من قمة الواقعية إلى ذروة الخيال.. «ميكى 17» يتنبأ بمستقبل «طباعة البشر» - بوابة الشروق
الجمعة 21 فبراير 2025 9:54 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

من قمة الواقعية إلى ذروة الخيال.. «ميكى 17» يتنبأ بمستقبل «طباعة البشر»

برلين ــ خالد محمود:
نشر في: الأربعاء 19 فبراير 2025 - 6:51 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 فبراير 2025 - 6:51 م

• جمهور مهرجان برلين يستقبل الفيلم بحفاوة كبيرة .. والمخرج الكورى: أشعر بالارتياح لبقائهم حتى نهاية الفيلم
روبرت باتينسون يجسد دورًا تاريخيًا ويبقى علامة فارقة فى مشواره
الفيلم يوجه رسالة مناهضة للرأسمالية والاستعمار

 

 


من قمة الواقعية إلى ذروة الخيال.. هكذا يعود المخرج الكورى الجنوبى بونج جون هو، وبعد ست سنوات من نجاح فيلم «طفيلى» الذى نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم والسعفة الذهبية، يظهر بفيلم الخيال العلمى الكوميدى الساخر والممتع «ميكى 17»، والذى يوجه رسالته المناهضة للرأسمالية والاستعمار إلى الجمهور، وحظى من خلاله بواحدة من أكثر الاستقبالات حفاوة فى مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ ٧٥ حتى الآن؛ حيث أمطرت الحشود فى قاعة قصر برليناله الفيلم بالتصفيق الحار الذى استمر لمدة ثلاث دقائق كاملة، وكان من الممكن أن يستمر لفترة أطول لولا أوقفت رئيسة مهرجان برلين الجديدة تريشيا تاتل الهتاف لإحضار المخرج على المسرح لإجراء جلسة أسئلة وأجوبة قصيرة.

 


