أحمد سمير يكتب: إخضاع الكلب - بوابة الشروق
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 2:19 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أحمد سمير يكتب: إخضاع الكلب

أحمد سمير
أحمد سمير

نشر في: الجمعة 21 مايو 2021 - 11:52 م | آخر تحديث: الجمعة 21 مايو 2021 - 11:52 م
«استيقظت فوجدته مقيدا إلى شجرة فى فناء بيتى، كلب أسود متوسط الحجم له بطن ملونة بصفرة داكنة ووجه يظلله البياض كقناع لص».
رجل وكلب، فقط رجل وكلب، ومتعة القراءة لأحمد الفخرانى.
رواية« إخضاع الكلب» عن شاب يهجر القاهرة إلى مدينة دهب، وهناك يتورط فى تربية كلب عنيد فيشكل علاقة معقدة مع الكلب تبدأ بالخوف، وتتحول لمزيج مثير للتأمل من الحنان والرعاية والعنف والبحث عن الحب المفقود.
الرجل الذى تعرض للخيانة يقرر اعتزال الناس لكنهم لا يعتزلونه، ومع كل سطر فى الرواية لا يقدم الكاتب إجابات بقدر ما يجعلنا نفكر حول العزلة والشك، والإخضاع.
الرواية جميلة وسأخبرك بالسر، يقال إن هناك فرقا إذا ما كنا نرى شيئا ما ونحن نمسك بقلم فى يدنا أم لا، وأحمد الفخرانى دوما فى يده القلم.
جوزية ساراماجو يرى الكتابة وظيفة، والفخرانى يلتزم بها بوظيفته ككاتب، يكتب كل يوم، كل يوم، فهو ممن ينتهون من رواية سنويا، فى كل عام يطلق سهما جديدا، وفى كل مرة سهمه يقترب أكثر وأكثر من هدفه.
موهوب ومنتظم فى الكتابة، وهذا نادر.
يقول فخرانى: «اكتب يوميا، بغض النظر عما سأكتبه، فالكتابة فى حد ذاتها تدريبا، أحاول الكتابة وإذا لم أستطع أقرأ، تعلمت ألا أحزن إذا لم أجد ما أكتبه، وحين لا أستطيع أجلس نفس عدد الساعات التى كان أقضيها فى الكتابة، سواء كتبت أو لم أكتب، فقد تركت الصحافة حين سألت نفسى ماذا أريد؟ فالنجاح كصحفى لا يسعدنى مهما حققت فيه، لم تكن أحلامى أن أصير إعلاميا معروفا، بل روائيا».
يتطور الفخرانى مع كل نص يكتبه، وفى «إخضاع الكلب»، الصادرة عن دار الشروق، يبهرك بلغة شديدة الجمال، وخيال لا يحده أى شيء.
الكاتب الذى صدرت له روايات: «عائلة جادو»، «سيرة سيد الباشا»، و«ماندورلا» ( فازت بجائزة جائزة ساويرس ٢٠١٦)، و«بياصة الشوام» التى رشحت بدورها لجائزة ساويرس لشباب الأدباء، يثبت لنا أن الرواية أكثرها فى الكدح وليس فى انتظار رومانسى لشيء مبهم اسمه الإلهام، حتى وإن كان هناك لحظات استثنائية يتدفق خلالها الإبداع.
«فى أقل من عشر لطمات تعلم أمر «داون»، وخلال أسبوع حشوت رأسه بالمزيد من الأوامر، لم يعد يجرؤ على الابتعاد عنى أثناء سيرنا خارج المنزل أو التحرك بعيدا عن موضع قدمى أثناء جلوسى على المقهى، كلفنى ذلك ساعات من الإحراج بضربه أمام الجميع.
كنت أعلم إلى أى هوة أنزلق لكن لم يعنى ذلك أنى قادر على إيقاف المأساة فقد جرفنى السحر، هُزمت أمامه، بعد أن منحنى ونيس أخيرا كامل حضوره وانتباهه، كان سوط يدى أسرع وأبلغ من أى لغة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك