رفض مجلس النواب الأمريكي خطة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتمويل العمليات الحكومية وتعليق سقف الدين، قبل يوم واحد من الموعد النهائي لتفادي إغلاق حكومي محتمل.
وجاء التصويت، الذي اتسم بتوترات حادة أول مساء الخميس، بنتيجة 235 صوتًا ضد المشروع مقابل 174 صوتًا لصالحه، مما حال دون تحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة.
- ترامب: لن أرث أزمات بايدن
وفقًا لتقرير نشرته شبكة سي إن إن، دعا الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عبر منصة "تروث سوشيال" إلى تنفيذ الإغلاق الحكومي الوشيك فورًا إذا كان لا مفر منه، مطالبًا بأن يتم ذلك خلال إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، وليس بعد 20 يناير المقبل، موعد توليه المنصب.
وجاء في منشور ترامب: "إذا كان هناك إغلاق حكومي، فليبدأ الآن، تحت إدارة بايدن، وليس بعد 20 يناير، في ظل إدارة ترامب".
وأضاف، "هذه مشكلة بايدن ويجب أن يحلها، ولكن إذا تمكن الجمهوريون من المساعدة في حلها، فسوف يفعلون ذلك".
- الإغلاق الحكومي: شلل لقطاعات حيوية وإفساد احتفالات عيد الميلاد
بحسب تقرير نشرته سكاي نيوز، ينتهي التمويل الحكومي الأميركي عند منتصف ليل الجمعة، وفي حال فشل المشرعين في تمديد الموعد النهائي، ستواجه الحكومة الأميركية إغلاقًا جزئيًا يهدد بوقف التمويل المخصص للعديد من القطاعات الحيوية، بما في ذلك حرس الحدود والمتنزهات الوطنية، بالإضافة إلى تأخير صرف رواتب أكثر من مليوني موظف اتحادي.
كما حذرت إدارة أمن النقل الأميركية من احتمالية أن يواجه المسافرون خلال موسم العطلات المزدحم طوابير طويلة في المطارات نتيجة الإغلاق.
وأشار التقرير إلى أن مشروع القانون المقترح كان مشابهًا إلى حد كبير لنسخة سابقة انتقدها كل من إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترامب، واصفين إياها بأنها "هبة بلا فائدة للديمقراطيين"، وكان المشروع يهدف إلى تمديد التمويل الحكومي حتى مارس المقبل، عندما يتولى ترامب الرئاسة وتكون الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب لصالح الجمهوريين.
تضمن المشروع تخصيص 100 مليار دولار للإغاثة من الكوارث، إلا أن الجمهوريين أسقطوا بعض البنود الأخرى الواردة في النسخة الأصلية، مثل زيادة رواتب المشرعين.
وبناءً على طلب ترامب، تضمنت النسخة المعدلة من مشروع القانون بندًا لتعليق القيود على الدين الوطني لمدة عامين، في خطوة تهدف إلى تسهيل تنفيذ التخفيضات الضريبية الكبيرة التي وعد بها ترامب، مع السماح باستمرار ارتفاع الديون الحكومية، التي وصلت حاليًا إلى 36 تريليون دولار.
-كيف كانت تجارب أمريكا مع الإغلاق الحكومي؟
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة هو إجراء يحدث عندما تفشل الحكومة الفيدرالية في تمرير ميزانية تمويل للوكالات الحكومية بحلول الموعد النهائي المحدد.
ويعود هذا المفهوم إلى أواخر السبعينيات، عندما تم تفسير قانون مكافحة العجز لعام 1884 بشكل أكثر صرامة، مما أجبر الحكومة على تعليق الخدمات غير الأساسية في حال عدم توفر التمويل، وفقا لمكتبة الكونجرس.
-ترامب وأطول إغلاق حكومي
ومن أبرز الإغلاقات الحكومية في التاريخ الأميركي، كان إغلاق عام 1995-1996 خلال إدارة الرئيس بيل كلينتون، والذي استمر 21 يومًا بسبب خلافات مع الكونجرس بقيادة الجمهوريين حول خفض الإنفاق، كذلك شهدت الولايات المتحدة إغلاقًا طويلًا في 2018-2019 في عهد الرئيس دونالد ترامب، واستمر 35 يومًا، وهو الأطول في تاريخ البلاد، نتيجة خلافات حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك،
- لعبة ضغط سياسي
يؤدي الإغلاق الحكومي إلى توقف مؤقت للعديد من الخدمات الفيدرالية، ويؤثر على حياة ملايين الموظفين الحكوميين الذين يتم تسريحهم مؤقتًا أو يُطلب منهم العمل دون أجر حتى انتهاء الأزمة، هذه الإغلاقات تمثل نقطة ضغط سياسية واقتصادية كبرى، حيث يستخدمها الطرفان في الصراع السياسي الأمريكي "الجمهوريين والديمقراطين" كوسيلة لتحقيق أهدافهم.