تسلم عمدة قرية العفادرة بمركز ساحل سليم بأسيوط، ونجلَا عم محمد محسوب وزوجاته قبل قليل، جثامين محمد محسوب إبراهيم المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد"، و6 من أعوانه، من مشرحة مستشفى أسيوط الجامعي، وذلك بعد تصريح النيابة العامة بدفن الجثامين لنقلهم ودفنهم بمدافن القرية وسط حراسة أمنية مشددة، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من القضاء على المجموعة الإجرامية في مواجهات مسلحة استمرت 48 ساعة.

وكان أهالي القرية شيعوا في الساعات الأولى من صباح اليوم جثمان أحد أعوان "خط الصعيد" بمقابر القرية بعد تسلم أسرته جثمانه من مشرحة مستشفى أسيوط الجامعي.

وكانت الأجهزة الأمنية بأسيوط قد أعلنت عن تصفية محمد محسوب، الهارب من أحكام بالسجن والسجن المؤبد بلغت مدتها الإجمالية 191 سنة، و7 من أعوانه المسجلين كعناصر شديدة الخطورة.

وأسفرت المواجهات عن استخراج 60 أسطوانة بوتاجاز وعبوة ناسفة من محيط المنزل الذي كان يختبئ فيه العناصر الإجرامية، بعد إبطال الشبكة الكهربائية المتصلة بالأسطوانات.

وكشفت تحريات العقيد محمود بدوي رئيس فرع الشرق بمباحث أسيوط والعميد مصطفى حسن رئيس مباحث المديرية بإشراف اللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط أن البؤرة الإجرامية كانت تقوم بجلب المواد المخدرة والأسلحة والذخائر غير المرخصة، وفرض السيطرة على المنطقة وترويع الأهالي بدائرة مركز شرطة ساحل سليم وذلك منذ عام 2012.

وكشفت التحريات أن البؤرة الإجرامية كانت تضم 8 عناصر شديدة الخطورة، يتزعمهم محمد محسوب، المتهم في 44 جناية تشمل قضايا مخدرات، وحيازة أسلحة، وسرقة بالإكراه، وحريق عمدي، وإتلاف ممتلكات. كما تبين أن باقي العناصر محكوم عليهم بالسجن والسجن المؤبد في قضايا مماثلة، بلغت مدد أحكامهم الإجمالية 108 سنوات.

وأشارت التحريات إلى أن العناصر الإجرامية كانت تختبئ في المناطق الجبلية، وتتردد على مبنى محصن تم إنشاؤه في قرية العفادرة، حيث قاموا بتحصينه بخنادق ودشم.

وعقب تقنين الإجراءات القانونية، تم تشكيل قوة أمنية ضمت اللواء وائل نصار مدير الأمن واللواء عصام غانم وكيل مباحث الوزارة واللواء محمد عزت مدير المباحث الجنائية والعميد شريف أبو النجا رئيس فرع الأمن العام والعميد مصطفى حسن رئيس مباحث المديرية والعقيد محمود بدوي رئيس فرع الشرق والمقدم مصطفى هاشم رئيس مباحث ساحل سليم وقوة من الأمن المركزي والبلاك كوبرا وتم استهداف البؤرة الإجرامية، وقام العناصر الإجرامية بإطلاق النيران تجاه القوات باستخدام أسلحة ثقيلة مثل "آر بي جي" وقنابل "إف 1" وبنادق آلية، كما قاموا بتفجير أسطوانات غاز لمنع القوات من دخول المبنى.

وأسفرت المواجهات عن مقتل جميع العناصر الإجرامية، وإصابة ضابط شرطة من قوة قطاع الأمن المركزي. وتم ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة النارية، بما في ذلك 73 بندقية آلية، و11 بندقية خرطوش، و62 فردًا محليًا، و8 قنابل "إف 1"، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وعرض القضية على النيابة العامة للتحقيق. كما قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة ساحل سليم بإزالة منزل محمد محسوب بعد انتهاء قوات الحماية المدنية والمفرقعات من استخراج الأسطوانات والعبوات المتفجرة من محيط المبنى.

وتأتي هذه العملية في إطار جهود الأجهزة الأمنية للقضاء على العناصر الإجرامية شديدة الخطورة، واستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة.