الصيد الجائر يضرب موسم صيد الطيور المهاجرة في الشرقية.. وصيادون: صيد الشباك يُهدد البط بالانقراض - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 2:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصيد الجائر يضرب موسم صيد الطيور المهاجرة في الشرقية.. وصيادون: صيد الشباك يُهدد البط بالانقراض

فاطمة الديب
نشر في: الخميس 18 يناير 2024 - 9:52 م | آخر تحديث: الخميس 18 يناير 2024 - 9:52 م
صيادون في الشرقية يكشفون لـ «الشروق» أسباب انقراض البط خلال السنوات المقبلة
أسباب انقراض البط المهاجر إلى محافظة الشرقية

تمتلك محافظة الشرقية 3 برك طبيعية تُعد الأكثر تميزًا وتفردًا بين محافظات الجمهورية للصيد، وهي «عنان» و«أكياد» بمركز فاقوس و«النصر» بمركز الحسينية، لكن بركة النصر بمركز الحسينية تعد أهم تلك البرك الثلاث لما لها من طبيعة مختلفة تلجأ إليها الطيور المهاجرة والنادرة الوافدة من أوروبا هربًا من موجات الصقيع، وقلة الغذاء هناك، ما يجعل المكان بيئة خصبة ومثالية لصيد الطيور المهاجرة بوجه عام، والبط على وجه الخصوص.

ويبدأ موسم صيد ومراقبة الطيور المهاجرة في محافظة الشرقية مع بداية الشهر الأخير من كل عام، حيث يلجأ محبي هواية الصيد إلى مركز الحسينية حيث بركة «النصر» أحد أهم المحطات الأساسية في مراقبة وصيد الطيور المهاجرة، والتي تبلغ مساحتها نحو 1741 فدانًا، يراقبون وينتظرون الأوقات المثالية للصيد، والتي عادةً ما تكون مع أول خيوط فجر اليوم الجديد.

ويقول محمد ندا المشرف العام على بركة النصر، إن النادي يستأجر البرك في محافظة الشرقية خلال موسم الصيد، الذي يبدأ في شهر ديسمبر من كل عام ويستمر حتى شهر مارس، لافتًا إلى أن استمرارية ووضعية الصيد مرتبطة بشكل وثيق بالطيور وكميتها في البركة، قبل أن يشير إلى أن الطيور تأتي إلى محافظة الشرقية مهاجرة من أوروبا بسب الصقيع والجو غير المناسب هناك في فصل الشتاء وعدم وجود التغذية الكافية لها.

وأضاف ندا، في تصريحات لـ«الشروق»، أنه يتم تجهيز البرك الثلاث في المحافظة، التي تُعد بمثابة محطات الطيور النادرة والوافدة من أوروبا من حيث منسوب المياه المناسب في البرك، والذي يتراوح بين 40 إلى 50 سنتيمترًا، فضلًا عن أنواع معينة من الأعلاف التي تتغذى عليها الطيور.

وأكد المشرف العام على بركة النصر، أن النادي له استراحات خاصة ومجهزة للصيادين بجوار البرك، مضيفًا: "بينزل فيها الصيادين من يوم الخميس على أن يبدا الصيد فجر الجمعة، ويستمر ذلك حتى نهاية موسم الصيد الذي يصل إلى نحو 4 أشهر".

وأوضح أن نادي الصيد مستأجر البرك لأجل أعضاء النادي هواة الصيد ومرخصي السلاح، موضحًا أن الصيد يتم باستخدام طلقات الخرطوش المصرح بها للصيد، مشيرًا إلى أن موسم الهجرة بات مختلفًا عما مضى بسبب التغيرات المناخية.

في السياق ذاته، يرى العميد أحمد خيري، نائب المدير التنفيذي للرماية في نادي الصيد بمنطقة الدقي، إن الصيد حاليًا يختلف بصورة كبيرة عن الصيد وقت ذروة انتشار جائحة أنفلونزا الطيور، قائلًا: "كنا وقتها بنصطاد البط ونتعاون مع وزارة البيئة اللي كانوا بياخدوا عينات يحللوها علشان نتأكد من عدم نقل العدوى، قبل أن يوضح أن الموسم الحالي غير مبشرًا على الإطلاق: موسم ضعيف وغير مبشر بقى لنا 6 جمعات بنصطاد وما حققناش غير 1000 بطة، ووقت الهجرة الأرقام اللي بنقدر نحكم عليها هي اللي بتكون في أول الموسم، والأسبوع اللي فات ما اصطدناش ولا بطة".

وأردف: "تراجع موسم الصيد بسبب التغيرات المناخية اللي ما بقيتش زي الأول، والصيد الجائر بالشباك ناحية سهل الطين واللي بيستخدموا الشباك والعربيات بيصطادوا 2000 بطة، ودول بيصطادوا للتعايش ويبيعوا اللي اصطادوه، لكن احنا بنصطاد بالوحدة، وصيد الشبك دا سبب من أهم أسباب تراجع الموسم بخلاف إنه صيد غير مصرح بيه وفي الآخر بيضر البيئة لأن البطة لما بترجع بلدها بتبيض 12 بيضة وبترجع تيجي الأماكن اللي متعودة عليها، والصيد بالشبك بيهدد البط بالانقراض، لأنه بيصطاد أعداد كبيرة".

من جانبها أكدت الدكتورة رشا حسن، مديرة التراث الحضاري بمحافظة الشرقية، أن بركة النصر بمساحتها الواسعة التي تصل إلى 1741 فدانًا، تتميز بتاريخ عريق في صيد الطيور الذي بدأ منذ 60 عامًا، حيث بدأ النادي استئجار بركة النصر عام 1962، وتوقف الصيد بها عام 1967 بسب ظروف العدوان على مصر، قبل أن يعود من جديد عقب انتصارات السادس من أكتوبر عام 1973.

وأضافت رشا، في تصريحات لـ«الشروق»، أن البركة تستقبل هواة الصيد ومراقبة الطيور المهاجرة من المصريين والأجانب، حيث تم تسجيل 160 شخصًا من هواة الصيد للموسم الحالي 2023 – 2024، لافتةً إلى أن نادي الصيد يعتبر النادي الوحيد الذي استحوذ على برك الصيد بالإيجار على مدار 80 عامًا، منهم 60 عامًا في محافظة الشرقية، حيث تم تنفيذ المشروع التنموي ببركة النصر عبر إنشاء الاستراحات والملاعب لممارسة الأنشطة الرياضية ونشاط صيد الطيور.

وأشارت مديرة التراث الحضاري في محافظة الشرقية، إلى أن مساهمة نادي الصيد مع وزارة البيئة في جمع عينات من الطيور المهاجرة لمكافحة ودراسة مرض أنفلونزا الطيور، والتنبؤ بأية أمراض قد تصل إلينا عن طريق الطيور المهاجرة.

وأشارت إلى أن بركة النصر تضم من 25 إلى 30 لبدة صيد، حيث يبدأ موسم الصيد في شهر ديسمبر ويستمر الصيد حتى نهاية فصل الخريف، حيث تصل إلى المحافظة العديد من أنواع البط المهاجر مثل الشرشير والبلبول والخضاري والحمري، وغيرها، وتعتبر بركتي النصر وأكياد من أهم ملاجئ تلك الأنواع.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك