الأم باب رحمة الله.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة - بوابة الشروق
الأربعاء 19 مارس 2025 5:12 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الأم باب رحمة الله.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

فهد أبو الفضل
نشر في: الأربعاء 19 مارس 2025 - 1:52 م | آخر تحديث: الأربعاء 19 مارس 2025 - 1:52 م

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان: "الأم: باب رحمة الله".

وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بفضل ومكانة الأم، ووجوب طلب برها ورضاها، علما بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير البالغ من التحرش الإلكتروني.

وإلى نص الخطبة:

"الحمد لله رب العالمين، الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، نحمدك اللهم حمد الشاكرين، ونسألك اللهم الهدى والرضا والعفاف والغنى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه وخليله، صاحب الخلق العظيم، النبي المصطفى الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن شهر رمضان موسم البر والمحبة والصلة والقرب، وإذا سألت عن إنسان يستحق أسمى معاني البر وأنقى آيات المحبة، وأعمق مظاهر القرب، فاعلم أنه الأم.

أيها الكرام، إن الأم أساس البيوت وروحها، ومصدر أمانها وأنسها، وموطن سكنها وطمأنينتها، تطيب الحياة بوجودها، ويسعد القلب بحنانها، نبعها فياض لا ينضب، وودها زلال لا يجف، الأم وطن لا يفي بحقه جميل الكلمات ولا يؤدي شكرها عظيم التضحيات، وإنما محلها سويداء القلب وكفى به مستقرا وموطنا، ويكفي أن الجناب المعظم صلوات ربي وسلامه عليه جعل برها ولزوم خدمتها ونيل رضاها سبيل الخلود في دار السعادة والنعيم والخلود، حين قال صلى الله عليه وسلم: «الزمها، فإن الجنة عند رجلها».
أيها النبيل، اقدر لأمك الغالية قدرها؛ إنها الدرة السامية واللؤلؤة المصونة، كم من ليال لأجلك سهرت، وكم من هموم عنك أزالت، وكم من دعوات في جوف الليل جعلتها لك، وقد عبر الوحي الشريف عن بعض مكارمها وتضحياتها، فترى القرآن الكريم يوصي ببر الوالدين ويخص حال الأم بمزيد من الإيصاء الذي يدعو إلى زيادة التكريم والإجلال والتبجيل، فقال سبحانه:
{ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن}، وها هو الجناب الأنور صلوات ربي وسلامه عليه يوصي ببرها وصية بالغة، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».

أيها المكرم، إن الأم خلقت لتعامل بأسمى معاني الاعتزاز والإكبار، وأغلى مشاعر التقدير والاحترام؛ لمنزلتها العليا ومقامها السامي في مدارج البطولة والتضحية، والصبر وإنكار الذات، والاعتلاء على مشاعر الحزن والألم، ليكن حالك مع أمك ابتسامة حانية، وكلمة راقية، وأيادي ساخية، وخدمة بالغة، تودد وتحنن، وتلطف وتكرم، واعلم أن ذلك كله بعض حقها؛ فإن جميلها أعظم من أن يوفى، فعن أبي بردة قال: إن رجلا من أهل اليمن حمل أمه على عنقه، فجعل يطوف بها حول البيت، ثم قال: أتراني جزيتها؟ فقال ابن عمر رضي الله عنهما: لا، ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة.

ويا أيتها الأمة المرحومة، بالغوا في إكرام الآباء والأمهات في أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأنتم على أعتاب ليلة القدر ليلة الأسرار والأنوار والتجليات والرحمات، ليلة العفو والسماح، والكرم والشهود، ليلة يتجلى فيها دعاء المضطرين وتسبيح المنيبين، وانكسار التائبين، ليلة تنزل أعظم كتاب على أعظم إنسان {إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر}، والزم أيها المكرم الدعاء النبوي الشريف «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» وما أجمل أن يكون لوالديك الكريمين من دعائك في هذه الليلة أوفى الحظ وأعظم النصيب {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}."



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك