة وتزداد رعشتها، وفي نهاية المشهد يكون مبتل تماما وتنهار دموعه مع عدم قدرته على الحركة أو اتخاذ أي قرار فعلي للتحرك نحو والده وإنقاذه.

يقول جون ماكلون، محاضر في كلية الدراسات العليا للصحة بجامعة التكنلوجيا في سيدني، قد تظهر على الأشخاص الذين عانوا من صدمة معقدة أعراضًا، تشمل ضعف التركيز والانتباه واتخاذ القرار والتحكم، وقد يتحول سلوكهم إلى العدوانية في الاستجابة لما حولهم، أو يتجمد فكرهم لمدة طويلة، وتُترجم الصدمات المعقدة إلى مجموعة من الصعوبات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية والشخصية، وتشمل ردود الفعل الأولية للصدمة الإرهاق الشديد والارتباك والحزن والقلق والانفصال عن الواقع، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك