يسأل بعض المسلمين أسئلة وجودية قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.

تستعرض"الشروق" لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، التي تتضمن أراء علماء المسلمين والأزهر الشريف والتراث الإسلامي.

نقدم لكم في الحلقة الرابعة والعشرين من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل ذهن المسلمين، وهو "ما شكل حور العين؟".

* ما شكل حور العين؟

يترد في اذهان المسلمين سؤال عن شكل حور العين، وهم نساء خلقها الله تعالى لإسعاد الرجال المؤمنين في الجنة.

ولم يرد وصف كامل عن شكل حور العين، طبقا لقوله تعالى عن الجنة: (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر).

وقد وصف الله عز وجل حور العين في القرآن الكريم في أكثر من موضع، بينها في سورة الواقعة: (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ).

قال السعدي رحمه الله أن حور تأتي من (الحوراء) وهي الانثى التي في عينها كحل، وحسن وبهاء، وفسر ان لفظ العِين يعني جمال الأعين وكبرها، وحسن العين في الأنثى من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.

وعن تفسير (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، يكون لونه من أحسن الألوان، وهن كاملات الأوصاف جميلات الصفات.

وفي وصف اخر لحور العين، قال تعالى في سورة الرحمن: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ )، وفسر ابن زيد الآية الكريمة بأنهن الياقوت في الصفاء، والمرجان في البياض.

وفي تفسير قوله تعالى في سورة الواقعة: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا)، قال سعيد بن جبير عن ابن عباس ان ع با تعني متحببات إلى أزواجهن فيما فسرها ابن عباس بالعواشق أزواجهن، واما عن تفسير (أَتْرَابا ) فقال الضحاك عن ابن عباس يعني ان الزوجان يكونان في سن واحدة (33) سنة.

وقال السدي ان (أترابا) تعني علو في الأخلاق فلا يكون بين نساء حور العين تباغض ولا تحاسد.

كما وصفهم الله تعالى في سورة الرحمن قائلا : (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) اي يجمعن المحاسن ظاهرا وباطنا خيرات الأخلاق حسناوات الوجوه.

ووصفهن الله بالطهارة فقال في سورة البقرة: ( وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )، وفسرها ابن القيم بانهن يطهرن من الحيض والبول والغائط وكل أذى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهن من الغيرة والأذى.

ووصفهن الله تعالى في سورة الرحمن فقال: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) وفسرها ابن القيم بأن حور العين تحب زوجها فقط ولا تنطر لغيره، كما فسر قوله (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) بأنهن ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن وقد قُصِرْن على أزواجهن فلا يردن سواهم.

* وصف حور العين في السنة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله (صلى) : (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة , قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض , لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين , يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن) رواه البخاري.

وعن أنس رضي الله عنه، إن رسول الله قال: (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري.

إلى اللقاء في الحلقة الخامسة والعشرين..