تشهد تشييع نصر الله وصفي الدين.. ماذا نعرف عن مدينة كميل شمعون الرياضية؟ - بوابة الشروق
الأحد 23 فبراير 2025 5:52 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تشهد تشييع نصر الله وصفي الدين.. ماذا نعرف عن مدينة كميل شمعون الرياضية؟

محمد حسين
نشر في: الأحد 23 فبراير 2025 - 1:46 م | آخر تحديث: الأحد 23 فبراير 2025 - 1:46 م

احتشد آلاف من مناصري حزب الله اللبناني في شوارع بيروت منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، استعدادا للمشاركة في مراسم التشييع التاريخية التي يقيمها الحزب لأمينه العام الشهيد حسن نصر الله، والقيادي هاشم صفي الدين، الذي كان من المقرر أن يتولى الأمانة العامة للحزب الله إلا أن يد الاحتلال الإسرائيلي لم تمهله وأقدمت على اغتياله بعد أيام قليلة من مقتل حسن نصر الله.

ودعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مناصريه إلى "مشاركة واسعة" في المراسم، قائلا: "نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس".

- حضور دولي

وأحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية، بحضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران ودول أخرى.

- حماس: المشاركة وفاء لدماء الشهداء

دعت حركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى مشاركة جماهيرية واسعة في تشييع أمين عام حزب الله اللبناني السابق، حسن نصر الله، والقائد هاشم صفي الدين، في العاصمة بيروت.

وأكدت الحركة، في بيان رسمي، أن هذه المشاركة تأتي وفاءً لدماء الشهداء مشددة على استمرارها في نهج المقاومة حتى تحقيق "النصر القريب، وتحرير فلسطين، وطرد الاحتلال".

وأضافت أن التشييع يُجسّد العهد الذي قطعته المقاومة على نفسها في مواصلة مسيرة الشهداء، مشيرة إلى أن هذه المسيرة "سَطّرت واحدة من أعظم الملاحم في تاريخ المنطقة، حيث انتصر الدم، وانهزم الاحتلال والمستكبرون".

- إنا على العهد.. ما هي طقوس الوداع المرتقبة لنصر الله وصفي الدين؟

تعيش المدينة الرياضية في بيروت أجواءً مهيبة من الحزن والحداد، حيث ارتفعت صور ضخمة للشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، تحيط بها الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله التي ترفرف في أرجاء المكان، وسط هذه الأجواء، يتردد شعار "إنّا على العهد" ليجسد التزام الحزب العميق بمبادئه ونهجه، في تأكيدٍ على استمرار المسيرة التي أسسها نصر الله، والتي ما زالت تشكل حجر الأساس في حضور الحزب على الصعيدين المحلي والإقليمي.

وتعمل اللجنة العليا المشرفة على المراسم على تجهيز الموقع لاستيعاب الحشود الغفيرة المتوقع حضورها، حيث تم تركيب 6 شاشات ضخمة في زوايا الملعب المختلفة لضمان تغطية الحدث من كل الجوانب، وتقدّر اللجنة أن المدينة الرياضية، بسعتها الإجمالية البالغة 80 ألف شخص، ستشهد حضور عشرات الآلاف من المشيعين الذين سيتوزعون على مختلف المساحات المتاحة.

ووفقًا للترتيبات التنظيمية، سيخصص الجانب الأيمن من المدرجات للرجال بسعة تقارب 20 ألف شخص، بينما تم تخصيص الجانب الأيسر للسيدات ليستوعب حوالي 30 ألف مشيّعة، وعند امتلاء هذه المساحات، سيتم توجيه المشاركين إلى المناطق الإضافية، بما في ذلك مواقف السيارات، التي يتوقع أن تستوعب نحو 30 ألف شخص آخرين.

ويبدأ برنامج التشييع منذ الصباح الباكر، ومن المتوقع أن تبدأ الحشود بالتوافد اعتبارًا من الساعة التاسعة والنصف صباحًا، وسيتخلل الفعالية عددٌ من الطقوس الخاصة بالمناسبة، بتلاوة جماعية للقرآن الكريم، يليها عزف النشيد الوطني اللبناني ثم نشيد حزب الله، وعند اكتمال الحضور، سيتم إدخال نعشي الشهيدين في آلية خاصة ستجوب أرضية الملعب، وسط أجواء من الترقب والوداع الحاشد.

- تاريخ مدينة كميل شمعون.. مباريات الرياضة والسياسية

في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، تقف مدينة كميل شمعون الرياضية كواحدة من أكبر المنشآت الرياضية في البلاد، لكنها لم تكن مجرد ساحة للمباريات والبطولات، بل تحوّلت عبر العقود إلى مسرح لأحداث سياسية كبرى، عاكسةً تعقيدات المشهد اللبناني والتحولات الإقليمية.

افتُتحت المدينة الرياضية عام 1957 خلال عهد الرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون، وسُميت باسمه تخليدًا لدوره في تطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد.

كانت المنشأة الأكبر من نوعها في لبنان، بسعة تتجاوز 50 ألف متفرج، وصُممت لاستضافة الفعاليات الرياضية الوطنية والدولية، بما في ذلك مباريات كرة القدم والبطولات الكبرى.

إلا أن موقع المدينة في بيروت الجنوبية، القريب من الضاحية الجنوبية ذات الغالبية المؤيدة لحزب الله، جعلها على مر السنوات نقطة ساخنة للأحداث السياسية، خاصة مع تصاعد التوترات بين القوى اللبنانية المختلفة.

-الحرب الأهلية وتدمير المدينة

مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية "1975-1990"، تعرضت المدينة الرياضية لأضرار جسيمة بسبب المعارك، خاصة خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث استُخدمت كقاعدة عسكرية، ثم تحولت إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف، ما جعلها غير صالحة للاستعمال لعقود.

-إعادة الإعمار

في عام 1997، أُعيد افتتاح المدينة بعد إعادة إعمارها بتمويل من الحكومة اللبنانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، خلال عهد رئيس الوزراء الراحل الشهيد رفيق الحريري.

كانت إعادة الإعمار جزءًا من مشروع أوسع لإعادة إعمار بيروت بعد الحرب، لكن المدينة الرياضية لم تخرج من التجاذبات السياسية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك