اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى مسجد وضريح الإمام الشافعي، حيث رافقهما خلال الزيارة السيدتان قرينتاهما وعدد من المسئولين المصريين والأتراك.
وأبدى أردوغان إعجابه الشديد واعتزازه بالحضارة المصرية وآثارها الإسلامية، وبالأخص مسجد وضريح الإمام الشافعي الذي تم ترميمه مؤخرا، حيث على ارتداء طاقية بيضاء خلال زيارته للمسجد.
يمثل مسجد "الإمام الشافعى"، اليوم، علامة بارزة من تاريخ مصر الإسلامية، لصاحبه محمد بن إدريس الشافعى، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية، والذى يضم بداخله أكبر أضرحة مصر.
ويقع المسجد فى حى الأمام الشافعى، وأنشئ المسجد تعظيما للإمام، وله قبة كبيرة من أجمل قباب مصر، وهى خشبية ومكسوة بالرصاص.
وشيدت قبة وضريح الإمام الشافعي، فوق قبر الإمام الشافعي مؤسس المذهب الشافعي في القاهرة، على يد السلطان الكامل الأيوبي، عام 1211، ولم يبق منه الآن إلا الضريح الخشبي المحفور ذو الرسوم المميزة.
أعظم مباني العصور الوسطى
ويعد الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مباني العصور الوسطى وأجملها زخرفة، وهو عبارة عن غرفة دفن تشغل مسطحا مربعا محاطا بأربعة حوائط سميكة، وبنيت قبة على ذلك المربع، تصل إلى ارتفاع 27 مترا أو 89 قدم من سطح الأرض، وفقا لما ذكره مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي.
وتتكون القبة من طبقتين: الأولى خشبية داخلية والثانية خارجية؛ مصنوعة من الرصاص، وللضريح ثلاثة محاريب تتجه نحو مكة؛ عند حائط اتجاه قبلة الصلاة، وهناك باب في كل من الحائطين الشرقي والشمالي، أما الحوائط الداخلية مغطاة بالرخام.
وقد بنى السلطان صلاح الدين ناووسا "تابوتا"، وضعه فوق قبر الإمام الشافعي في عام 1178، حيث كان مصنوع من خشب الساج الهندي، ومزخرف بحلية دقيقة وآيات من القرآن. ويوجد فوق قمة القبة من الخارج عشارى من النحاس الأصفر؛ وترمز إلى علم الإمام الشافعي.
وبعدها، بنى الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذي كان من أمراء المماليك فى عصر على بك الكبير، مسجدا يضم ضريح الإمام الشافعي، والذي أصبح واحدا من أكبر الأضرحة المفردة في مصر
وفي عهد أسرة محمد علي، أمر الخديو توفيق باشا بتجديد المسجد عام 1891 ميلاديا على ما هو عليه الآن، حيث بنيت وجهاته بالحجر، وحليت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة عملت على مثال المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والآبنوس.
ترميم مسجد وقبة الإمام
وفي العصر الحديث، تم ترميم المسجد على مدار سنوات، حيث افتتح مختار جمعة وزير الأوقاف، وخالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، مشروع ترميم قبته، في أبريل عام 2021.
وشملت أعمال الترميم المباني والرخام والفسيفساء الخزفي، علاوة على أعمال ترميم المباني كأعمال الحقن والتقوية وترميم الشروخ واستبدال الأحجار والطوب التالف، أما بالنسبة للرخام فقد تم ترميم معظم الكسوة الرخام، ونظرا لسوء حالة الفسيفساء الخزفي بسبب حركة المشاة، فقد تم نزعها وترميمها وإعادة تثبيتها على منسوب أكثر انخفاضًا بعد عزلها، وتم تركيب ممشى من الزجاج المقوى أعلاها.
كما تم ترميم القبة من الخارج حيث تم ترميم الكسوة الرصاص والعشاري، وعزل جميع الأسطح الخارجية وعمل نظام لصرف الماء، كما تم ترميم أسطح القبة الداخلية وأسقف الممر والمدخل وترميم المقصورات والتركيبات والأبواب، إضافة إلى تصميم نظام إضاءة حديث يتناسب مع النسيج التاريخي للقبة.