تمسكت بتقديم الفيلم دون النظر لأى أبعاد أخرى فى شباك التذاكر
العمل مع حيوان صعب للغاية.. وتدربت مع الكلب 3 شهور ونصف
الخوف من التجارب ليس فى قاموسى.. وأريد أن أقدم عملا يترك تأثيرا فى الناس
أنتظر عرض مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» فى رمضان وفيلم «سيكو سيكو» ينافس بعيد الفطر
يخوض الفنان الشاب عصام عمر تجربة جديدة فى عالم السينما، من خلال فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، وهى أولى تجاربه السينمائية، فهو يقدم الشخصية الرئيسية فى العمل، ويجسد دور شاب يدعى «حسن»، وهو فى الثلاثينيات من عمره، ويعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد «رامبو» من مصير مجهول بعدما تورط فى حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مُطاردًا من قبل جاره وجميع أهالى الحى، وتتصاعد الأحداث.
ويكشف عصام عمر لـ«الشروق»، كواليس تجربته فى العمل، والصعوبات التى واجهته، كما تحدث عن فكرة المنافسة فى السينما، كما عبر عن سر استمراره فى الترويج للمقاطعة، كما تحدث عن الحلم الذى يريد أن يحققه فى مشواره الفنى.
يقول الفنان عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، عرض عليه قبل تقديمه لمسلسل «بالطو»، الذى حقق نجاحا كبيرا فى العام قبل الماضى، وعندما قرأ سيناريو العمل أعجب به وتمسك بتقديم الفيلم، دون النظر لأى أبعاد أخرى فى شباك التذاكر، فهو تعلق بهذه القصة بين الإنسان وكلبه بغض النظر عن نتائجها، كما أن العمل يصلح للعرض فى أى وقت، فهو يعلم جيدا أن الجمهور دائما ينتظر أفلام الأكشن والكوميديا، بالإضافة إلى التصنيفات المستمرة للأفلام، ولكن إذا اعتبر الناس فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» فيلم مهرجانات فلا مانع من ذلك، لكنه يرى أن هذا الفيلم سيظل خالدا فى الأذهان، ولا يشاهده مرة واحدة فقط، وهذه وجهة نظره من قبل عرضه فى المهرجانات العالمية، أو يشيد الناس به بعد عرضه فى السينما المصرية.
< ما الصعوبات التى واجهتك فى الفيلم؟
ــــ الفيلم ملىء بالصعوبات، فأنا أخذت فترة تدريب مع الكلب 3 شهور ونصف تقريبا، لكى يتعود الكلب على تواجدى معه قبل التصوير، وبعد ذلك بدأنا فى التدريب على مشاهد بعينها، حتى يستوعب الكلب المشاهد.
< هل كان هناك مواقف طريفة فى الكواليس مع الكلب رامبو؟
ـــــ أنا وصلت لدرجة مع الكلب رامبو أنه كان يسمع كلامى أكثر من مدربيه، وفى أحد المواقف طلبت منه الجلوس فى مكان، ومدربه كان ينادى عليه فلم يتحرك، فمدربه طلب منى عدم الحضور عدة أيام، لأنهم كانوا فقدوا السيطرة على الكلب، وبدأ يسمع كلامى عنهم، الكلب وصل لمرحلة أنه تعلق بى وهذا أمر خطير، فلابد من وجود شخص مسيطر على الكلب فى اللوكيشن، وتدريبى مع الكلب ودرجة السيطرة عليه أخذت منى مجهودا كبيرا.
< ألم تقلق من فكرة تقديم فيلم رامبو بعد نجاح مسلسل بالطو خصوصا أن القصة مختلفة؟
ــــ لا إطلاقا؛ فالجمهور لا يصنف الفنان من نفسه، ولكن يصنف الفنان من الأعمال التى يقدمها له، فأنا بعد مسلسل بالطو كنت أريد تقديم أعمال مختلفة، وإذا تعود الجمهور على نوع محدد من الأعمال مثل الكوميديا أو الدراما من ممثل وأراد أن يخرج من هذه العباءة سيغضب الجمهور منه، لكنى ما زلت فى البداية وأحاول أن أقدم شيئا مختلفا فى كل عمل أقدمه للجمهور، وكان الأستاذ الراحل أحمد زكى يقول (فيلم ليك وفيلم للناس)، وأنا أعتبر فيلم رامبو ليس عملا خاصا بى فقط، ولكن من يشاهده سيشعر بالراحة وأن الفيلم سيظل خالدا فى الأذهان، ولو هناك سيناريو جيد ما الذى يمنعنى من تقديمه، «مجربش ليه؟ هخاف من إيه؟»، فأنا لا أخشى شباك التذاكر، ولا تشغلنى الإيرادات الضخمة.
< لهذه الدرجة لا تفكر فى الإيرادات..؟
- كله على الله، أنا أفكر فى تقديم عمل أكون مقتنع به، دون النظر لأى شىء آخر، أريد أن أقدم عملا جيدا للناس وأكون مقتنعا به، أريد أن أترك فكرة تؤثر فى الناس بعد رحيلى، وهذا فى نظرى أهم من تحقيق الأرقام، وهذا أفضل من أن تقدم فيلمين يحققان ملايين ولا يتذكرهم أحد بعد ذلك، فأنا أجرب تقديم أنواع مختلفة اليوم، ولا يوجد ما يستدعى الخوف، وإذا فكرت فى فكرة وقت عرض الفيلم أو شباك التذاكر لن أقدم شيئا، فأنا أريد أن أقدم شيئا أحبه، وشخصية «حسن» التى ألعبها فى فيلم رامبو مختلفة تماما عن شخصية دكتور عاطف التى قدمتها فى مسلسل بالطو تماما.
< ما سر حماسك فى دخول مشاريع مع مؤلفين ومخرجين شباب مثلك؟
ــــ فى هذه التجارب أكون فائزا، لأننى أشترك مع مؤلف جديد ومخرج جديد وهذا الأمر أكتسب منه التنوع والاختلاف، من أجل تقديم منتج جيد للجمهور، لأننى كإنسان مهما كنت محددا فى خطواتى ما زال تفكير عقل واحد، وإذا اجتمعت مع آخرين فى عمل يتم دمج الأفكار جميعها لينتج منهم فكرة جيدة، وأهم شىء أن تتذكر دائما أن العمل الفنى هو عمل جماعى، وأنا اليوم أعمل مع المخرج خالد منصور، هو مخرج جيد، ولديه طريقة مختلفة فى الحكى، فما الذى يمنعنى من خوض التجربة معه وأكتشف طريقته الجديدة فى العمل، فالخوف من التجارب ليس فى قاموسى، فأنا ممثل جديد ولابد من أن أعمل مع كل الناس فى الصناعة، لأننى ببساطة لم أقدم أفلاما حققت ملايين لكى أخاف، وأنا أريد أن أعمل مع جيلى ونقدم عملا للجمهور وننجح سويا، وسعيد بتجربتى مع المخرج عبدالعزيز النجار فى مسلسل «نص الشعب اسمه محمد» والذى سيعرض فى موسم رمضان المقبل، فهو مخرج مميز ومن نفس جيلين وأتمنى الجمهور يستمتع بها.
< هل كنت تتوقع نجاح رامبو وعرضه فى مهرجانات عالمية؟
ــــ لم أتوقع عرض فيلم رامبو فى مهرجانات عالمية، لكننا كنا نريد الوصول للمهرجانات من هذا الفيلم، وأنا قلت عن فيلم رامبو إنه لو لم يعرض فى مهرجانات وعرض فى السينما وحقق 5 آلاف جنيه فقط أنا هقدم الفيلم، لأننى أعجبت بالسيناريو والقصة، وأريد أن أقدم العمل الذى أحبه وأحترم الناس به، والذى أقول من خلاله للجمهور إن رامبو ليس فيلما للتسلية، لكنه فيلم له رسالة وقصة.
< ما الذى كان يقلقك فى تجربة رامبو؟
ـــــ أكثر شىء كنت أشعر بالقلق منه هى فكرة التمثيل مع الكلب رامبو، لأن فكرة المحافظة على الأداء ستكون صعبة، فالكلب مطلوب منه حركات معينة ولابد أن تعيد المشهد أكثر من مرة، ومع كل مرة فى مراحل الإعادة عليك أن تكون محافظا على الأداء.
< هل كان لديك علاقة بالحيوانات قبل فيلم رامبو؟
ـــــ كان لدى تجربة من قبل مع الحيوانات، فكنت أقوم بتربية كلاب من قبل، وأعرف كيف أتعامل مع الحيوانات، لكن فكرة أنك تقدم مشهدا وتنتظر من الكلب أن يؤديه بشكل صحيح فهذا صعب، فإذا لم يقدمه بشكل جيد سنعيد المشهد، فهناك مشاهد تم إعادتها كثيرا، وفى مشهد فى البداية كنت أقول لرامبو (روح هات البطاطس من برة) هو لو دخل بدون البطاطس سنعيد المشهد، وفى مشهد آخر وأنا أدخله بيت أسماء وأقول لها أننى أترك الكلب عندها «لازم أقوله اقعد وأمسك إيده وينام على رجلى وقعدنا نعيد المشهد 12 مرة»، ومن كثرة إعادة المشاهد كنت أخشى أن أنسى أدائى فى المشاهد، وبكل تأكيد التجربة صعوبتها فى التعامل مع الحيوان، وكان فى أوقات رامبو كان يجلس ولا يستجيب لأى أوامر من أى شخص، كأنه فقد الشغف.
< هل قابلت قصصا مثل قصص رامبو فى الحياة؟
ـــــ أنا شخصيا لم أقابل قصصا مثل رامبو فى الحياة، لكن أجد دائما عنفا من الناس تجاه الحيوانات، فمنذ أيام وجدت شخصا فى الشارع يضرب كلبا وهو نائم، فعندما تحدثت معه قال لى «هو يعنى الكلب هيحس»، فلو الفيلم سيشاهده أحد ويتغير فكره تجاه الحيوانات ويكون أكثر إنسانية أكون فى غاية السعادة.