فيلم «ميكى 17»، المقتبس من رواية الخيال العلمى Mickey 7 للكاتب إدوارد أشتون والتى صدرت عام 2022، حول رجل يعيش حياة يمكن التضحية بها، حيث يتم إرساله مرارًا وتكرارًا فى مهام محفوفة بالمخاطر ويتم تجديده تلقائيًا إذا مات.
على الشاشة تدور أحداث الفيلم فى عالم ديستوبى حيث يهرب «ميكى بارنز» يائس الحظ بلا هدف من الأرض على متن سفينة فضائية بعد أن وافق على أن يصبح «قابلاً للنسخ» ليتم إعادة إنشائه باستمرار، إلى أن يصل لميكى السابع عشر، وأصبح جاهزًا للعمل بعد وفاة الرقم 16 السابق، ويشرع ميكى فى مهام خطيرة تؤدى إلى وفاته (مرات ومرات)، لكنه يعود من خلال نسخ من تلقاء نفسه؛ وتظل ذاكرته سليمة من خلال آلة طباعة متطورة.
جسد الممثل روبرت باتينسون، الذى حضر العرض بزى باتمان، دور «ميكى» ببراعة شديدة خاصة وأنه يظهر بشخصين انتقل خلالهما بصوت وإحساس متباين، ولهجتين مختلفتين بعض الشىء، ونذكر مشهده وهو يعود إلى المركبة الفضائية لمقابلة
مستنسخه التالى - ويتشاجران على صديقته (نعومى آكى). حتى إنهما يتبادلان القبلات فى مشهد يجعل مثلث الحب الثلاثى أكثر إثارة.
اجتهد روبرت كثيرا وأعتقد أنه سيشكل علامة فارقة فى مشواره بهذا الدور التاريخى.
وقال باتينسون إنه كان مزهولاً بالعمل مع بونج، والذى وصفه بأنه «أستاذ».
وأضاف أن تجربة تصوير المشاهد التى تحتوى على إصدارات مختلفة من نفسه يمكن أن تكون مزعجة للغاية، ولكن كان هناك أيضًا قدر كبير من الرضا فى تركيب القطع معًا مثل أحجية الصور المقطوعة.. وكان من الممتع والمثير للاهتمام حقًا رؤية المنتج النهائى.
وأشار: «يبدو السيناريو بسيطًا بشكل مخادع فى البداية، ولكن عندما تحاول تحطيم عقلية ميكى، هذا الرجل الذى لا يتمتع بأى ثقة فى نفسه ولكنه لا يشعر بالأسف على نفسه بطريقة ما، فإن الأمر يصبح معقدًا بسرعة كبيرة، وانتهى بى الأمر إلى التفكير فيه على أنه كلب غير مدرب جيدًا يحتاج إلى الموت 17 مرة ليتعلم شيئًا أخيرًا».
وكشف أنه وبقية الممثلين كانوا مفتونين بأسلوب بونج الإخراجى الذى جعل ممثليه يقدمون أفضل ما لديهم.
وقال بونج: إن باتينسون كان اختياره الأول لعب دور ميكى. روبرت معروف بالطبع بلعب دور الأبطال الخارقين مثل باتمان، لكننى رأيته أيضًا فى فيلم Good Time وفيلم The Lighthouse لروبرت إيجرز، ولقد أظهر موهبة رائعة فى مثل هذه الأفلام الأمريكية المستقلة الرائعة، لذلك كنت مهتمًا به دائمًا.
وأضاف: «كان الدور الذى يلعبه ميكى يتطلب ازدواجية؛ حيث كان ينتقل من ميكى 17 البائس والغبى إلى ميكى 18 المهووس والكاريزمى، لذا فقد كنت أفكر فى باتينسون منذ البداية. وكانت عملية اختيار الممثلين سهلة نسبيًا أيضًا؛ حيث يبدو أنه أراد أن يلعب شخصية غريبة مثل هذه».. موضحًا أن الفيلم الجديد يُظهر مستقبلاً يتم فيه إنتاج ما يسمى بالأشياء القابلة للتوسع، حيث يتم تخزين جميع ذكريات الشخص وخصائصه، ليمكن طابعة الجسم من إنشاء نسخة طبق الأصل من النفايات العضوية المعالجة وأجزاء الجسم.
وقال بونج أيضا للجمهور: إنه يشعر بالارتياح لبقائهم حتى نهاية الفيلم الذى تبلغ مدته 137 دقيقة، مشيرًا إلى أنه كان مفتونًا جدًا بمفهوم «الطباعة البشرية». وأضاف بونج أن الفيلم أكثر من مجرد فيلم خيال علمى. «إنه يتعلق بالإنسانية».
وقال لقد شعرت بسعادة غامرة عندما فكرت فى طباعة المزيد من شخصية روبرت باتينسون.
وغالبًا ما تتناول أفلام بونج ــ من فيلم «المضيف» عام 2006 إلى فيلم «أوكجا» عام 2017 ــ موضوعات الهوية والمجتمع والحرب الطبقية، والتى يدفعها «ميكى 17» إلى أبعد من ذلك مع وجود شخصية سياسى يشبه ترامب وهو عضو الكونجرس السابق كينيث مارشال يلعب دوره مارك روفالو يسعى لاستغلال ميكى فى مستعمرته البشرية لصالح نزواته وسطوته.
فيلم بونج الجديد لديه أيضًا شىء مشترك مع فيلم «طفيلى» والذى تدور أحداثه حول عائلة فقيرة تعيش مختبئة فى الطابق السفلى من منزل عائلة غنية ويتقاطع العالمان فى النهاية بطريقة دموية، هو الفيلم الأفضل كإعداد تجريبى. «ميكى 17» هو أيضًا مشروع تجريبى ـ وإن كان على نطاق أوسع بكثير، فهو يتناول الآن فكرة البحث فى الموت البشرى والبعث كهجاء شرير للإنسانية، فيما يتوج فيلم «ميكى 17» مسيرة مهنية متميزة وغير عادية لصناعه.


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك