السفير الروسي بالقاهرة: مجموعة البريكس تلقت 30 طلبا من دول مختلفة للانضمام إلى التكتل - بوابة الشروق
الجمعة 18 أكتوبر 2024 1:05 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السفير الروسي بالقاهرة: مجموعة البريكس تلقت 30 طلبا من دول مختلفة للانضمام إلى التكتل

تصوير: مجدى ابراهيم
تصوير: مجدى ابراهيم
سارة حمزة
نشر في: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 9:52 م | آخر تحديث: الخميس 17 أكتوبر 2024 - 10:54 م

محمد بدر الدين: الرسالة المهمة الواجب على دول البريكس أخذها في الاعتبار ألا تشارك في لعبة الغرب

‎عماد الدين حسين: هناك تباين شديد بين دول مجموعة البريكس واتمني وجود قاسم مشترك حقيقي

‎عماد الدين حسين: أتمنى أن تساهم بريكس في خلق عالم أكثر عدلا

خالد عكاشة: تجمع البريكس لا يتواجد في المناطق الساخنة على المستوى الدولي

مدحت نافع: النمو الاقتصادي المتوقع لمجموعة البريكس القائد للنمو الاقتصادي العالمي

 

عقد مركز الدراسات العربية الأوراسية، اليوم الخميس، بالتعاون مع البيت الروسي بالقاهرة ندوة بعنوان "مستقبل مجموعة البريكس+" وسط المتغيرات الدولية الراهنة.
وشارك في الندوة السفير الروسي بالقاهرة جيورجي بوريسينكو، والسفير محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية السابق، وخالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، ومدحت نافع أستاذ الاقتصاد بجامعة النيل، وأدار الندوة عمرو عبد الحميد، مدير مركز الدراسات العربية الأوراسية.

وقال السفير الروسي بالقاهرة جيورجي بوريسينكو، إن "مجموعة البريكس"، تلقت 30 طلبا من دول للانضمام إلى التكتل، موضحا أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لمناقشة دخولهم للتكتل، ولكن يجري مناقشات وجودهم كشركاء.

وأوضح أن البريكس وضع آلية جديدة لمحاسبة الدول وجري مناقشتها خلال الأسبوع الماضي، بحضور وزراء المالية ومحافظين البنوك المركزية، والذين كان من ضمنهم وزير المالية المصري، أحمد كجوك، ومحافظ المركزي المصري، حسن عبد الله، مشيرًا إلى أن تلك الآلية ستكون على رأس جدول أعمال القمة المقررة انعقادها يوم 22 من أكتوبر الجاري.

*الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة البريكس


وأضاف بوريسينكو، أن الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة البريكس يتخطى الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة السبع، لافتًا إلى أن المجموعة تهدف لوضع آليات اقتصادية جديدة غير الذي يسيطر عليها الدولار والتي أصبحت غير فعالة، لافتًا إلى أن أمريكا حجبت 500 مليار دولار للروس لوجود خلافات معهم؛ لذا يجب وضع نظم وآليات مختلفة لتجنب ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية في كل من يختلف معها.

*خلل النظام القطبي الأحادي


من جانبه قال السفير محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية السابق، إن النظام الدولي الراهن تحول من نظام ثنائي القطب ومن بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي إلى نظام قطبي أحادي، لافتًا إلى أنه نظام مختل بالأصل في أشياء كثيرة من الناحية الاقتصادية لأنه تصب في صالح الغرب بشكل محدد، موضحًا أنه مختل أيضا لأن الإيجابيات التي مثلتها الأمم المتحدة يتم عرقلتها بسب مجلس الأمن وعدم القدرة على حفظ السلم والأمن العام.

وأضاف بدر الدين، أن فكرة عدم الانحياز موجودة في العقد السياسي المصري، وليس فقط من عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولكنها موجودة منذ الحرب العالمية الثانية عندما قررت مصر الحياد، وأن العقل السياسي المصري يؤمن بأن مصلحة مصر الوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى الدولية والاحتفاظ بالعلاقات الإيجابية، مشيرًا إلى أنه لم يحدث أن مصر تمكنت من تنويع مصادر السلاح إلا في العقد الأخير إذ بدأت في تنوع تسليحها من روسيا والولايات المتحدة، ومن فرنسا ومن دول أخري، ولأول مرة يتم تنفيذ ما يريده العقل السياسي المصري في العلاقة بالقوى الدولية.

وأكد بدر الدين أن هناك مخاطر دولية كبرى تواجه العالم، أهمها التغير المناخي، إذ يبدو أن الآليات الدولية القائمة لا تتيح التنبؤ بما سيحدث في ذلك الملف وحتى دول البريكس لديها إشكالية في ذلك الأمر.

ويري بدر الدين، من الرسائل المهمة التي يجب على دول البريكس أخذها في الاعتبار، ألا تشارك في "لعبة الغرب"، ولكن المشاركة في عالم أكثر عدالة، مؤكدا ضرورة تبني قضية التغير المناخي، ويجب على المجموعة أن يكون لديها رسالة واضحة وفكر وليس فقط تغير قيادة العالم لأن المسألة أكبر من ذلك، متابعًا: "البشرية في خطر حقيقي لهذا يجب أن تكون هناك رسالة متكاملة وأن العدالة الاقتصادية والعدالة الإنسانية بحاجة إلى نظرة شاملة".

*التوازن والعدالة في النظام الدولي


بدوره قال خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن حديث السفير الروسي على رغبة 30 دولة للانضمام لدول البريكس يعكس طموحات دول عديدة على مستوى العالم، وأن مجموعة البريكس قادرة على إحداث فارق حقيقي، متابعًا: "لقد تابعنا من قبل حجم الاحتفاء المصري من الرأي العام ومؤسسات الدولة المختلفة عندما تم الإعلان على انضمام مصر إلى التكتل".

وأضاف عكاشة، أن تلك الطموحات التي وضعت في عهدة مجموعة البريكس وبالأخص روسيا والصين بصفتهم أكبر دولتين في المجموعة من الممكن أن تعيد للنظام العالمي بعض من التوزان والعدالة.

ويري عكاشة، أن هناك تأكيدًا طوال الوقت على أن البريكس تجمع اقتصادي، وليس تجمع سياسي والحديث عن القضايا السياسية مؤجل على الرغم أن الدول التي هرعت للانضمام للبريكس كان لديها أهداف سياسة.

وأشار إلى تخلف تجمع البريكس على التواجد في المناطق الساخنة على المستوى الدولي والاحتماء بأنه تكتل اقتصادي، وأن لكل دولة رؤيتها ومصالحها واعتباراتها الخاصة، ويرى أن إيقاع الدول الرئيسية للتكتل أبطا مما يجري على مستوى العالم بالإضافة إلى المصالح الفردية المباشرة لكل دولة من دول الأعضاء على حدة، وتباين في المواقف ما بين الدول الكبرى للتكتل في اقتحام المناطق الساخنة.

وأضاف أنه منذ ما يقرب من عام كامل لم أري من البريكس أي طرح لرؤية أو خروج تصريح واحد حول استشهاد 50 ألف فلسطيني و2500 لبناني خلال الأيام القليلة الماضية، متابعًا: "كل ذلك وسط دولة تدعي بتغير منظومة الأمن بالشرق الأوسط بالكامل على الرغم من وجود دول كبرى بالمجموعة وأعضاء بمجلس الأمن"، موضحا أن المعادلات والترتيبات الأمنية قريبة الصلة بالاقتصاد، وأن الحديث الجاري في الشرق الأوسط الآن عن صياغة أمن إقليمي جديد.

فيما عقب السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو، على حديث عكاشة قائلا: "فيما يخص ما يحدث بالشرق الأوسط، طالبت روسيا بصفتها عضو مجلس الأمن خلال يومي 9 و10 أكتوبر من عام الماضي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، كما قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن فيما يخص تلك المسألة ولكن تم محاصرة تلك القرارات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق الفيتو".

*العلامات الفارقة في تاريخ تجمع البريكس


من جهته قال مدحت نافع، أستاذ الاقتصاد بجامعة النيل، إن تجمع البريكس في تطويره رسالة نستطيع الانطلاق من خلالها من الماضي إلى استشراق المستقبل، ففي عام 2001، العام الفارق عند إطلاق مصطلح البريكس لأول مرة شهدنا أحداث فارقة أيضا عندما تم تفجير برجي التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2006، وبانضمام جنوب إفريقيا تم التمهيد للقمة الأولي للتجمع في عام 2008، كان بمثابة علامة فارقة نتيجة الأزمة المالية العالمية وسياسات التيسير الكمي التي تبنتها البنوك المركزية حينها.

وأضاف: "شهدنا بعد ذلك مراحل تتطور المجموعة وأطلاق الصين لمبادرة الحزام والطريق من خلال فعاليات القمة التاسعة وأقررها في دستور الحزب الحكام بالصين".

وتابع: "تجمع بريكس يضم 45% من حجم سكان العالم مقارنة بـ10% فقط من سكان العالم لمجموعة السبع الاقتصادية، ونحو 25% من التجارة العالمية مقابل 40% من مجموعة السبع، أما الناتج المحلي الإجمالي وفقا للقيمة الاسمية أقل من مجموعة السبع فيمثل 30% مقابل 43% لمجموعة السبع ولكن مع القوي الشرائية يتخطى الناتج المحلي لمجموعة السبع، كما أن دول تجمع البريكس تستحوذ على 40% من إنتاج النفط مقابل 10%".
ويري نافع أن النمو الاقتصادي المتوقع للمجموعة هو القائد للنمو الاقتصادي العالمي وليس لمجموعة السبع.

*المساواة بين جميع الدول


فيما قال عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إنه في منتصف التسعينات من القرن الماضي أعطت منظمة التجارة العالمية للدول التي انضمت حديثا لها فترة للتكيف والاستعداد وبعد مدة زمنية تقارب الأربع أعوام أبلغتهم بأنها الفترة المجانية، مؤكدًا أنه يجب على جميع الدول أن تتساوي بمعنى أن مساواة الولايات المتحدة وهي أكبر دولة بالعالم مع بوركينا فاسو.

*استثمارات حقيقة تعود بالنفع على الدول


ويري عماد الدين حسين، أن هذا النموذج يتكرر الآن مع البريكس فالمجموعة تضم الصين التي يصل إجمالي الناتج المحلي إلى 18 تريليون دولار، وإثيوبيا التي يصل إجمالي ناتجها المحلي إلى 156 مليار دولار ما يخلق تفاوتًا كبيرًا في الإمكانيات الاقتصادية؛ لذا السؤال المطروح ما هي إمكانية مساعدة تلك الدول لبعضها؟، مشيرا إلى المساعدة ليست من خلال التمويلات والمنح ولكن من خلال استثمار حقيقي يعود بالنفع على الدول المختلفة.

وأشار إلى أنه عندما تم انضمام مصر للبريكس، كان هناك اعتقاد لدي البعض أنهم سيحصلون على مبالغ نقدية بمجرد انضمامهم للتكتل، ومن المفارقات أنه في العام الذي انضمت مصر للدول البريكس شهدت أزمة اقتصادية صعبة جدا نتيجة ظروف كثيرة خاصة في أول 3 أشهر من الانضمام حتى تنفيذ صفقة رأس الحكمة.

*مصر من الدول المؤسسة لسياسة عدم الانحياز


ويري أن دوافع كل دولة في المجموعة مختلفة تماما عن الدول الأخرى، فالصين لديها تنافس مع الولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي ولديها رغبة على أن تكون الدولة الأولي اقتصاديا وتتصدر الأسواق، لكن روسيا لديها رغبة سياسة أكثر من الرغبة الاقتصادية وباقي الدول لديها آمال اقتصادية، مشيرا إلى أن رغبة مصر الأساسية هي اقتصادية وهناك سياسية أيضا، مشددًا على أن مصر من الدول المؤسسة لسياسة عدم الانحياز، وتتمني وجود نظام عالمي عادل بالفعل.

وأشار رئيس تحرير جريدة الشروق، إلى أن هناك تباينًا شديدًا بين دول مجموعة البريكس ولا يوجد قاسم مشترك حقيقي حتى الآن، فالهند كانت لديها تحمس كبير في البداية، ولكن هناك ضغط من الولايات المتحدة لكي تبتعد عن البريكس، وروسيا تريد أن يكون لها منصة سياسة خاصة بعد الحصار المفروض عليها من دول الغرب وذلك حقها الطبيعي، كما أن الأرجنتين انسحبت بعد فوز مرشح اليمين المتشدد بالانتخابات الرئاسية، هذه غير الخلافات والصراعات بين مصر واثيوبيا بشأن مياه النيل.

وتابع: "السؤال المطروح هل بإمكان البريكس أو تحديدا الصين وروسيا كسر لتلك التناقضات ما بين الدول المختلفة؟، وبالتالي لا توجد إرادة سياسة لوجود رؤية مشتركة بين هذه الدول، ولا يوجد تعاون على سبيل المثال في مجالات مختلفة، وفي اعتقادي أن دول مثل روسيا والصين تبحث عن وجود سياسي، وهناك دول أخرى تبحث عن الوجود الاقتصادي، والحديث عن أن مجموعة البريكس موقفها غائب عما يجري في غزة ولبنان، لكن هل يوجد موقف واضح للدول أعضاء المجموعة متفقون على سياسة محددة بما يجري في غزة ولبنان؟، وكمصري أتمنى أن البريكس تخلق توازنًا عادلًا في العالم، خاصة وأن مصر لا تريد نوع من الاستقطاب السياسي".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك