كيف تصبح الحياة لعبة ممتعة بدلًا من قائمة مهام؟ - بوابة الشروق
الأحد 23 فبراير 2025 4:35 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيف تصبح الحياة لعبة ممتعة بدلًا من قائمة مهام؟

عبدالله قدري
نشر في: الأحد 16 فبراير 2025 - 10:55 ص | آخر تحديث: الأحد 16 فبراير 2025 - 10:55 ص

قالت صحيفة الجارديان إننا جميعاً نميل إلى تأجيل الأمور، ولكن معظم النصائح التقليدية للتغلب على هذه العادة لا تنجح في معالجة المشكلة بفعالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأولويات الكبرى في حياتنا.

قد تكون هذه النصائح مفيدة في إنجاز بعض المهام المنزلية البسيطة أو الالتزامات الضرورية، مثل تنظيف المطبخ أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لكنها لا تفلح غالباً في مواجهة المماطلة التي تعيق تحقيق الأهداف العميقة والطموحات الشخصية.

المماطلة ليست مجرد تأخير للمهام، بحسب الصحيفة، بل يمكن أن تكون انعكاسًا للخوف من الفشل أو الخوف من التغيير، في بعض الأحيان، تكون أهمية الأولوية ذاتها هي ما يشلّنا ويجعلنا نؤجلها، مثل ترك علاقة غير مناسبة، أو كتابة كتاب طالما حلمنا به، أو حتى متابعة شغف قديم مثل العزف على البيانو، نحن نعيش في وهم أن لدينا وقتًا غير محدود لتحقيق أهدافنا، مما يعمّق عادة التأجيل.

-مقاربة جديدة للتعامل مع المماطلة

للتغلب على المماطلة، نحتاج إلى نهج مختلف تمامًا، بدلاً من اعتبار الأولويات عبئًا ثقيلًا يجب إنجازه، يمكننا أن نتعامل معها كأنها لعبة، هذا النهج الجديد يتطلب تغيير العقلية إلى عقلية استكشافية مليئة بالمرح والفضول، حيث نرى في تحقيق الأهداف فرصة للتجربة والابتكار، وليس مجرد إنجاز آخر في قائمة المهام.

اللعب لا يعني التهاون أو فقدان التركيز، بل هو وسيلة لاستعادة الإبداع والمرونة، تاريخياً، كانت روح اللعب مصدر إلهام للعديد من الابتكارات العلمية والثقافية، من بغداد في العصر الذهبي الإسلامي إلى وادي السيليكون اليوم، وعندما نعيد اكتشاف روح المرح في حياتنا، فإننا نكسر الروتين ونفتح أبوابًا جديدة لتحقيق أهدافنا بشكل أكثر إبداعًا.

-دور الندم والملل

الندم والملل، على الرغم من أنهما يُعتبران عادة مشاعر سلبية، يمكن أن يكون لهما دور إيجابي في مساعدتنا على مواجهة المماطلة، وقد يشير الندم إلى أن طموحاتنا الحالية لا تناسبنا أو أن الطريقة التي نحاول بها تحقيقها غير مجدية، أما الملل، فقد يكون إشارة إلى الحاجة لإعادة التفكير أو تبني نهج جديد، في النهاية هذه المشاعر قد تكون دافعًا للبحث عن معاني أعمق وأهداف أكثر ارتباطًا بحياتنا الحقيقية.

-تعلم من الفناء

إحدى الطرق الفعّالة للتغلب على المماطلة هي مواجهة حقيقة الموت، إن إدراك أن حياتنا قد تنتهي في أي لحظة يمكن أن يكون حافزًا قويًا لعيش الحياة بشكل كامل واستغلال كل لحظة، العديد من الأشخاص الذين واجهوا تجارب قرب الموت أو تلقوا تشخيصات خطيرة أعادوا اكتشاف هدفهم في الحياة ووجدوا فرحًا جديدًا حتى في أبسط الأنشطة.


بدلاً من التركيز على تحقيق الكمال أو الوصول إلى رضا دائم، يجب أن نحتفي بالرحلة نفسها، الحياة ليست قائمة مهام يجب إنجازها، بل هي سلسلة من التجارب الغنية بالمتع الصغيرة والمفاجآت التي تضفي معنى على وجودنا.

-العودة إلى الشغف

في النهاية، يمكن أن يكون الحل في إعادة تصور الأولويات كفرص للاستمتاع والتعلم، وليس كواجبات ثقيلة، بالنسبة للكاتب، فإن العودة إلى العزف على البيانو ليست مجرد محاولة لتحقيق شغف قديم، بل هي إعادة اكتشاف للمتعة والجمال في اللحظة الحالية، العزف يصبح لعبة مليئة بالحرية والتنظيم في آنٍ واحد، وسبيلاً للتصالح مع الذات ومع الزمن.

الحياة قد تنتهي في أي لحظة، لذا فإن أفضل طريقة للتغلب على المماطلة هي أن نعيش كل يوم بتركيز وشغف، وأن نحتفل بكل خطوة صغيرة تقربنا من أهدافنا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك