كشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، أراد قبل نحو عام من بدء الحرب الروسية الأوكرانيةالتخلص من دبابات "تشالنجر 2" البريطانية التي ترسلها لندن إلى أوكرانيا حاليا، وذلك لاعتقاده أن تلك الدبابات فقدت صلاحيتها في ساحة المعركة.

وأفادت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن جونسون اقترح التخلي عن أسطول دبابات "تشالنجر 2" بدعوى أن عمرها الافتراضي انتهى، وذلك خلال مراجعة الحكومة المتكاملة للأمن والدفاع لعام 2021، ولم يتراجع عن تنفيذ ذلك إلا بعد ضغوط شديدة من قادة الجيش، وفقا لمصادر عسكرية بريطانية.

وأقرت مصادر بريطانية بوجود خلافات في الرأي بشأن الدبابات خلال المراجعة المتكاملة، وقال أحد المسؤولين: "لسنا جميعًا مؤيدين أن الدبابات "انتهت".

وقال ضابط بريطاني مطلع على المناقشات في ذلك الوقت: "كان علينا أن نقاتل بضراوة للاحتفاظ بأي معدات قتالية في الجيش"، مضيفا أن جونسون والعديد من مستشاريه كانوا مقتنعين بأن هذا النوع من الدبابات لم تعد ذات صلة بالحرب الحديثة.

في المقابل، نفى متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تلك المسألة، قائلا: "الأمر غير صحيح، لم يؤيد جونسون التخلي عن دبابات تشالنجر".

وأفادت "إندبندنت" بأن ثمة إجماع واسع النطاق بين حلفاء أوكرانيا الغربيين على أن كييف بحاجة ماسة للدبابات الحديثة، وذلك في ظل استعداد روسيا للمرحلة التالية من الحرب التي بدأت في فبراير من العام الماضي.

وأعلنت بريطانيا، الأسبوع الماضي، أنها سترسل إلى أوكرانيا 12 دبابة من طراز "تشالنجر 2"، ويتوقع أن تزودها ألمانيا أيضا بدبابات "ليوبارد 2"، استعدادا للقتال على نطاق واسع والذي من المتوقع أن يستأنف بمجرد انتهاء فصل الشتاء.

وتم تطوير "تشالنجر 2" في الأصل عام 1986 لتحل محل دبابة القتال الرئيسية "تشالنجر 1"، ودخلت الخدمة في عام 1993، وجرى استخدامها في البوسنة والهرسك وكوسوفو والعراق.

وشن جونسون، المؤيد القوي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حملة من أجل زيادة كبيرة في الأسلحة الغربية الحديثة المقدمة لكييف، وقال أمام مجلس العموم مؤخرًا: "أن الإمدادات البريطانية والأمريكية وغيرها من المعدات الغربية كانت حيوية للغاية في مساعدة أصدقائنا الأوكرانيين على حماية أنفسهم من الهجمات الروسية المستمرة".

وأشارت "إندبندنت" إلى أنه يُعتقد أن جونسون يخطط لزيارة أوكرانيا، لافته إلى أنه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بعد دعمه القوي لكييف عندما كان رئيسًا للوزراء.

ونقلت عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين بريطانيين (لم تسمهم) القول إن "وجوده هناك سيقوض سلطة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك".