تباينت ردود الفعل في إسرائيل حول عودة القتال في قطاع غزة وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار دون تسلم إسرائيل محتجزيها لدى حماس، فيما عزت وسائل إعلام اسرائيلية أن القرار جاء في محاولة لإنقاذ حكومة نتنياهو والتغطية على الخلافات الداخلية بخاصة بعد قرار نتنياهو بإقالة رئيس الشاباك.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن عودة القتال كانت بمثابة تسجيل تقدم ملحوظ أحرز أمس في المفاوضات مع الوزير المستقيل إيتمار بن غفير، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرغب بإعادته للحكومة هذا الأسبوع.
وانتقد عضو الكنيست الإسرائيلي عوفر كاسيف في تدوينة على منصة إكس قرار العودة إلى القتال قائلا: "ما يجري ليس انهيارا لوقف إطلاق النار، بل تعمد من سيد القتلة للحفاظ على حكومته الفظيعة"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن "أغلب الإسرائيليين يشعرون بانعدام الثقة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضاف لبيد في تدوينه على منصة إكس أن نتنياهو أعاد القتال في غزة ويريد تحويل المليارات إلى الحريديم المتهربين من الخدمة العسكرية، مؤكدا أن جنود الجيش الإسرائيلي يحتاجون إلى رئيس وزراء يمكنهم الثقة به ولا يهتم إلا بأمن إسرائيل ومصير المحتجزين.
• إحباط لدى عائلات المحتجزين
وتتجه الآن عائلات المحتجزين الإسرائيلين في قطاع غزة إلى القدس للتعبير على الاحتجاج والتظاهر ضد قرار العودة إلى القتال دون تأمين حياة ذويهم، مؤكدين أن الضغط العسكري سيؤدي إلى قتل المحتجزين الأحياء.
وعبرت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين عن صدمتها من عودة الحكومة للقتال، واختيار التخلي عن المخطوفين.
وقال بيان هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين: "نشعر بالصدمة والغضب والرعب بسبب التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر"، مشددة على أنه "يجب أن نعود إلى وقف إطلاق النار، فحياة كثيرين على المحك"، حسب صحيفة هأرتس الإسرائيلية.
وطالبت الهيئة الرئيس ترامب بمواصلة العمل على إطلاق سراح جميع المحتجزين، موجهة التساؤل للحكومة: "لماذا انسحبت من الاتفاق الذي كان من الممكن أن يعيد جميع الرهائن؟!"، مؤكدة: "لن يكون هناك أمن ولا نصر ولا نهضة حتى يعود آخر مختطف إلى إسرائيل".
وقال شقيق المحتجز نمرود كوهين: "إسرائيل تصدر حكما بالإعدام على المختطفين"، سابقاً تسبب الضغط العسكري في مقتل 41 محتجزا، فما الذي سيختلف الآن عما كان عليه من قبل.
وأكد أن "اسرائيل هي من دمرت الصفقة".
وقال رئيس تحالف الديمقراطيين يائير جولان إن الجنود على الخطوط الأمامية والمختطفين مجرد أوراق في لعبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للبقاء.
وأضاف أن نتنياهو يستخدم حياة الإسرائيليين والجنود لأنه يرتجف خوفا منا ومن الاحتجاجات على إقالة رئيس الشاباك، بحسب تعبيره.
وأشاء إلى أنه ينبغي ألا نسمح للجنون بالانتصار، وأن تندلع الاحتجاجات بغضب لإنقاذ الأسرى والجنود وإسرائيل من أيدي نتنياهو الفاسد والخطير، كما وصفه جولان.
• سموتريتش وبن غفير في مقدمة الداعمين لعودة القتال
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن العملية العسكرية في غزة تدريجية، وخططنا لها في الأسابيع الأخيرة منذ تولي رئيس الأركان الجديد منصبه.
وأضاف سموتريتش في تصريحات نقلتها قناة العربية، أن العملية ستبدو مختلفة عما تم إنجازه حتى الآن، وعلينا أن نعيد التعبئة بقوة وإيمان وعزيمة حتى النصر، بحسب تعبيره.
ومن جهته، رحب رئيس حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير بعودة إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القتال المكثف.
وكان حزب القوة اليهودية بزعامة بن غفير قدّم استقالته أول أمس الأحد من الحكومة بعد إقرارها اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرا الاتفاق بمثابة "استسلام لحماس"، ومنددا بـ"إطلاق سراح مئات القتلة" والتخلي عن ما اعتبره "إنجازات للجيش الإسرائيلي في الحرب".