صناعة السلوك الحديدية أو التي يطلق عليها «الواير الحديد» مهنة قديمة لا يعرفها قطاع كبير من سكان الدلتا والوجه القبلي، لكنها مهنة يعمل بها أهالي المدن الساحلية المشهورة بالصيد حيث يقومون "بجدل" مخلفات السفن من الخيوط السميكة، وإعادة تصنيعها من جديد، واشهرها مدينة عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط.
محمد الصده، أحد صناع الواير الحديد في مدينة عزبة، قال في تصريحات خاصة « للشروق» إن مهنة جدل الواير الحديد، من المهن المهمة والمساعدة لمهنة الصيد، فلا يوجد مركب تسير إلا وتستخدم «الواير» فهي تخدم حوالي 1000 مركب صيد، من مجموع 1700 مركب متنوع، وتمثل 65% من أسطول الصيد في مصر.
وعن طبيعة عمله، يضيف: "يجب أن يكون واير الحديد المستخدم في الصيد متينا وقويا، ويعمل فيها رجال لديهم خبرات كبيرة في هذه الصناعة القديمة، وهي مهنة من أخطر المهن المساعدة في الصيد"، ونبه: "لابد أن تعمل طول الوقت بحذر تام، فأي خطأ تنطلق منه عيدان الحديد كالرصاص، في الوجه أو في الجسم، ودائما الله هو الحافظ".
ويتابع أحمد عبدالله أحد العاملين في مهنة صناعة الوايرات الحديدية، أن فكرة "جدل" الواير، تقوم على آلة يتم تدويرها يدويا في حالة "جدل" واير واحد، أما عندما يتم جدل أكثر من خيط حديدي لقاطرة" فيتم تدوير ماكينة تعمل بالجاز، وهي تدور في المرحلة الأخيرة فقط، باستخدام آلة حديدية، تسمي "السنابرة" يجرها رجلان وأحيانا ثلاثة، ويمر من بينها الأطراف الأربعة، وهي تستخدم لجدل ودمج الوايرات الحديدية الرفيعة، ليصبحوا في النهاية وايرا واحدا، أو "القاطرة" وتدور الوايرات الأربعة مع دوران الماكينة.
إلى هنا، يقول محمد معاطي أحد صناع مراكب الصيد، إن مراكب الصيد في عزبة البرج تنقسم إلى نوعين الأول يسمى "الجر" والثاني "السنار" وهذا "الواير" تستخدمه مراكب "الجر" في سحب أو "قطر" الشباك، عن طريق "طبلية" من الحديد أو الخشب، تربط بين المركب والشباك، وفى كل مركب «2 واير» من الجهتين، وكلما كان مكان الصيد عميقًا يتم استخدام واير أطول، يصل إلى 100 قامة (0.182 كيلومتر) ويزيد أحيانا، ومع ذلك تظل مهنة اعادة صناعة الوايرات الحديدية صناعة يجيدها أهالي عزبة البرج، تغنينا عن استيرادها، رغم خطورتها، ولكن هناك مراكب تفضل استخدام حبال من الحرير، مجدولة على خيط رفيع من الحديد، ويؤدي الهدف نفسه.