جدل واسع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب إدانة ماكرون لأعمال العنف المستمرة التي تقوم بها إسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة ولبنان، إلى جانب عدم امتثالها للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.
ولكن كيف بدأ هذا السجال؟ وإلى أين وصل؟
* دعوة ماكرون لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل
قبل أيام قليلة، بدأت حالة من الشد والجذب بين الطرفين بعدما دعا ماكرون إلى وقف توريد الأسلحة لإسرائيل على خلفية استمرار هجماتها على جنوب لبنان، مستهدفة مناطق محسوبة على حزب الله.
وقد أفادت قوات الأمم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان بتعرضها مرارًا لإطلاق نار إسرائيلي، مما أدى إلى إصابة خمسة من عناصرها.
وأكد ماكرون أن "استهداف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من قبل القوات الإسرائيلية أمر غير مقبول على الإطلاق"، محذرًا من أن "فرنسا لن تتسامح مع المزيد من إطلاق النار" على قوات حفظ السلام في جنوب لبنان.
* نتنياهو يرد: أصدقاء إسرائيل يجب أن يدعموها
في رد سريع على تصريحات ماكرون، انتقد نتنياهو الدعوة لوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن "أصدقاء إسرائيل يجب أن يقفوا إلى جانبها، لا أن يفرضوا قيودًا قد تعزز من قوة محور الشر الإيراني".
وأوضح نتنياهو خلال اتصال هاتفي مع ماكرون أنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد مع حزب الله في لبنان، مشددًا على أن "إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويمنع حزب الله من إعادة تنظيم صفوفه وتسليحه".
* ماكرون: إسرائيل تأسست بقرار من الأمم المتحدة
بعد بضعة أيام، عاد ماكرون ليهاجم تصريحات نتنياهو، مشددًا على أن إسرائيل قد أُنشئت بقرار من الأمم المتحدة، وأنه "لا يجب على نتنياهو التنصل من قرارات المنظمة الدولية".
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الوزراء الفرنسي، حيث أشار ماكرون إلى أن "إسرائيل تأسست بقرار من الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية".
* نتنياهو: إسرائيل نشأت بالانتصار وليس بقرار أممي
ردا على تصريحات ماكرون، زعم نتنياهو أن "الانتصار في حرب الاستقلال عام 1948 هو الذي أسس دولة إسرائيل، وليس قرار الأمم المتحدة".
وأكد في بيان صادر عن مكتبه أن "إسرائيل لم تُنشأ بقرار من الأمم المتحدة، بل بدماء المقاتلين الأبطال الذين ناضلوا في حرب الاستقلال، بينهم ناجون من المحرقة".
وأشار نتنياهو أيضًا إلى أن الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات المناهضة لإسرائيل على مدار العقود الماضية، معتبرًا أنها تهدف إلى إنكار حق الدولة اليهودية في الوجود والدفاع عن نفسها.