تاريخ الطعام (16): بالرغم من شعبيتها.. المسقعة ليست مصرية! - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:50 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ الطعام (16): بالرغم من شعبيتها.. المسقعة ليست مصرية!

حسام شورى
نشر في: الثلاثاء 21 مايو 2019 - 12:04 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 مايو 2019 - 12:04 م

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.
وفي هذه السلسلة «تاريخ الطعام» الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.. تستعرض «الشروق» معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.
-------------------------
تعد المسقعة من الوجبات الشعبية، رخيصة الثمن، إذا ما قورنت بوجبات أخرى في مصر، لذا تجدها طبقا أساسيا في المحلات الشعبية التي تقدم الفول والفلافل، وعلى جانب آخر تقدم المسقعة في أفخم الفنادق والموائد باعتبارها طبقًا محببًا من جميع الطبقات الاجتماعية، ويضاف إليها أحياناً اللحم المفروم.

وبالرغم من الطرق المبتكرة في تقديم المسقعة، إلا أن مكوناتها الأساسية هي الباذنجان والفلفل والطماطم المسبكة، ويمكن إضافة بطاطس، وقد تحتوي على لحم مفروم، أو تغطى بالبشاميل حسب الرغبة، وتعرف بأنها مصرية الأصل، ولكن هناك من يقول إن المسقعة شامية.

الباذنجان وبداية ظهور «مصقعة»:
وبالرغم من أن الفراعنة المصريين عرفوا الباذنجان، لكنهم كانوا يستخدمونه في الزينة وليس في الأكل، وكان الأمر كذلك في الشرق الأوسط وأوروبا، ألا أن أول من أكلوا الباذنجان هم سكان سرق آسيا، وأطلقوا عليه «البارنجال»، وانتقل إلى إيران وسموه «بادنجان»، ومن إيران انتقل إلى العراق ثم إلى الشام.

وعندما دخل صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس قدمو له «البادنجان» وأعجبه الطبق وأطلق عليه «المقلوبة»، إلا أن أغلب الروايات تؤكد أن أصل المسقعة أوروبي (تركي أو يوناني)، فأضافوا إلى الباذنجان الصلصة الحمراء المسبكة، وكان يقدم سخناً وبارداً (صاقعا) وأطلقوا عليها «مصقعة»، وانتقلت للشرق الأوسط من خلال الرحلات التجارية في آواخر القرن الـ19.

وكعادة المصريين؛ عندما انتقلت لهم «المصقعة» المكونة من الباذنجان المطبوخ في الصلصة فقط، أضافوا لها لمساتهم وجعلوه طبق متكامل يتكون من الباذنجان والفلفل والبطاطس وبعض قطع اللحم، وعرفت في مصر والسعودية وفلسطين بالمسقعة، وفي العراق تسمى بـ«التبسي»، وفي سوريا تسمى «المطبق»، وفي لبنان وفلسطين يُضاف إليها الحمص، وإذا أدخل عليها الخضار يصبح اسمها «المغمور»، وفي اليونان اسمها «موساكا».

وتختلف طريقة طهى المسقعة من بلد إلى أخر؛ حيث تؤكل فى بعض البلدان العربية باردة وتقوم كل بلد بإضافة نكهات مختلفة لطبق المسقعة؛ ففى فلسطين يضيفون إليها الحمص، وفى اليونان توضع الطماطم والبصل واللحمة مع اللبن والخيار و الجبنة.

وفي تركيا فتعد عن طريق القلي، وتؤكل عندما تبرد، وكانت تسمى قديما هناك «لحم الفقراء»، أما في مصر يوجد نوعان من المسقعة: إما أن تكون في الفرن بطبقات من الباذنجان المقلي بينها طبقة من اللحم المفروم مغطاة بالبشاميل، أو على شكل قطع باذنجان متراكمة على بعضها وتكون نباتية أو مع لحم مفروم أو قطع لحم، وتقدم المسقعة مع الخبز في أغلب الأوقات.

وغدا حكاية طبق جديد...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك