مئوية سيد درويش : نابغة ملهم ومؤمن متسامح.. هكذا رأى العقاد فنان الشعب - بوابة الشروق
الأربعاء 8 يناير 2025 1:53 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مئوية سيد درويش : نابغة ملهم ومؤمن متسامح.. هكذا رأى العقاد فنان الشعب

محمد حسين :
نشر في: الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 - 5:04 م | آخر تحديث: الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 - 5:04 م

تمر الذكرى المئوية لوفاة الفنان سيد درويش، بمنتصف شهر سبتمبر الجاري؛ إذ رحل فنان الشعب عام 1923 عن عمر مبكر بلغ 31 عاماً فقط، ورغم قصر تجربته الفنية بحسابات الزمن فلم تزد عن7 سنوات من بداية الشهرة والانطلاق؛ لكنه أحدث بها معجزة حقيقة من كم ضخم من الأغنيات والألحان كانت تجسيدا لثورة وتجديد بتاريخ الموسيقى العربية، وعبّرت بصدق عن الحس الشعبي والشعور الوطني المقاوم للمحتل، لذلك كُتب لها أن تبقى حية في الشعور والوجدان والذاكرة.

ونالت تجربة سيد درويش الفذة تقديرا كبيرا وتأملا وتحليلا عميقا لكل من عايشها، ومنهم كان الكاتب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، ونستعرض سطورا من مقال كتبه في 1925 ، ونشرته مجلة" أدب ونقد"، تناول فيه رؤيته عن

سيد درويش وملامح شخصيته وتجربته الفنية:

منح الغناء الحياة

وصف العقاد سيد درويش، بأنه رأس طائفة لم يتقدمها متقدم وطليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الموسيقى المصرية، وله عليها فضل كبير ؛ حيث أدخل عنصر الحياة والبساطة في التلحين والغناء بعد أن كان هذا الفن مثقلاً كجميع الفنون الأخرى بأوقار من أسجاعه وأوضاعه وتقاليده وبدعياته وجناساته التي لا صلة بينها وبين الحياة.

ويضيف العقاد: جاء هذا النابغة الملهم فناسب بين الألفاظ والمعاني وناسب بين المعاني والألحان وناسب بين الألحان والحالات النفسية التي تعبر عنها؛ بحيث تسمع الصوت الذي يضعه وليحنّه ويغنيه فتحسب أن كلماته ومعانيه وأنغامه وخوالجه قد تزاوت منذ القدم و فلم تفترق قط، ولم تعرف لها صحبة غير هذه الصحبة اللزام.

طقوس التلحين

وأشار العقاد لطقوسه في تلحين أعماله ، بقوله :"حدثني بعض أصدقاء الشيخ سيد الذين حضروه في تلحين أدواره ومقاطيعه، أنه كان إذا قصد التلحين أخذ الورقة التي كتب فيها الكلام شعرا أو نشرا ؛ فقرأها في نفسه قراءة متفهم متأمل يستشف روح معانيها وإيماءات ألفاظها ومضامين أغراضها، ثم يتلوها جهرة لتصحيح كلماتها وفواصلها ثم يرفع الصوت مؤديا كل جملة بما يوائمها من لهجة الدهشة أو الغضب أو الحنان أو الفرح أو الزهو أو الوجوم".

وواصل :"فإذا تم له ذلك هداه اختلاف اللهجات في تلاوة الجمل إلى اختلاف الألحان التي تناسبها، فيخلو بنفسه هنية ثم يعود إلى رفاقه وقد أفرغ عليها ألحانها مكتسبة التفهم والإشراق".

تكوين أهّل لموهبة فذة!

ويذكر العقاد عن شخصيته، وترى السيد فترى منه رجلاً موسيقياً بخلقه وخليقته فكان رحب الصدر قوي الحنجرة أهرت متسع الشدقين واسع المنخرين عالي الجبين وكان ما شئت من جزالة الصوت ووفائه وتجوفه وامتداده ومطاوعته إياه في أصعب الألحان وأسهلها مطاوعة لم نسمعها لمغن غيره.

قلب مؤمن

وعن الجانب الإنساني جُبِلَ الرجل على شدة الإيمان وطيب القلب؛ فكان يتصدق على الفقراء ويصفح عمن أساء إليه، ويؤثر الخير والحسنى ويبتعد عن اللجاجة والأذى، وآفته الكبرى أنه استهتر بعض المخدرات في أول شبابه؛ فأفسدت صحته على ما فيها من قوة عظيمة وصلابة نادرة، وعالج الإقلاع عن تلك العادة الوبيلة قبل موته، فاعتزم التوبةالصادقة عن المخدرات جميعاً، لكن لم تفده هذه النية؛ لأنه مات بعد ذلك بأيام قليلة.

تابع القراءة في ملف الشروق عن سيد درويش 100 عام من الإلهام



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك