نظّمت لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان بالمجلس الأعلى للثقافة مائدة مستديرة بعنوان "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ما بعد عام 2026"، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، من بينهم المستشار خالد القاضي، مقرر اللجنة، والمستشار الدكتور عبد العزيز سالمان، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، وعدد من الشخصيات القانونية والحقوقية.

عُقدت المائدة المستديرة تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس، وأدار الحوار المستشار الدكتور خالد القاضي، الذي أكد في كلمته أن الدولة حققت نقلة نوعية في تنفيذ أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى استحداث اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان بوزارة الخارجية ووحدات حقوق الإنسان بالوزارات المختلفة.

وأوضح القاضي أن الاستراتيجية ساهمت في تحسين الحقوق المدنية والسياسية، من خلال تطوير فلسفة العقوبات، وتحويل السجون إلى مراكز لتعديل السلوك، بالإضافة إلى تمكين المرأة سياسياً ومادياً، حيث حصلت على أعلى نسبة من مقاعد مجلس النواب في تاريخ مصر، وتم تغليظ العقوبات ضد التحرش والعنف. كما أشار إلى أهمية تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية، مؤكدًا أن الاستراتيجية مثلت خطوة مهمة نحو تعديل القوانين التي تخدم فئات المجتمع كافة، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي لمعالجة التحديات.

عرض المستشار الدكتور عبد العزيز سالمان كتابه "ما الدستور؟"، موضحًا أن الكتاب يشرح بأسلوب مبسط أسس الدستور، وحقوق الأفراد، والعلاقة بين السلطات، بهدف تعزيز وعي المواطن بالدستور ومبادئه.

من جانبه، ناقش المستشار عصام شيحة التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في مصر، مؤكدًا أهمية وضع رؤية مستقبلية تعالج القصور، وتحديد أولويات تتماشى مع التغيرات المحلية والدولية، مع التركيز على خطة عمل متكاملة تدعم الإنجازات الحالية. كما أشار إلى الحاجة لاستراتيجية مكملة تنسجم مع رؤية مصر 2030.

وأكد اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق، على أهمية التكامل بين الأمن والتنمية، مشددًا على ضرورة تعزيز دور المجتمع المدني، وتطوير مجالات الإصلاح السياسي، وتوسيع المشاركة المجتمعية، بما يدعم مبادئ المواطنة.

شهدت المائدة مشاركة واسعة من أعضاء اللجنة وعدد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف تطوير رؤية استراتيجية جديدة لحقوق الإنسان تتناسب مع التحديات المستقبلية.