< ما سر انبهار الجمهور بفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بهذه الدرجة؟
ــــ فى الحقيقة لا أعرف، ولكننا نعيش فترة حساسة فى السينما المصرية، فأغلب الأفلام التى تعرض هى محددة لجمهور معين وإيراداتها معلومة من قبل عرضها، ودائما عندما تفكر فى عمل مختلف تجد الصناع يرفضون الفكرة لأن الجمهور لا يريد ذلك، لكننا فى مصر عددنا كبير وأذواقنا مختلفة، فهناك فئة تحب الهدوء والقصص الإنسانية، وفئة تحب الكوميديا وغيرها، فليس من العدل أن تقدم دائما أعمالا لفئة محددة فقط، فى النهاية تقدم فنا للناس تكون مؤمنا به، وهذا من المفترض أن يحدث فى الصناعة، وأتمنى بعد فيلم رامبو أن يتحمس الصناع لهذه النوعية من الأعمال، لأن الصناع إذا وقفوا بجوار الأفلام الإنسانية سيحبها الجمهور، وسيتغير الوعى، وسنكسب الدور الأساسى من السينما.
< ما سر حب الجمهور لك من مختلف الأجيال؟
ـــــ الحمدلله، أنا لم أستطع أن أختبر هذا الأمر، لكننى لمسته مؤخرا من الناس، وهو كرم من الله أن الجمهور الذى يدعمك ويحبك ليس فقط من فئة عمرية محددة، بل من كل الفئات العمرية، وهذه نعمة.
< هذه أول تجربة سينما.. هل كان هناك عروض فى السينما ورفضتها؟
ـــــ فيلم رامبو هو أول تجربة سينمائية، وعرض علىّ أفلام سينمائية كثيرة قبله ولم أوافق عليها، فبعد مسلسل بالطو كان هناك سيناريوهات أفلام من بطولتى، واخترت منها اثنين لكى أقدمهما، أولهما رامبو، والفيلم الآخر هو «سيكو سيكو» ومن المفترض عرضه فى عيد الفطر المقبل، لأننى تحمست لهما جدا، ففيلم رامبو قصة واتجاه وسيكو سيكو قصة واتجاه آخر، وأنا أقول للناس أننى أقدم شيئا مختلفا فى كل عمل، وهذا ما أتمنى أن أقدمه «مش عايز أبيع للناس الهواء».
< كيف ترى المنافسة السينمائية؟
ـــــ أنا لدى مشكلة فى مصطلح منافسة، فالناس دائما تريد أن تجعل فى كل الأمور مكسبا وخسارة أو انتصارا وفشلا، وصناعة السينما أو الفن ليست بهذا المنظور، فأنا لا أنافس أحدا فى السينما، وكل فنان يقدم عملا للجمهور، وفى النهاية الجمهور يختار العمل الفنى الذى يشاهده، وهناك البعض يضع فيلم رامبو فى منافسة مع الأفلام بسبب عرضها فى وقت واحد، لكننى أرى أن فيلم رامبو هو اتجاه مختلف عن الأفلام، وكل فيلم بالتأكيد مختلف عن الآخر.
< ألم تقلق من الترويج للمقاطعة أن يؤثر على مشوار العالمية؟
ـــــ عادى ما تعطلنى، أنا مش ضامن أعيش لحد ما أبقى نجم العالم، بس أنا ضامن أعيش دلوقتى، مش عارف لو كنت سكت أو شوفت حاجة مش مقتنع بيها ومتكلمتش عنها، ما أنا ممكن أموت بكرة، فأنا أحب أموت وأنا عامل اللى مقتنع بيه».
< قدمت إعلانا من سنوات لإحدى شركات المقاطعة.. هل تشعر بالندم على هذا الإعلان؟
ـــــ لا إطلاقا، كان وقتها الأمر مختلفا، وكنت سعيدا بهذا الإعلان، لكن حاليا الأمر مختلف والزمن تغير، وعندما علمت أن هذه الشركات تدعم بشكل حقيقى سلطة الاحتلال قاطعتها، وهذا أقل شىء أقدمه كما أننى اعتذرت عن 3 إعلانات فى الفترة الأخيرة من شركات المقاطعة.
< ما هو جديدك الفترة القادمة؟
ــــ أصور حاليا مسلسلا فى رمضان «نص الشعب اسمه محمد»، وسأواصل تصوير فيلم فرقة الموت قريبا وسيعرض فى عيد الأضحى تقريبا.
< ما الذى تحلم به فى مشوارك؟
ـــــ لا أسعى للعالمية لكن أشتغل وأطور من نفسى، وإذا جاءت العالمية أكون مستعدا لها، وهدفى الحقيقى أن أقدم أعمالا للناس تعيش معهم.