إبراهيم المعلم في عيون رموز الثقافة.. أيقونة النشر العربي وداعم المبدعين - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 10:39 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إبراهيم المعلم في عيون رموز الثقافة.. أيقونة النشر العربي وداعم المبدعين


نشر في: الأحد 15 ديسمبر 2024 - 2:56 م | آخر تحديث: الأحد 15 ديسمبر 2024 - 2:57 م

قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن المهندس إبراهيم المعلم شخصية عزيزة على نفسه، ووصفه بأنه من رواد النشر في العصر الحديث، ومن الجيل الرابع للناشرين. وأضاف رشاد: "ما حققه المهندس إبراهيم المعلم خلال 60 عامًا قلما يحققه أحد من جيله". واستطردشاد ذكرياته قائلًا: "في أواخر السبعينيات، انتقلت إلى لبنان، والتحقت بالعمل بدار الكتاب اللبناني، وسمعت حينها كثيرًا عن دار الشروق، التي كان يملكها الأستاذ الكبير محمد المعلم. كانت كتب دار الشروق في الشكل والمضمون مختلفة ومميزة للغاية، وأظن أن الأستاذ محمد المعلم، بمساعدة المهندس إبراهيم المعلم، نجحا في تغيير شكل الكتاب المصري".

وأضاف: "تعرفت على المهندس إبراهيم المعلم في زيارة لمطبعة الشروق ببيروت، حيث كان الأستاذ الكبير محمد المعلم والمهندس إبراهيم المعلم والفنان الراحل حلمي التوني موجودين. كانت هذه بداية معرفتي بهم. وعندما عدت إلى القاهرة عام 1975، أسست دار الكتاب المصري اللبناني بشارع قصر النيل، بالقرب من دار الشروق. حينها، كنت أتردد على مكتب الشروق، مما أتاح لي فرصة لقاء الأستاذ الكبير محمد المعلم والمهندس إبراهيم المعلم وكثير من القامات الكبيرة التي كانت تتردد على الدار".

وأشار رشاد إلى أن المهندس إبراهيم المعلم يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات، قائلاً: "هو بارع في فن العلاقات العامة، ونجح في إيصال رسالة واضحة للقارئ المصري بأن دار الشروق هي الناشر الأساسي للكتب المميزة".

واستكمل حديثه عن دور المهندس إبراهيم المعلم في اتحاد الناشرين المصريين: "في عام 1989، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، طلب مني زملائي الناشرين العمل على إعادة إحياء اتحاد الناشرين المصريين. ذهبت إلى المهندس إبراهيم وطرحت عليه الفكرة، فقدم لي دعمًا كبيرًا وساعدني على تحقيق هذا الهدف. اجتمعنا وعقدنا جمعية عمومية، وانتخب مجلس إدارة جديد. على الرغم من أن البعض حاول تعطيل عملي، إلا أن المهندس إبراهيم المعلم دعمني وجعلني الأمين العام للاتحاد، بينما تولى هو رئاسة الاتحاد".

وأوضح رشاد أن المهندس إبراهيم المعلم كان له دور كبير في تعزيز مكانة الاتحاد، قائلاً: "كانت له أيادٍ بيضاء على اتحاد الناشرين المصريين، ونجح في جعله كيانًا قويًا يلفت انتباه الأجهزة والمؤسسات. لقد كان وجهًا مشرفًا للنشر المصري".

وأكد رشاد أن دار الشروق غيّرت شكل الكتاب المصري من حيث الشكل والمضمون، قائلاً: "في السبعينيات، كانت دار الشروق من أهم دور النشر وأكثرها تميزًا في لبنان والساحة العربية، وكان لها حضور كبير ومؤثر".

وعن علاقته الشخصية بالمهندس إبراهيم المعلم، قال رشاد: "علاقتي بالمهندس إبراهيم كانت طيبة دائمًا، فقد كان داعمًا كبيرًا لزملائه الناشرين ويقاتل من أجل احترام الناشر. استمرت علاقتنا الوثيقة حتى عام 2005، وعملنا معًا في قضايا هامة مثل قضية تزوير الكتب عام 1995. وقتها قررنا السفر بوفد إلى لبنان للقاء السيدة سميرة عاصي ومناقشة الأمور المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية. وكان هذا التعاون نقطة فارقة في إحياء اتحاد الناشرين العرب".
وتابع: " بعدها سافرنا معًا كثيرًا، وتجولنا في دول عربية عديدة للقاء المسؤولين والأمراء والوزراء، بهدف المطالبة بوضع قوانين تحمي حقوق الملكية الفكرية. كان المهندس إبراهيم دائمًا كريمًا ومضيافًا وداعمًا في كل المناسبات، سواء كانت سعيدة أو حزينة".
وأضاف رشاد: "كان المهندس إبراهيم المعلم أول ناشر عربي ينضم إلى اتحاد الناشرين الدولي، وساهم في ضم اتحاد الناشرين المصريين إلى الاتحاد الدولي. حصوله على الجائزة من الاتحاد الدولي للنشر أمر نفخر به جميعًا، فهو رمز من رموز النشر".
وواصل رشاد قائلاً: "آخر مرة التقينا كانت في معرض فرانكفورت، حيث استعدنا الذكريات والحكايات. دار الشروق تظل واحدة من أهم دور النشر، وما حققته يعكس بصمة المهندس إبراهيم المعلم الواضحة. هو شخصية تتمتع بكاريزما وحضور قوي، ويترك أثرًا إيجابيًا في كل من يتعامل معه".

الروائي جلال برجس عن إبراهيم المعلم: ناشر مثقف يرتقي بمهنة النشر عربياً

يقول الروائي جلال برجس: "التقيت الأستاذ إبراهيم المعلم العام الفائت حين كنت مدعوًا على معرض القاهرة الدولي للكتاب، إذ دعاني على العشاء. اقتربت منه، وإذا بي أمام إنسان مثقف مطلع على كثير مما يتعلق بالحياة، وبمهنة النشر التي يعمل بجد على الارتقاء بسويتها لتصل إلى أعلى درجات المهنية التي نريدها في العالم العربي."

وأضاف برجس: "سرني خبر فوزه بجائزة بطل الاتحاد الدولي للناشرين كثيرًا، خاصة أنه تكريم دولي لناشر عربي مهم. أبارك له من جديد هذا الاستحقاق الذي، بطبيعة الحال، سينعكس إيجابيًا على قطاع النشر العربي."

وعن رؤيته لتطوير صناعة النشر، قال جلال برجس: "ما نتمنى أن يكون عليه قطاع النشر عربيًا هو المهنية التي تتضح من خلال احترام مكانة الكاتب والكتاب، والتعامل معهما كمنتجين للقيمة المعرفية. كذلك، ترسيخ قوانين الملكية الفكرية بحيث يمكن الوقوف بوجه مجانية التعامل مع الكتاب. لا ننسى أهمية مستوى ما يُنشر، ودور المحرر الأدبي والمحرر اللغوي، واعتماد دور الوكيل الأدبي. ما أتمناه أن تعتمد الكتابة كمهنة يمكن للكاتب العيش من ورائها، دون تلك النظرة التي ترى أن الكاتب كائن فائض عن الحاجة."

الكاتب أحمد طيباوي: إبراهيم المعلم نموذج للناشر المتميز ودوره حيوي في صناعة الكتاب

قال الكاتب أحمد طيباوي: "تعاونت مع دار الشروق في إصدار روايتين لي حتى الآن، باب الوادي والحب عربة مهترئة. الأمور تسير بشكل جيد، وفريق الدار يمارس عمله بحرفية عالية، وعلى رأسهم المهندس إبراهيم المعلم الذي أحب أن أهنئه بنيله منذ أيام جائزة الاتحاد الدولي للناشرين. وهذا اعتراف وتقدير مستحق لمسيرة الرجل في عالم النشر التي تمتد لسنوات طويلة. أتصور كيف أن انخراطه في عمله الذي يحبه رغم كل الصعوبات لا بد أن تظهر ثماره ولو بعد حين."

وأضاف طيباوي: "إن الناشر فاعل مهم في سلسلة خلق القيمة الثقافية، وإيصال المنتج (الكتاب) إلى القارئ، ودوره كبير وحيوي في هذه الصناعة. بالنسبة لي ككاتب، ما يهمني هو وصول ما أكتبه لأكبر عدد من القراء بالعربية في كل مكان، وهذه مهمة الناشر الأساسية."

وأشار أحمد طيباوي إلى العقبات التي تعرقل تطور النشر، موضحًا: "يجدر النظر للكتاب باعتباره سلعة خاصة، ومن غير الملائم معاملتها تجاريًا كأي سلعة أخرى. هناك حاجة لتسهيلات في استيراد الورق والتصنيع، استيراد وتصدير الكتاب، وتكاليف الشحن. لكن الأهم هو إعادة تأسيس علاقة للمواطن العربي بالكتاب والثقافة عامة، وتبرز هنا الحاجة لجهود خاصة في المنظومة التعليمية والإعلام لجعل الكتاب في الصدارة من جديد، في مواجهة الوسائط المعلوماتية وما تخلفه من تسطيح للعقل".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك