ــ «نيويورك تايمز»: المرشح الجمهورى فشل فى اختبار آخر لجاهزيته للقيادة.. ورؤيته للشرق الأوسط تعكس «جهله».. وحملة كلينتون تتهمه بالمناورة للتغطية على موقفه من المسلمين.. وجو بايدن: عرض عسكريينا للخطر
أثار خطاب المرشح الجمهورى لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، والذى عرض فيه سياسته الخارجية وخطته لمكافحة الإرهاب، أمس، ردود أفعال سلبية، إذ رأى كثيرون أنه عكس جهل الملياردير الأمريكى بشئون الشرق الأوسط والشئون الدولية عامة، بينما اتهمه آخرون بالمناورة للتغطية على توجهاته المعلنة سلفا إزاء المسلمين.
وكان ترامب قد تعهد فى خطته لمكافحة الحركة الجهادية العالمية بـ«اعتماد فورا سياسة هجرة جديدة»، مشيرا إلى أن القاسم المشترك بين الاعتداءات التى وقعت فى الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر 2001 هى «ضلوع مهاجرين أو أبناء مهاجرين فيها»، مؤكدا أنه سيفرض «تدابير تدقيق قصوى» فى خلفيات المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة فى حال فوزه بالرئاسة.
كما شدد على ضرورة فرض «تعليق مؤقت للهجرة من بعض المناطق الأخطر والأكثر اضطرابا فى العالم التى لديها تاريخ فى تصدير الإرهاب»، داعيا إلى «التدقيق فى خلفيات أى شخص لديه مواقف معادية حيال بلادنا أو مبادئها، أو يعتقد أن الشريعة يجب أن تحل محل القانون الأمريكى»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وسعى ترامب للظهور فى موقع الرجل القوى الممسك بالملف الأمنى بعدما اتهمه نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن بتعريض حياة الأمريكيين للخطر، متعهدا بالعمل مع حلف الناتو وحلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، لاسيما إسرائيل ومصر والأردن، ووعد بوضع حد لاستراتيجية «بناء الدول» التى قال إن إدارة الرئيس الحالى باراك أوباما تتبعها، كما رجح إمكانية التعاون مع روسيا ضد تنظيم «داعش».
من جانبها، انتقدت حملة كلينتون خطاب ترامب، مؤكدة أن أى برنامج يهدف إلى فرض اختبارات ايديولوجية على المهاجرين هو «مناورة». وقال جايك ساليفان مستشار كلينتون فى السياسة: «لا يمكن أخذ هذه (السياسة) المزعومة بجدية، مضيفا أنها «مناورة وقحة للإفلات من التدقيق فى اقتراحه المشين بحظر ديانة كاملة من بلادنا».
غير أن الهجوم الأشد على ترامب جاء من جو بايدن الذى أكد أن ترامب غير مؤهل لتولى الرئاسة واتهمه بتعريض حياة العسكريين الأمريكيين للخطر بتصريحاته. وقال بايدن: «لم يسبق فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن كان مرشح حزب كبير أقل اطلاعا أو أقل استعدادا من دونالد ترامب للتعاطى مع أمننا القومى».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن خطاب ترامب مثل فشلا فى اختبار آخر لجاهزيته للقيادة، مشيرة إلى أن تحليله لتهديد التطرف كان غير متماسك، كما لم تكن خطته لرد الفعل معقولة، ووصفت الخطاب بأنه «مجموعة من الأفكار المضطربة والعشوائية التى أظهرت فهما قليلا لصعود داعش وغالبا متعارض مع السجل التاريخى».
كما انتقدت الصحيفة، فى افتتاحيتها أمس، توجهاته ضد اللاجئين ومعاملتهم كقضية أمن قومى، مؤكدة أن ذلك يتعارض مع قيم التسامح والمساواة فى المعاملة، كما أكدت أن آراءه فى مجريات الأوضاع فى الشرق الأوسط تعكس إما «سوء فهم أو جهل».
الرأى نفسه شاركه الكاتب إيشان ثارور فى مقاله بصحيفة «واشنطن بوست»، والذى قال إن خطة ترامب ستجدى نفعا فى الشرق الأوسط فقط إذا لم يعيش أحد هناك، مشيرا إلى أن المرشح الجمهورى أظهر تجاهلا بحياة وطموحات الشعوب فى الشرق الأوسط.