سيطر الجيش السوداني، اليوم الجمعة، على القصر الرئاسي ومنطقة وسط الخرطوم بعد معارك ضارية خاضها في مواجهة قوات الدعم السريع استمرت لأيام.

وتمكنت "الدعم السريع" من السيطرة على القصر في بداية الحرب، حيث كانت جزءًا من فريق الحماية المنتشر في المؤسسات المهمة، قبل أن تعزز وجودها فيها بمزيد من القوات والعتاد مع تمدد أيام القتال.

وظل القصر وما حوله من مواقع استراتيجية منذ أسابيع مسرحًا لعمليات عسكرية واسعة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع.

وازدادت حدة المواجهات بين الطرفين في 16 مارس الجاري عندما وصل جنود سلاح المدرعات إلى القيادة العامة وتمكنوا من تحييد مواقع قريبة من القصر، بقطع كل خطوط إمداد الدعم السريع في وسط الخرطوم وعزلها عن بقية مناطق انتشارها في الجزء الجنوبي والشرقي من أحياء العاصمة، وفقا لوكالة الاناضول للأنباء.

• نجاح في كافة محاور الخرطوم

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، في بيان: "في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري (رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية) والوزارات".

وأوضح عبد الله، أن الجيش دمّر أفراد ومعدات العدو تدميرًا كاملاً، واستولى على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة.

وجدد المتحدث تأكيدات القيادة العسكرية بالمضي قدمًا في جميع محاور القتال "حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من بلادنا من دنس المليشيا وأعوانها".

من جانبه، أكد وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر عبر صفحته على موقع فيسبوك: "اليوم ارتفع العلم وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر".

وتحت عنوان "لمن ظنّوا أن الأمر مجرد مزحة"، كتب الإعيسر: "أما الجنجويد والمرتزقة ومن معهم من القوى الداخلية العميلة والخارجية الواهمة، فقد ظنوا أن الأمر ليس سوى مجرد مزحة، لكنهم لم يدركوا أن معركة الكرامة السودانية ليست مجرد مواجهة عسكرية كسابقاتها المدونة في كتب التاريخ، بل هي رسالة خالدة للأجيال، مفادها أن الكرامة تُنتزع بثبات الأبطال".

وأضاف أن "الحقيقة التي لا تحتمل التأويل هي أن كل خطوة خطاها جنودنا البواسل منذ صباح 15 أبريل 2023 وحتى اليوم، وصولاً إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية، قد سطّرت مجداً جديداً يُضاف إلى سجل أمة لا تعرف إلا العزة والمجد".

وبثّت منصات تابعة للجيش مقاطع فيديو أظهرت لحظة اقتحام جنود الجيش للقصر وانتشارهم في المقر السيادي، كما تم عرض عدد من أسرى الدعم السريع.

• مطاردة عناصر الدعم السريع

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش يجري عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر بحثاً عن عناصر الدعم السريع.

وأضافت المصادر أن عناصر من "الدعم السريع" دخلت مباني ومحلات تجارية في غرب وسط الخرطوم، وقالت: "عناصر الدعم أصبحوا داخل المباني والمحلات التجارية في السوق، إضافة إلى منطقة المقرن في غرب وسط الخرطوم".

وتأتي هذه التطورات بعد معارك عنيفة بين الجيش و"الدعم السريع" وسط الخرطوم وبمحيط القصر الرئاسي، منذ ليلة الأربعاء.

وسبق أن أعلن الجيش السوداني يوم الاثنين، أن سلاح المدرعات تمكن من فرض حصار على الدعم السريع وسط الخرطوم من جميع الاتجاهات.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش السوداني في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق
وتمكن الجيش السوداني خلال الأشهر القليلة الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة بسيطرته على كامل محليات بحري وشرق النيل وأجزاء واسعة من الخرطوم وأمبدة في غرب أم درمان من قبضة الدعم السريع.