تراث مصري (19).. مبرة محمد علي - بوابة الشروق
الأربعاء 19 مارس 2025 12:28 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تراث مصري (19).. مبرة محمد علي

عبدالله قدري
نشر في: الأربعاء 19 مارس 2025 - 9:26 ص | آخر تحديث: الأربعاء 19 مارس 2025 - 9:26 ص

تواصل جريدة الشروق خلال شهر رمضان نشر سلسلة "تراث مصري"، المستوحاة من كتاب "تراث مصري" للباحث أيمن عثمان، والتي تستعرض الشخصيات والمعالم التي تركت بصمتها في التاريخ المصري.

في عام 1909، انتشر مرض الرمد بين الأطفال في مصر، وكان الفقراء يعانون من عدم القدرة على توفير العلاج اللازم لأبنائهم، مما دفعهم إلى اللجوء إلى الوصفات الشعبية والدجل والدعاء كوسائل بديلة للعلاج. وسط هذه الأزمة، لعبت الأميرة عين الحياة أحمد دورًا بارزًا في توجيه الأنظار نحو ضرورة تقديم الرعاية الطبية للفئات الأكثر احتياجًا.

البداية الصعبة لمشروع خيري

بدافع من إحساسها بمعاناة الفقراء، تواصلت الأميرة مع الزوجين الشابين الثريين عمر سلطان باشا وزوجته عنايات هانم، وأوضحت لهما أهمية دور الأغنياء في تقديم الدعم للفقراء في ظل تفشي المرض. تجاوب الزوجان مع دعوتها، حيث أكدا استعدادهما الكامل لدعم هذا المشروع الإنساني.

واجهت المبادرة صعوبات اجتماعية كبيرة، فقد قوبلت بالفهم الخاطئ من بعض الأثرياء الذين لم يدركوا أهميتها، بالإضافة إلى جهل الأهالي الذين كانوا يشككون في جدوى العلاج الطبي. خلال تلك الفترة، كان الأهالي يطلقون على رجال الإسعاف لقب "بتوع الشوطة"، في إشارة إلى مرض الكوليرا، وكانوا يعتقدون أن حكّ الرأس عند مرورهم يمنع الإصابة بالمرض. بل وصل الأمر إلى الاعتداء على فرق الإسعاف بالأحذية والحجارة أثناء قيامهم بعملهم.

جهود الأميرة عين الحياة وأعضاء اللجنة

لم تستسلم الأميرة عين الحياة أحمد لهذه العقبات، بل استمرت في جهودها لتأسيس مشروع خيري يهدف إلى توفير العلاج والرعاية الصحية للمحتاجين. عقدت العديد من الاجتماعات في قصرها، وكذلك في قصر إجلال هانم، زوجة رئيس الوزراء الأسبق حسين رشدي باشا، والتي ضمت نخبة من الأميرات وسيدات المجتمع المصري.

أسفرت هذه الجهود عن تأسيس أول لجنة لإدارة المبرة، حيث تولّت الأميرة عين الحياة أحمد رئاستها، وضمت في عضويتها كلًا من: الأميرة نازلي حليم الأميرة شيوه كار الأميرة نعمت مختار الأميرة خديجة حليم، قرينات الأمراء سعيد حليم، عمر طوسون، إبراهيم فاضل، قرينات محمد سعيد باشا، حسين رشدي باشا، أحمد مدحت يكن باشا، إبراهيم فؤاد باشا، بشارة تقلا باشا، عمر سلطان باشا، السيدات هدى شعراوي، شريفة رياض، ومدام كارتون ديفيار

إرث خيري مستمر

مثّلت مبرة محمد علي خطوة مهمة في مجال العمل الخيري والرعاية الصحية للفقراء في مصر، حيث ساهمت في توفير العلاج للأطفال المصابين بالرمد، إلى جانب التوعية بأهمية الطب الحديث، رغم التحديات التي واجهتها.

يظل هذا المشروع شاهدًا على دور النخبة المثقفة والواعية في إحداث تغيير إيجابي داخل المجتمع، ويعكس كيف يمكن للعمل الخيري الموجه أن يترك أثرًا مستدامًا في حياة الناس.

اقرأ أيضا
تراث مصري (18).. الصعيدي الذي عّمر حي الزمالك



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك