هل وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها؟ - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 1:11 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل وضعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أوزارها؟

 وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الجمعة 19 أبريل 2024 - 10:35 م | آخر تحديث: الجمعة 19 أبريل 2024 - 10:35 م

دخلت الحرب على قطاع غزة منعرجا جديدا هذا الشهر شرعت فيه إسرائيل في تنفيذ عمليات خاصة في مناطق بعينها بناء على معلومات استخباراتية؛ لكن الكثير من المحللين يرون أن الحرب وضعت أوزارها وأن حماس وإسرائيل "عالقتان" وغير قادرتين على اتخاذ خطوة إعلان انتهاء الحرب بشكل رسمي. فحركة حماس تعمل بشكل معلن ومكثف لاستعادة سيطرتها المدنية في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، لتصنع من هذه السيطرة جوادا تضعه أمام عربة "اليوم التالي" لانتهاء الحرب.

وعلى الجانب الآخر، يحافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في منطقة نتساريم التي تفصل شمال القطاع عن جنوبه تنفيذا لاستراتيجية "جز العشب"، أي مطاردة الخلايا العسكرية التابعة لحماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة والقضاء عليها.

غير أن هذه الطريقة تجعل الجيش الإسرائيلي في وضع "غير مريح" يجعله عرضة للقصف بقذائف الهاون وكذلك لكمائن وعمليات قنص تتحدث عنها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتبثها في تسجيلات مصورة يوميا.

وفي الآونة الأخيرة، نفَّذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم النصيرات الواقع الى الجنوب قليلا من وادي غزة الذي حدده الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول ليكون خطا فاصلا بين شمال القطاع وجنوبه.

وأسفرت العملية وفق الجيش الإسرائيلي عن تدمير عدد من الأنفاق ومخازن الصواريخ . وتشير مصادر ميدانية إلى أن حجم الدمار في المخيم يفوق ما شهده شمال غزة إذا ما قورنت مساحة المخيم الصغيرة والمنطقة المستهدفة فيه بتلك التي في الشمال.

واستهدف الجيش مناطق شرق المخيم وشماله وجعل منها مسرحا لعمليات من الواضح أن هدفها كان توسيع المنطقة العازلة التي تفصل جنوب الوادي عن شماله.

* المأزق تشير طبيعة القتال الحالي إلى أن حماس وإسرائيل تواجهان مأزقا يستوجب عليهما إنهاء الحرب، لكن مفاوضات وقف إطلاق النار شائكة ومعقدة وشبه متوقفة منذ نحو عشرة أيام، حيث تصر إسرائيل على أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على حماس، بينما تضع حماس شروطا تراها إسرائيل تعجيزية. فحماس تطالب بضمانات لإنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال.

وفي المقابل، تشدد إسرائيل على ضرورة السيطرة على إدارة غزة بعد الحرب، ومنع حماس من العودة للحكم. وفي مقال للكاتب والصحفي الإسرائيلي حجي هوبرمان قال "الحرب انتهت بهزيمة إسرائيلية، ولا أعتقد أن هناك إسرائيليا عاقلا يتابع الأحداث لا يتفق مع هذه الجملة.

أنا متأكد من أن حتى نتنياهو عندما أعلن هذا الأسبوع أننا ‘على بُعد خطوة من النصر‘ لا يصدق نفسه".

وأضاف في المقال الذي نشره موقع (مزاف) التابع للقناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي "هذه الهزيمة لم تحدث في 7 أكتوبر، بل في 7 أبريل؛ وهو اليوم الذي أخلت فيه قوات الجيش الإسرائيلي خان يونس، بل وخرجت فعليا من قطاع غزة باستثناء ممر نتساريم الذي أصبح مستقبله غائما أيضا".

وتابع "تلقينا ضربة قاصمة في 7 أكتوبر نتيجة التهور والإهمال والتصور الخاطئ؛ وهزيمة 7 أبريل كلها من صنع حزب أزرق أبيض، وكلها مسجلة باسم القيادة العسكرية والسياسية أيضا".

ويتزعم ائتلاف أزرق أبيض بيني غانتس، وزير الدفاع السابق والعضو الحالي بمجلس الحرب.

وكتب هوبرمان في المقال "ليس من الضروري أن تكون يساريا واضحا لكي ترى الواقع كما هو.

لقد أوقف الجيش الإسرائيلي الحرب في قطاع غزة دون أي إنجاز يذكر.

تم تدمير القوة العسكرية لحماس جزئيا، وبمقدور حماس استعادتها في المستقبل؛ فمجموعة الأنفاق تحت الأرض في جميع أنحاء قطاع غزة، حتى بعد الأضرار التي لحقت بها، لا تزال سليمة إلى حد كبير، وربما لا توجد نية لمواصلة تفكيكها".

وتابع "قدرة حماس الصاروخية تلقت ضربة قاتلة، لكن حماس ستتمكن أيضا من استعادتها في المستقبل".

* معضلة رفح يهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية وأعضاء مجلس الحرب باجتياح رفح، وبدأ فعلا الإعلام الإسرائيلي بتهيئة الرأي العام لعملية رفح، فنشرت القناة 12 تقريرا مفصلا عن خطة اجتياح مكونة من مرحلتين. وشرعت الصحف والمواقع الإسرائيلية في نشر تفاصيل العملية العسكرية المتوقعة والتي تبدأ بإجلاء من نزحوا إلى المدينة ثم محاصرتها.

ويبدو أن الولايات المتحدة استخدمت ورقة رفح للضغط على نتنياهو، فخرج من حالة الضغط عليه بعد الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل في مطلع الأسبوع بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مُسيَّرة معلنا أن خطة اجتياح رفح باتت جاهزة.

ومع دخول أكثر من 300 شاحنة قطاع غزة يوميا بعد الضغوط الأميركية، لا يزال من غير الواضح إن كانت قد تمت مقايضة اجتياح رفح بتقليص الرد على إيران لمنع نشوب صراع إقليمي.

لم تصرح مصادر رسمية من البلدين بهذه التفاصيل، لكن موقع أكسيوس نقل عن مسؤولَين أميركيَّين نفيهما القاطع لتقارير ذكرت أن الإدارة الأميركية أعطت الضوء الأخضر لعملية في رفح إذا امتنعت إسرائيل عن ضرب إيران بعد الهجوم الذي شنته عليها مساء السبت الماضي.

* "أعلى الشجرة" المحلل الإسرائيلي والكاتب في صحيفة معاريف العبرية بن كاسبيت قال إن الحرب في غزة "لفظت أنفاسها في جوف الليل"، وأشار إلى أن من يرغب في المراهنة على عودة فرق الجيش للاندفاع إلى غزة للسيطرة على رفح "واهم".

وأضاف في مقال نشره هذا الأسبوع "من الممكن أن تكون هناك في المستقبل عملية من نوع ما في رفح، لكنها ستكون محدودة وهدفها الوحيد السماح لنتنياهو بالإعلان بصوت عال عن أننا حققنا ‘النصر الكامل‘.".

وأشار مصدر فلسطيني على اطلاع بتفاصيل المفاوضات واللقاءات التي تجري على مدار الساعة إلى أن كل الأطراف باتت عالقة "أعلى الشجرة"، وأن مسارا جديدا يتعلق بالتفاوض الشامل بدأ يُطرح على الطاولة. لكن المصدر أكد أنه لم يُتخذ حتى اللحظة أي قرار بشكل المسار الذي سيتم التفاوض عليه، متوقعا جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مطلع الأسبوع المقبل.

ويعتقد المصدر أن اجتياح رفح لن يحدث في هذه المرحلة ما دامت هناك إمكانية لعقد صفقة مع حماس، مشيرا إلى أن ورقة اجتياح رفح هي الورقة الأخيرة بيد إسرائيل للضغط على الحركة ولن تتنازل عنها بسهولة، إذ أن من شأنها أن تزيد الضغوط لإنهاء الحرب، وهو ما لا يرغب به نتنياهو في الوقت الحالي.

وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف مطلع الأسبوع الماضي أن غالبية الإسرائيليين الذين شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن الحرب لم تنته بعد، إذ قال 15% إن الحرب في قطاع غزة انتهت، في حين يرى 30% أنها لم تنته بعد ولكنها تقترب من نهايتها، ويعتقد 44% أنها لن تنتهي على الإطلاق. ولم يحسم 11% من المشاركين رأيهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك