تترقب الأسواق العالمية والبنوك المركزية غدا اجتماع الفيدرالي الأمريكي فيما تشير التوقعات بأن يطلق شارة البدء في خفض معدلات الفائدة بنحو 0.25%، ما ألقي بظلاله على الاسواق الناشئة التى شهدت ارتفاعا في التدفقات النقدية تصل إلى 30 مليار دولار خلال أغسطس الماضي، كما أن هناك توقعات تشير إلى أن خفض الفيدرالي للفائدة سيؤثر على الذهب سلبا ولكن على المدي القصير ليعاود الارتفاع ليحقق مستويات قياسية.

تخفيضات الفدرالي لمعدل الفائدة لن تكون عميقة

وتتوقع شركة بلاك روك الأمريكية ألا تكون تخفيضات الفيدرالي لمعدل الفائدة عميقة كما يتوقع سوق السندات بسبب مرونة الاقتصاد واستمرار التضخم العنيد، مشيرة إلى أن هناك ترجيحات بأن يتراوح الخفض ما بين 0.25% أو 0.5%.

وأضافت الشركة في تقرير، أن توقعات المتداولين تشير حالياً إلى خفض الفائدة بمقدار 120 نقطة أساس بنهاية هذا العام، وبنحو 250 نقطة أساس بنهاية 2025.

ومن شأن هذه التخفيضات أن تقلص معدل الفائدة إلى مستوى يتراوح بين 2.8% و2.9% بنهاية العام المقبل، مقارنة بمستويات تتراوح ما بين 5.25% إلى 5.5% في الوقت الحالي.

توقعات بانخفاض محدود في أسعار الذهب مع ترقب اجتماع البنك المركزي الامريكي

ويرى بنك "جولدمان ساكس" أن الذهب قد يتراجع بشكل طفيف على المدى القريب إذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط خلال اجتماع غدا الاربعاء، إلا أن المعدن الأصفر قد يعاود الارتفاع لاحقاً ليصل إلى مستويات قياسية، مدعوماً بزيادة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، حسب توقعاته.

وأشارت المحللتان لينا توماس ودان سترويفن في مذكرة إلى أن "خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي من المتوقع أن يعيد تدفق الاستثمارات الغربية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، وهو عامل كان غائباً بشكل كبير عن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب خلال العامين الماضيين".

وأضافت المذكرة أن البنك لا يزال متمسكاً بتوقعاته بارتفاع أسعار الذهب لتصل إلى 2700 دولار للأونصة مع بداية العام المقبل.

وأوضحت المحللتان: "بينما نتوقع تراجعاً طفيفاً في أسعار الذهب وسط توقعات الاقتصاديين بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإننا نتنبأ أيضاً بزيادة تدريجية في حيازات صناديق الاستثمار المتداولة، وبالتالي ارتفاع أسعار الذهب على المدى الطويل، مع استمرار دورة التيسير النقدي"، مشيرتين إلى أن "هذا الارتفاع لم يتم تسعيره بالكامل بعد، نظراً لزيادة حيازات صناديق الاستثمار المتداولة تدريجياً مع خفض الفائدة".

وارتفعت الحيازات العالمية في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالسبائك خلال الأشهر الأخيرة بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2019 في منتصف مايو، وفقاً لإحصاءات "بلومبرج". وعلى الرغم من الارتفاع المستمر في أسعار الذهب، إلا أن هذه الحيازات لا تزال أقل مما كانت عليه في بداية العام، وتُقدر بحوالي 25% أقل من الذروة التي سُجلت خلال جائحة كورونا في عام 2020.

وأضافت المحللتان: "بما أن صناديق الاستثمار المتداولة مدعومة بالسبائك، فإن التدفقات الداخلة "تقلل من المعروض المتاح من الذهب في السوق". واستقر سعر الذهب الفوري عند حوالي 2582 دولاراً للأونصة.

وصول التدفقات النقدية للأسواق الناشئة إلى 30 مليار دولار في أغسطس

كشفت بيانات صادرة عن معهد التمويل الدولي أن المستثمرين الأجانب ضخوا نحو 30.9 مليار دولار صافية في أسهم الأسواق الناشئة ومحافظ أدوات الدين في أغسطس الماضي مع استمرار الأسواق الاستعداد لخفض الفائدة الامريكية

وتشير البيانات إلى أن صناديق الدخل الثابت، باستثناء الصين، استحوذت على نحو 27.8 مليار دولار من التدفقات الداخلة، مع ضخ 1.4 مليار دولار إلى السندات الصينية. وبلغ صافي التدفقات إلى الأسهم نحو 1.7 مليار دولار على الرغم من تدفق 1.5 مليار دولار خارج الأسهم الصينية.

ويبلغ صافي الإجمالي الشهري للتدفقات نحو 30.9 مليار دولار مقارنة بنحو 37.4 مليار دولار في يوليو .

وقال الخبير الاقتصادي في معهد التمويل الدولي، جوناثان فورتون، «نرى في المستقبل أن تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي ستساعد على رفع مستوى تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة".

وخلال العام الحالي، ضخ الأجانب نحو 186.5 مليار دولار صافياً في محافظهم في الأسواق الناشئة، حيث ذهب صافي 162.5 مليار دولار إلى سوق السندات.