سر احتفال نجع العقاربة بـ«الملوخية الناشفة» في ذكرى المولد النبوي - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 11:04 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سر احتفال نجع العقاربة بـ«الملوخية الناشفة» في ذكرى المولد النبوي

محمد راشد:
نشر في: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 1:47 م | آخر تحديث: الثلاثاء 19 أكتوبر 2021 - 1:47 م

انفرد أهالي نجع العقاربة بمدينة الطود في الأقصر، بطريقة خاصة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بعدما قاموا بعمل مأدبة "ملوخية" كبرى في ساحة القرية المركزية التابعة لمسجد النجع تجمع لها المحتفلين بالذكرى الشاريفة.

وافترش الكبارٌ والصغار الساحة لتناول الملوخية الجافة "الناشفة"، عبر ملئها في أكواب أو أطباق أو زجاجات مع قطع اللحم الشهية، ليعود بعدها كل محتفل ومحب ليقيم احتفاله الخاص في منزله مع باقي أفراد أسرته في عادة موروثة من أجدادهم للاحتفال بمولد النبي.

وقال عبد الصبور سلطان، من أهالي نجع العقاربة، في تصريحات لـ"الشروق"، إنه على الرغم من أن قرى ونجوع مصر تشهد تنويعات واسعة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كإقامة ليالي المداحين والمنشدين و«الدورة» في الشوارع، لكن نجع العقاربة بالطود يحتفظ بعادة محببة إلى أهاليه تلازمه منذ عشرات السنين، وهي عمل مأدبة ملوخية كبرى تم توارثها من الأجداد وخرج الأحفاد ليتسلّموها من الأجداد.

وأضاف سلطان، أن الليلة الأخيرة للمولد النبوي الشريف تشهد مظهر جمالي بديع جراء خروج الأطفال والرجال والنساء، شباباً وشيبة على حد سواء، ترتسم البهجة على وجوههم يحملون الأكواب والآنية وطناجر الطبخ الصغيرة، ويتوجهون بها إلى ساحة النجع الرئيسة، حيث يجلسون على الأرض، ويكون في انتظارهم قدور الملوخية "الناشفة" ، ليتم توزيعها عليهم ومعها قطع اللحم، ليعودوا بها إلى منازلهم يكملون احتفالاتهم.

وأوضح محمود جلال، أحد القائمين على مأدبة الملوخية، أنه يتم تجهيزها على يد مجموعة من شباب القرية محترفون في الطبخ؛ حيث يتم في البداية ذبح عجل كبير ثم تُطبخ عليه الملوخية، فضلًا عن باقي مكونات الوجبة، وهي كميات من الأرز، وأخرى من الكمونية وهي عبارة عن خليط من الصلصة ممتزج ببعض اللحوم البيضاء من العجل.

وكشف جلال لـ"الشروق"، أن أصل القصة يعود إلى رواية أجدادهم بامتلاك أحد المؤسسين للقرية لبقرة كانت على وشك الولادة قبل ذكرى المولد النبوي في إحدى السنوات البعيدة، وعندما تصادف ذلك مع الذكرى الشريفة نذر صاحب البقرة لله أن يخصص كل عجل تلده طيلة حياتها لإطعام الناس، وعمل وليمة به يوم ذكرى المولد النبوي، فتصادف أن هذه البقرة ظلت تلد عجولاً من الذكور ولم تلد إناثاً قط، فاستمر الرجل يذبح كل عجل في كل عام، واعتبر أهالي القرية بدورهم أن هذا العجل يخصهم جميعًا، فتركوه طليقاً في مزارعهم وبيوتهم وأحواشهم، واعتبروا أن مهمة إطعامه ورعايته تخصهم جميعاً، لدرجة أنهم كانوا يبحثون عنه بصعوبة في مزارعهم وأحواشهم حين يحل ميعاد ذبحه.

وعن رأي علماء الدين بالنسبة لطريقة الاحتفال، أكد حمادة السليمي من أهل القرية، لـ"الشروق"، أن حكماؤها ورجال الدين اعتبروا أن هذه الطريقة للاحتفال بذكرى المولد النبوي طريقة محمودة، ليس فيها أي بدعة أو ضلالة، كونها تنجح في لم شمل أهالي القرية في ساحة مسجدهم على الخير، وتحيي القلوب والوجوه بأجواء المحبة التي تنثرها الذكرى العطرة على كل المحبين والمحتفلين، دون ترويج لأي ممارسات يرفضها الدين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك