كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يخفضون ضغط الدم المرتفع، من خلال الأدوية أو التدريب على أنماط الحياة الصحية، هم أقل عرضة للإصابة بالخرف.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أُصيب 57 مليون شخص حول العالم بالخرف في عام 2021، ومع ذلك، لطالما أكد الخبراء أن الخرف ليس نتيجة حتمية للشيخوخة، موضحين أنه يمكن حماية نصف الحالات من خلال معالجة 14 عاملا تسبب الأخطار وتزيد من احتمالات الإصابة بالخرف، بما في ذلك ضعف السمع، والتدخين، والسمنة، والإفراط في تناول الكحول، والعزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم.
ويوضح الباحثون، أن معالجة العامل الأخير يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 15%، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وقال البروفيسور جيانج هي، المؤلف المشارك في الدراسة، "يمكن للعلاج الخافض لضغط الدم أن يقي من الخرف لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط"، وأضاف، "نظرًا لانتشار ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط عالميًا، ينبغي اعتماد هذا التدخل الفعال على نطاق واسع للحد من الخرف".
وفي مجلة "نيتشر ميديسن"، أفاد باحثون من الصين والولايات المتحدة بأن التجربة شملت 34 ألف شخصً، تبلغ أعمارهم 40 عامًا فأكثر، يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، موزعين على 326 قرية في ريف الصين، تم تقسيمهم إلى مجموعتين.
وأعطى الباحثون نصف المشاركين أدوية رخيصة ومتاحة بسهولة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وأخبروهم بكيفية مراقبة مستويات ضغط الدم المرتفع في المنزل، وقدموا لهم المشورة بشأن تغيير نمط حياتهم.
وتلقت المجموعة الأخرى الرعاية المعتادة، حيث تم إخبارهم بضرورة التحكم في ضغط الدم لديهم، وعادةً ما يُنصح هؤلاء المرضى بتناول الطعام الصحي والحد من استهلاك الملح.
وعلى مدى السنوات الأربع التالية، كان لدى المجموعة التي تلقت الأدوية والمشورة تحكم أفضل في ضغط الدم، مما قلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 15% وخطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 16%.
وقال الباحثون، إن النتائج تشير إلى أن جهود الحفاظ على ضغط الدم لدى الأشخاص في "نطاق صحي" يمكن أن تساعد في الحد من الإصابة بالخرف.
ومع أن فريق البحث أشار إلى أن الوظيفة الإدراكية للمشاركين لم تُقيَّم في بداية الدراسة، إلا أنهم قالوا إن تشابه المشاركين في المجموعتين يعني أنه من غير المرجح أن يُشوِّه هذا النتائج.
وطالب آخرون بإجراء أبحاث مماثلة مع فترات متابعة أطول، وأضافوا أن هذا النهج بحاجة أيضًا إلى تجربته في دول أخرى.
وأوضحت البروفيسورة تارا سبايرز جونز، مديرة مركز اكتشاف علوم الدماغ بجامعة إدنبرة، أن البحث "يقدم أدلة قوية إضافية تدعم أهمية إدارة ضغط الدم ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى لحماية الدماغ أثناء الشيخوخة"، ولكن من المهم ملاحظة أن علاج ارتفاع ضغط الدم ليس ضمانًا قاطعًا، حيث لا يزال بعض الأشخاص الذين يتلقون العلاج يُصابون بالخرف".