أشادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الخميس، بتوصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أخيرا، لاتفاق ينهي نزاع استمر لمدة 17 عامًا بشأن دعم صناعة الطائرات، واعتبرته خطوة إيجابية نحو تعزيز التجارة بين الجانبين.
وقالت الصحيفة في افتتاحية عدد اليوم، والتي نشرتها على موقعها الإلكتروني، إن الاتفاق الذي أُبرم يوم أمس الأول يعكس حرص الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إنهاء الحروب التجارية التي أشعلها سلفه دونالد ترامب مع الحلفاء.
ورغم حقيقة أن نزاع المنافسة بين عملاقتي الطيران "إيرباص" و "بوينج" نشأ قبل تولي ترامب مهام منصبه، إلا أنه وصل إلى ذروته في عام 2019 عندما حكمت منظمة التجارة العالمية أخيرًا بشأن كيفية دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لقطاعات الطيران الخاصة بهما، ما مكّن كليهما من فرض رسوم جمركية تعجيزية أدت إلى استهداف مجموعة من المنتجات التي يصدرها كلاهما، بحسب الصحيفة، التي دعت إلى إيلاء اهتمام مماثل لصناعة الصلب والألمنيوم، التي استهدفها ترامب أيضا بحجة رعاية الأمن القومي، ما أدى إلى جولة جديدة من الرسوم الانتقامية.
وأشارت الصحيفة، في هذا الشأن، إلى أن واشنطن رفعت الرسوم الجمركية التي كانت مفروضة على المنتجات الكندية من الصلب والألمنيوم، إلا أنها مازالت تُطبق على الاتحاد الأوروبي، لذلك، اعتبرت أن إنشاء فريق عمل ثنائي لحل النزاعات التجارية بين الجانبين هي خطوة مُرحب بها.
وكانت واشنطن قد علّقت الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات البريطانية في إطار النزاع القضائي بين "بوينج" و"إيرباص" بعد أن تمكنت الحكومة البريطانية من انتزاع اتفاق من الإدارة الأمريكية الجديدة ينص على تعليق رسوم جمركية كان قد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منتجات بريطانية على غرار النبيذ الإسكتلندي، وذلك في إطار نزاع قضائي مزمن بين شركتي الطيران "إيرباص" و"بوينج".
وينص الاتفاق على تعليق الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر جميع الرسوم الجمركية المفروضة على الاستيراد المباشر لمنتجات بريطانية، في إطار نزاع مستمر منذ 16 عاما أمام منظمة التجارة الدولية، أصبح الأطول أمدا.
وبالنسبة لمصنعي شركات الطيران أنفسهم وسلاسل التوريد الخاصة بهم، أكدت الصحيفة أن الاتفاق الأخير يلغي تكاليف إضافية قُدرت بمليارات الدولارات كانت تتكبدها صناعة تضررت بشدة من وباء كورونا، وقالت: إن كلا من بوينج وإيرباص لديها عملاء "متناحرين" على طرفي المحيط الأطلسي، وفي حين أن التقاضي بينهما ما زال مستمراً، دعمت الصين شركة الطيران الوطني الخاصة بها "كوماك ، مع تأهب شركات الطيران المحلية لتقديم وتوصيل جميع المنتجات الدولية، بما تمثل هذه الأنباء ضربة لبوينج وإيرباص على حد سواء، حيث تعتمد كلاهما بشكل كبير على السوق الصينية.
واعتبرت "فاينانشيال تايمز" أنه من المنطقي اقتصاديًا وتكنولوجيًا أن يعمل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة معًا بدلا من العمل ضد بعضهما البعض، لاسيما في ظل تصاعد نجم المنافس الصيني.
وأشارت الصحيفة البريطانية - في ختام افتتاحيتها - إلى أن الولايات المتحدة كانت- في بيانها حول الصفقة - أكثر وضوحا للتأكيد على رغبتها في مواجهة طموحات الصين مما كان عليه الاتحاد الأوروبي، ليعكس ذلك إحجامًا أكبر من جانب الكتلة الأوروبية - كما ترى الولايات المتحدة - عن مواجهة الصين، وهي إحدى نقاط الخلاف المحتملة في ملف التقارب عبر الأطلسي، حيث أثار اتفاق استثمار أبرم بين الاتحاد الأوروبي وبكين في ديسمبر الماضي غضب واشنطن بشكل خاص.