اعتبر محللون فرنسيون أن الهدف الرئيسي لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الاجتياح الوشيك لمدينة رفح جنوب قطاع غزة هو تصفية القضية الفلسطينية موضحين أن "سحق المدينة" يشكل المرحلة الأخيرة من استراتيجية التصفية.
وقال أنييس ليفالوا نائب رئيس معهد أبحاث ودراسات البحر المتوسط المتخصص في شئون الشرق الأوسط، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم السبت، إن الهجوم على رفح واتهام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالتورط في هجوم 7 أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) يهدفان لتحقيق أهداف سياسية، مضيفا أن نتنياهو يهدف لتصفية القضية الفلسطينية من أجل مستقبله السياسي".
من جهته، قال جان بول شانيولود، مدير مجلة أبحاث دراسات البحر المتوسط إن تصريحات المسئولين الإسرائيليين، والاتهام المتطرف للأونروا، والهجوم البري الإسرائيلي الوشيك على رفح، يكشف الهدف الحقيقي لحكومة نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية".
* تصريحات إسرائيلية
ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي، فإن كل تصريحات المسئولين الإسرائيليين تؤكد رغبتهم في وضع حد، ليس فقط لحركة حماس، بل لسكان قطاع غزة، حتى لا يعودوا قادرين على العيش في القطاع.
وأشار شانيولود إلى تصريح نتنياهو في 3 نوفمبر الماضي، الذي قال فيه " إنها حرب بين أبناء النور وأبناء الظلام. ولن نتخلى عن مهمتنا حتى يتغلب النور على الظلام".
وكذلك ما قاله الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، في 12 أكتوبر "إنها أمة بأكملها هي المسؤولة، الخطاب حول المدنيين الذين لا يعرفون شيئا ولم يفعلوا شيئا كذب مطلق. …وسنقاتل حتى نكسر عمودهم الفقري"، على حد زعمه.
وكذلك دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، في 9 أكتوبر، لفرض حصاراً كاملاً على غزة. لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا وقود. كل شيء مغلق "، وتابع " من نقاتلهم هم حيوانات ونتصرف على هذا الأساس"، على حد زعمه.
وأوضح وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير في نوفمبر الماضي: "لكي نكون واضحين، عندما نقول إنه يجب تدمير حماس، فإن ذلك يشمل كل أولئك الذين يقدمون الدعم… يجب تدميرهم جميعًا أيضًا"، على حد زعمه.
بدوره، قال الجنرال الإسرائيلي جيورا آيلاند في 9 أكتوبر، علينا أن نجعل غزة غير صالحة للسكن: "ليس أمام إسرائيل خيار سوى جعل غزة مكانًا سيكون من المستحيل العيش فيه مؤقتًا، أو إلى الأبد"، على حد قوله.
* وضع مروع للفلسطينيين
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فقد تم تنفيذ هذه التصريحات، فيما أشار مسئول رفيع المستوى في الأمم المتحدة إلى أن "الوضع أصبح مروعًا بالنسبة للفلسطينيين الذين تم دفعهم إلى الجنوب ويعيشون في رعب مطلق".
وأضاف: إنهم "لا يزالون يتعرضون للقصف الإسرائيلي بلا هوادة، ويعانون من الحصار والدمار، ويحرمون من الأساسيات مثل الغذاء والماء والإمدادات الطبية الحيوية".