تراجعت مكانة الصين كأهم شريك تجاري لألمانيا، بينما حلت الولايات المتحدة في المرتبة الأول في الربع الأول من العام الجاري كما كان الحال خلال النصف الثاني من عام 2023.
وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن اليوم الجمعة أنه بسبب تراجع واردات ألمانيا من الصين احتلت الأخيرة المركز الثاني في قائمة أهم الدول الشريكة في التجارة الخارجية الألمانية في الفترة من يناير حتى مارس 2024.
وبحسب بيانات المكتب، انخفضت الواردات من الصين إلى ألمانيا بنسبة 7ر11% إلى 36 مليار يورو مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي. وانخفضت قيمة البضائع المصدرة من ألمانيا إلى الصين بنسبة 1ر1% إلى 24 مليار يورو. وكان حجم التجارة الخارجية مع الصين، البالغ 60 مليار يورو، أقل في هذا الربع من حجم التجارة مع الولايات المتحدة، الذي بلغ إجماليه 2ر63 مليار يورو.
وفي عام 2023 إجمالا، كانت الصين لا تزال متقدمة على الولايات المتحدة الأمريكية في القائمة بفارق ضئيل. وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري (الصادرات والواردات) بين ألمانيا والصين العام الماضي 1ر253 مليار يورو، بزيادة قدرها 7ر0% عن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وألمانيا (3ر252 مليار يورو).
ولا يستبعد الخبراء أن تفقد الصين مكانتها كأهم شريك تجاري لألمانيا لصالح الولايات المتحدة هذا العام، بعد تصدرها القائمة لثماني سنوات على التوالي.
وعزت وكالة التسويق "ألمانيا للتجارة والاستثمار" (GTAI) المملوكة للحكومة الألمانية هذا التطور في دراسة نشرتها مؤخرا إلى الضعف الاقتصادي الحالي في الصين في المقام الأول. وجاء في الدراسة: "يساهم في ذلك الأزمة العقارية، والمخاطر الجيوسياسية فيما يتعلق بالولايات المتحدة، والاستثمارات الصناعية الضعيفة". وأشارت الدراسة إلى أن شركات ألمانية أيضا حاولت تجنب الاعتماد على الصين في المشتريات.
ومع ذلك كانت الصين أهم مورد للسلع إلى ألمانيا في الربع الأول من عام 2024 بحصة تبلغ 9ر10% من جميع الواردات. وبوجه عام، استوردت ألمانيا بضائع بقيمة إجمالية قدرها 2ر3312 مليار يورو في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. وحلت هولندا في المرتبة الثانية من حيث الواردات (6ر7% من إجمالي الواردات)، تليها الولايات المتحدة (7%).
ووفقا للبيانات، جاءت 4ر85% من الأنظمة الكهروضوئية المستوردة إلى ألمانيا من الصين في الربع الأول، وكذلك 3ر86% من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، و5ر60% من الهواتف الذكية، و4ر45% من بطاريات أيونات الليثيوم. وتمثلت صادرات ألمانيا الرئيسية إلى الصين في السيارات وقطع غيارها والآلات.